شؤون محلية

طلاب في جامعة البعث يشكون معاناتهم بالسكن الجامعي … منهم من لم يحصل على سكن وبعضهم امتنع المقيمون بالغرف عن استقبالهم وآخرون خصصوا بغرف بالقبو لا تصلح للسكن!

| حمص- نبال ابراهيم

تحدث العشرات من طلاب وطالبات جامعة البعث بمختلف الكليات التدريسية ممن التقتهم «الوطن» خلال جولتها في الجامعة وبالمدينة الجامعية، عن معاناتهم، حيث أشار العشرات من الطلاب القدامى الناجحين والمستجدين في كليات الآداب والتربية والحقوق عدم إسكانهم في وحدات المدينة على الرغم من محاولاتهم المتكررة بحجة أنه لا يمكن استيعابهم بالسكن الجامعي هذا العام، لافتين إلى أن البعض منهم من محافظات ومناطق بعيدة ولا يمكنهم الذهاب والعودة يوميا إلى الجامعة، لافتين إلى أنه ليس بمقدرتهم استئجار منازل ضمن مدينة حمص أو قرب المدينة الجامعية لارتفاع الأجور بشكل كبير يفوق مقدرتهم ومقدرة أهاليهم.

على حين أشار بعض المشتكين من الطلاب المستجدين في بعض الكليات العلمية إلى أنهم لم يحصلوا حتى اللحظة على سكن ضمن المدينة الجامعية وقد تم تأجيلهم مراراً وتكراراً من دون أن تصدر حتى اليوم قوائم بإسكانهم، لافتين إلى العناء الذي تكبده البعض منهم جراء ذلك. وتحدث العديد من الطلاب الراسبين في مختلف الكليات الجامعية عن معاناتهم من عدم قبول إدارة المدينة الجامعية بإسكانهم لعدم ترفعهم وخاصة أن البعض منهم من محافظات ومناطق بعيدة عن محافظة حمص وكانوا قد رسبوا نتيجة لظروف صحية أو اجتماعية خارجة عن إرادتهم، مبينين أن العديد من الطلاب الراسبين قد حصلوا على سكن ضمن المدينة دون غيرهم.

ولفت عدد من الطلاب الجامعيين ممن قطعوا إيصالات سكن وتم تحديد إقامتهم من مشرفي الوحدات السكنية في الغرف المخصصة لهم إلى معاناتهم في رحلة البحث عن غرفة يقبل المقيمون فيها استضافتهم ونزولهم فيها، موضحين أن الطلاب المقيمين في الغرفة ممن سبقوهم فيها بالتخصيص يمتنعون عن استقبالهم فيها ولا يسمحون لهم بدخول الغرفة أو الإقامة فيها لعدم رغبتهم بهم، وبالتالي يعودون لرحلة البحث عن غرفة جديدة وطلاب آخرين حتى يلتقوا بمن يرأف بحالهم ويستقبلهم.

بينما تحدث عدد من الطلاب الجامعيين بالكليات العلمية المقيمين في الوحدة الثالثة أنه تم تخصيصهم في غرف بقبو هذه الوحدة، وعلاوة عن ذلك إن هذه الغرف سيئة للغاية ولا تصلح للسكن أو الإقامة على الإطلاق لكونها تحتاج إلى صيانة وتأهيل بشكل كامل.

من جهته بين مدير المدينة الجامعية في جامعة البعث أسامة إبراهيم في تصريح «للوطن» أن الأولوية في السكن الجامعي حسب قرارات مجلس السكن الجامعي هي للكليات العلمية من طلاب كليات الطب والصيدلية والمعلوماتية والهندسة المعمارية والكيميائية والبترولية والغذائية وغيرها، وأما طلاب كليات التربية والحقوق والآداب من القدامى أو المستجدين فلم يتم إصدار قوائم تسجيل لهم لعدم توفر الشواغر، وتم تأجيلهم وسيتم العمل على إسكانهم حسب توفر الشواغر على أن تكون الأولوية للمناطق والمحافظات البعيدة، لافتا إلى أنه تم مؤخراً تصدير قائمة إسكان للإناث من محافظات بعيدة كالسويداء ودرعا وغيرها وتم إسكانهم في وحدات الإناث، مشيراً إلى أنه من الممكن افتتاح باب الاستضافة لهم لاستيعابهم بحيث أن الغرفة التي تحوي 4 طلاب من الممكن استضافة طالب خامس منهم كاستضافة، ولاسيما بالنسبة لطلاب المناطق البعيدة ويكون الحل بذلك واتخاذ قرار باستضافتهم.

