أهل «فافين» ينتفضون ضد الاحتلال التركي.. وسقف مطالب «قسد» على المحك اليوم في موسكو … الجيش يعبر الطبقة إلى عين عيسى ومنبج في دائرة اهتمامه
| حلب- خالد زنكلو
وسط أنباء عن توصل المفاوض الروسي وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن، لاتفاق مبدئي يقضي بانتشار وحدات الجيش العربي السوري في مدينتي الطبقة ريف الرقة ومنبج بريف حلب، على أن تجرى تسويات على غرار التي جرت في محافظة درعا وانتهت بعودتها إلى كنف الدولة السورية، تتجه الأنظار إلى المشاورات المرتقبة التي سيجريها اليوم في موسكو وفد مما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسية لـ«قسد»، برئاسة إلهام أحمد لاستشفاف سقف المطالب والتنازلات الكردية في مناطق شرق وغرب نهر الفرات.
ومن شأن توصل موسكو لاتفاقيات مع «مسد» في المناطق التي يهيمن عليها شمال وشمال شرق سورية، تأخير إطلاق صافرة العدوان العسكري للنظام التركي أو شله بشكل تام بعد لغة التهديد والوعيد التي كررها المسؤولون الأتراك، وفي مقدمتهم رئيس النظام رجب طيب أردوغان، وانكفأت في الآونة الأخيرة إثر ورود أنباء عن مفاوضات روسية- كردية مكثفة لإيجاد حلول «توافقية»، لا تخرج عن إرادة اللاعبين الدوليين الولايات المتحدة وروسيا في مناطق شمال وشمال شرق سورية.
وكشفت مصادر محلية في مدينة الطبقة، الواقعة بريف الرقة الغربي، لـ«الوطن»، أن الشرطة العسكرية الروسية دخلت في مفاوضات شاقة، وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، مع وفد من «قسد» وبوجود ممثلين عن الفيلق الخامس في مطار الطبقة العسكري، الذي يحوي وجوداً عسكرياً روسياً، بغية التوصل لاتفاق يقضي بتسليم الطبقة ومدينة منبج للجيش العربي السوري لدرء مخاطر وذرائع العدوان التركي في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أنه جرى التوصل لاتفاق مبدئي بانتشار وحدات الجيش العربي السوري في المدينتين أو في «مربعات أمنية» داخلهما، على أن تجري تسويات على غرار التي جرت في محافظة درعا وانتهت بعودتها إلى كنف الدولة السورية.
وأفادت المصادر بأن رتلاً عسكرياً ضخماً للجيش العربي السوري عبر أول من أمس مدينة الطبقة قادما من حلب وحمص واتجه إلى ريف بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، الأمر الذي لاقى استحسان وحفاوة الأهالي الذين خرجوا إثر ذلك بمسيرة سيارات جابت أنحاء المدينة حاملة العلم الوطني السوري ورفعت شعارات تنادي بدخول الجيش العربي السوري إلى المدينة.
وكانت «الوطن» قد نشرت أمس أن المفاوضات بين الجانب الروسي و«قسد»، التي تكثفت في الآونة الأخيرة، بحثت اعتماد « حلول وسط» تقضي بانسحاب مسلحي الأخيرة من المناطق التي يهدد نظام أردوغان بشن عدوان نحوها، على أن تحل محلها الشرطة العسكرية الروسية، وبما ينزع حجج النظام التركي الواهية بشن عدوانه، وهو ما أدى إلى تخفيف لهجة الاستفزاز التركية حيال ذلك في الآونة الأخيرة.
جاء ذلك في وقت راهن مراقبون للوضع شمال وشمال شرق سورية، في تصريحات لـ«الوطن» على خفض سقف تطلعات «قسد» و«مسد»، لدى زيارة وفد من الأخير اليوم إلى موسكو ولقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث آخر تطورات التهديدات التركية إزاء شن عدوان نحو المناطق التي تسيطر عليها «قسد»، التي لا تجد بديلاً لصد العدوان سوى تقديم تنازلات بالانسحاب من بعض تلك المناطق وتسليمها إلى الشرطة العسكرية الروسية أو إلى الجيش العربي السوري الذي أرسل تعزيزات أخيراً إلى خطوط تماس تلك المناطق مع الاحتلال التركي ومرتزقته لصد العدوان، وفق قول المراقبين.
في الغضون، ذكرت مصادر أهلية في بلدة فافين بريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن البلدة شهدت أمس تجمعاً حاشداً من كل مكونات الشعب السوري، رفض المشاركون فيه الذين حملوا الأعلام السورية، التهديدات التركية بشن عدوان جديد لاقتطاع المزيد من الأراضي السورية، ونددوا بممارسات مرتزقة النظام التركي في المنطقة بحق المواطنين السوريين.
ميدانياً، بيّن مصدر ميداني بريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري أرسل أمس تعزيزات عسكرية جديدة مؤلفة من أسلحة ثقيلة ومدرعات وناقلات جند، تمركزت في بلدة كفر أنطوان بمنطقة الشهباء بريف حلب المتاخمة لخطوط تماس انتشار جيش الاحتلال التركي وميليشيا «الجيش الوطني» التي شكلها النظام التركي من مرتزقته في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، وذلك بعد نحو 10 أيام من وصول تعزيزات للجيش العربي السوري مشابهة إلى مدينة تل رفعت والبلدات الواقعة إلى الشمال منها، ولاسيما منغ ومطارها العسكري، لمنع شن عدوان تركي باتجاهها
وحسب مصادر إعلامية معارضة، فإن فرق هندسة تابعة للجيش بدأت بزرع أعداد كبيرة من الألغام على طول خطوط الجبهات التي تفصل بين مناطق انتشاره شمال حلب، والمناطق التي يحتلها النظام التركي وإرهابيوه.
من جهة ثانية، قُتل وأصيب عدد من مسلحي «قسد» بهجوم جديد نفّذه مسلحون مجهولون ضد موقع لهم بريف محافظة الرقة، في حين اعتقلت قوات «التحالف الدولي» شخصاً في إنزال جوي.
وقالت مصادر بريف الرقة، حسب «أثر برس» إن 3 من مسلحي «قسد» قتلوا وأصيب 6 آخرون بجروح جرّاء تعرّض نقطة عسكرية بريف الرقة لهجوم من مسلحون مجهولين.
كما قتل مسلح من ميليشيات «قسد» في هجوم نفذته الفصائل الشعبية في قرية الجلامدة بريف دير الزور الغربي، وفق ما نقلت وكالة «سانا».