حتى مدافئ الحطب صعبة المنال … شتاء قارس ينتظر أهالي السويداء في ظل شح المازوت وغلاء الغاز ورفع أسعار الكهرباء

أكد بعض الأهالي ممن التقتهم «الوطن» في أسواق المدافئ في السويداء أن ارتفاع أسعارها الجنوني يقدم ويؤخر في عملية اقتنائها في ظل شح مادة المازوت وعدم توزيع سوى 50 ليتراً منها كدفعة أولى، مشيرين إلى أنه ومع شتاء المحافظة القارس لن تكون تلك الكميات محفزاً لشراء مدفأة بعد أن وصل سعر أقل أنواعها جودة إلى 70 ألفاً في حين تجاوز بعضها الـ300 ألف.

وأوضح أحدهم في حديثه لـ«الوطن» أن ما يحدث في أسواق السويداء من ارتفاعات جنونية بأسعار المدافئ حرم الكثير من الأسر من الحصول على أي منها، لافتاً إلى أنه حتى لو فكر باقتناء «وجاق» يعمل على الحطب فإنه ضرب من الخيال بعد أن وصل سعر أصغر قياس منه إلى 170 ألف ليرة خاصة مع تعذر تأمين ولو نصف طن من الحطب بعد أن تجاوز سعره الـ600 ألف.

كما أشارت إحدى السيدات إلى أنها كانت في سنوات سابقة تحاول المفاضلة بين مدفأة المازوت ومدفأة الغاز لتأمين الدفء لعائلتها إلا أن ارتفاع سعر تبديل أسطوانة الغاز إلى 10 آلاف وعدم توفرها للطبخ، رفع أسعارها في السوق السوداء إلى مبالغ كبيرة؟ ليتدخل أحد المواطنين بالحديث لافتاً إلى الوضع السيئ الذي وصلت إليه البلاد بعد رفع أسعار شريحة الكهرباء وخاصة أن كثيراً من العائلات كانت تحاول الاستعاضة عن مادة المازوت لعدم توفرها عن طريق تشغيل مدفأة الكهرباء في حال تم وصل التيار الكهربائي، إلا أنه وأمام ارتفاع أسعارها أصبح أي من الأهالي عاجزاُ تماماً عن تأمين وسيلة تدفئة لأسرته هذا فضلاً عن ارتفاع أسعار كافة مدافئ الكهرباء بعشرات الآلاف مقارنة بالعام الماضي.

كما أكد جميع من التقتهم «الوطن» في الأسواق أن شتاء العام الحالي سيكون أقسى وأصعب وأشد برودة شتاء يمكن أن يمر على أهالي المحافظة التي تتميز بشدة برودتها في حال بقي الوضع على ما هو عليه من شح في مادة المازوت وارتفاع في أسعار جميع حوامل الطاقة، مطالبين بضرورة زيادة كمية مازوت التدفئة قدر الإمكان خاصة وأن حاجة أي أسرة للتدفئة على ساحة المحافظة تفوق الألف ليتر منه خلال فصل الشتاء القارس الطويل.

مصدر في فرع شركة المحروقات في السويداء كشف لـ«الوطن» أن كميات مازوت التدفئة التي تم توزيعها حتى تاريخه لم تصل إلى النصف مقارنة بعدد البطاقات الأسرية في المحافظة وبواقع 50 ليتراً مؤكداً سعي الفرع إلى المطالبة بمحاولة زيادة الكميات بالقدر الممكن الذي يتناسب مع طبيعة جو المحافظة البارد شأنها شأن مادة الغاز على حد سواء.

من جهته رئيس دائرة حماية المستهلك في السويداء جهاد طربيه أكد لـ«الوطن» قيام الدائرة بالرقابة على محال بيع المدافئ بكافة أشكالها وأنواعها من خلال إبراز الفواتير القانونية حيث تبين للدوريات الأربع التي تم تسييرها خلال الأيام الماضية أن الأسعار المعلنة جاءت ضمن السعر الطبيعي مع هامش ربح حسب الفواتير المعلنة والمقدمة ولم يتم حتى تاريخه تنظيم أي ضبط بزيادة الأسعار.