سورية أكدت وقوفها ضد الإرهاب وتنديد دولي وإقليمي واسع بالعملية الإرهابية … العراق ينجو من الفتنة بنجاة رئيس وزرائه من محاولة اغتيال

نجا العراق أمس من محاولة تدبير فتنة كبرى كادت تطيح بما تبقى من السلم الأهلي بالبلاد التي تعاني ما يكفيها من مشكلات أمنية، وسياسية واقتصادية، خلفتها سنوات طويلة من الاحتلال وسيطرة الإرهاب.
خلية الإعلام الأمني في العراق أعلنت أمس تعرّض رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، لمحاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيّرة مفخخة.
وذكرت الخلية في بيان لها أن محاولة الاغتيال تمت «بواسطة طائرة مسيّرة مفخخة، حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد»، موضحةً أن «الرئيس لم يُصب بأي أذى وهو بصحة جيدة».
من جهته، أكد الكاظمي في تغريدة له على «تويتر»، أن «صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه».
وأضاف: «أنا بخير والحمد لله، وسط شعبي»، داعياً إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق».
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أعلن أنه «تمّ فتح تحقيق لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المسيّرة المفخخة»، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية باشرت بجمع الأدلة».
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، اللواء تحسين الخفاجي: إن هناك «تحقيقاً فنياً مشتركاً عالي المستوى من عدة جهات في وزارتي الدفاع والداخلية وقوات الدفاع الجوي وأيضاً مع السفارة الأميركية لمعرفة وتتبع مسار الطائرة المسيّرة المفخخة ودور منظومة السي- رام لحماية مبنى السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء للكشف عن ملابسات هذه المحاولة الفاشلة».
محاولة الاغتيال استدعت تنديداً إقليمياً ودولياً واسعاً، حيث أدانت سورية وعلى لسان مصدر رسمي في خارجيتها بشدة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء العراقي،
وفي تصريح نقلته «سانا»، قال المصدر: «تدين الجمهورية العربية السورية بشدة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي»، وأضاف: «تؤكد سورية مجدداً وقوفها ضد الإرهاب وتعرب عن تمنياتها للشعب العراقي الشقيق بالسلام والاستقرار والازدهار».
من جهتها أدانت إيران العملية ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، محاولة الاغتيال بأنها «فتنة جديدة، ينبغي تعقّبها في مراكز الفكر الأجنبية التي أوجدت ودعمت المجموعات الإرهابية واحتلال العراق منذ سنوات».
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره العراقي فؤاد حسين، للاطمئنان على سلامة الكاظمي، وخلال الاتصال أكد عبد اللهيان أن مثل هذه الحوادث «تتناقض وأمن واستقرار العراق الصديق».
كما اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «إرنا»، عملية الاغتيال بأنها تصب في مصلحة المعتدين على استقرار العراق وأمنه واستقلاله، لتحقيق مطامعهم الإقليمية.
بدورها، أدانت الولايات المتّحدة بشدّة محاولة الاغتيال، معتبرةً حسب بيان للبيت الأبيض نقلاً عن الرئيس الأميركي جو بايدن أن هذا الهجوم «عمل إرهابي واضح».
المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس اعتبر أن هذا العمل الإرهابي الواضح، استهدف قلب الدولة العراقية، في حين هاتف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الكاظمي معرباً عن غضبه وقلقه العميقين من حادث الاعتداء الجبان.
كما أدان الاتحاد الأوروبي محاولة الاغتيال ودعا جميع الأطراف العراقية إلى ضبط النفس والانخراط في محادثات سياسية.
حزب اللـه في لبنان ندد بمحاولة الاغتيال الفاشلة ودعا في بيانٍ له، إلى تحقيقٍ دقيقٍ وحاسم لكشف ملابسات ‏هذا الاعتداء ومن يقف خلفه وأهدافه المشؤومة، وبذل كل الجهود الصادقة والمخلصة لمنع الفتنة وللحفاظ على الأمن في العراق، وإلى معالجة الخلافات السياسية بالحكمة والحوار والصبر والعزم على ‏إيجاد الحلول السلمية».
واستدعت محاولة الاغتيال إدانة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي طالب بمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة، وحث في بيان له جميع الأطراف السياسية في العراق على الحفاظ على النظام الدستوري وحل الخلافات من خلال حوار سلمي لا يقصي أحداً.