وأشار إبراهيم إلى أن كل قوائم الطلاب القدامى وخاصة طلاب الكليات العلمية صدرت منذ مدة وتم إسكانهم جميعاً وأما قوائم الطلاب المستجدين فقد صدرت وتصدر يوميا وانه بمجرد قدم الطالب إضبارته وقطع وصل السكن يراجع مشرف الوحدة الذي يعمل على تثبيت وصله ويتم إسكانه في اليوم ذاته أو باليوم التالي كحد أقصى، مشيراً إلى أنه قد يحدث هناك حالات فردية لطلاب لم يسكنوا حتى اللحظة لوجود أخطاء تسجيل بالاضبارة أو قد يكونون لم ينتبهوا أو يشاهدوا أسماءهم قد نزلت في القوائم التي صدرت، مؤكداً أنه يوجد طلاب متأخرون عن التسجيل حتى تاريخه.

وأكد ابراهيم أنه لا يحق للطلاب الراسبين السكن وفق النظام الداخلي ويتم استثناء البعض منهم عن طريق اتحاد الطلبة أو فرع الحزب فقط، وأنه من الممكن استضافتهم وإسكانهم بملء الشواغر بحال توافرها في حال تم اتخاذ قرار بذلك في مجلس السكن الجامعي.

وحول عدم استقبال الطلاب المقيمين بالغرفة للطلاب الذين خصصوا بها بعدهم أكد مدير المدينة أن أي طالب بمجرد تم تثبيت وصل سكنه وتم تحديد الغرفة بالوحدة من قبل مشرف الوحدة يحق له السكن فيها، وأن كل طالب مقيم بالغرفة يرفض أو يمتنع عن استقبال طلاب آخرين تم تحديد سكنهم فيها يحال موضوعه إلى مجلس السكن الجامعي وتصدر بحق عقوبة قد تصل إلى قرار الفصل، لافتاً إلى أنه في حال حدوث مثل هذه المشكلة يستوجب على الطالب مراجعة إدارة المدينة على الفور لمعالجة الموضوع وإجراء اللازم على الفور، مبيناً أن العديد من هذه الحالات قد حدثت خلال الأيام الماضية وتمت معالجتها وحلها بشكل فوري.

ولفت ابراهيم إلى أنه لا يوجد في المدينة الجامعية قبو يتم استخدامه لإسكان الطلاب، وإنما يوجد طوابق أرضية يتعارف عليها ضمن المدينة الجامعية بأنها أقبية إلا أنها طوابق أرضية، منوها إلى أنه في حال كان هناك أي غرفة خارج الخدمة يتم نقل الطلاب المخصصين فيها وتأمينهم في غرفة أخرى، ويتم العمل على تأهيل وصيانة الغرفة وإصلاح الأعطال فيها بشكل فوري.

وكشف عن أنه يوجد حالياً دراسة لإعادة تأهيل وصيانة غرف تلك الطوابق الأرضية (الأقبية) في وحدات الذكور بهدف تحسين أوضاعها بشكل كامل.

وبين مدير المدينة أنه يوجد ضغط كبير على السكن الجامعي هذا العام، ويتم العمل قدر الإمكان على استيعاب هذا الضغط وتبسيط كل الإجراءات لإسكان الطلبة. وأكد أن قرارات مجلس السكن هذا العام وجهت لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلبة المتقدمين للسكن الجامعي وخاصة المترفعين منهم، وذلك مراعاةً لظروفهم المادية والاجتماعية في ظل الضغط الشديد الذي تشهده المدينة في أعداد الطلبة المتقدمين للسكن فيها، لافتاً إلى أنه في حال الاضطرار وكان هناك لا يزال يوجد عدد كبير من الطلاب لم يتم إسكانه سيتم العمل على إسكان 5 طلاب بالغرفة الواحدة عبر الاستضافة، وفي تلك الحال سيتم طرح هذا الموضوع على مجلس السكن بالجامعة واتخاذ قرار بذلك، إلا أنه حتى الآن لم تستدع الحاجة ذلك.

وأشار إلى أنه تم إسكان ما يزيد على 10 آلاف طالب وطالبة بالوحدات السكنية ضمن المدينة حتى تاريخه، موضحاً أن وحدات الإناث القدامى حالياً أصبحت في حالة استيعاب كامل تقريبا وأما وحدتا المستجدين (إحداها للإناث والأخرى للذكور) فأصبحت تقريبا تزيد عن 80 بالمئة حتى اليوم.

وأشار مدير المدينة إلى وجود صالة للسورية للتجارة ومركز خدمي في المدينة الجامعية، كاشفاً عن أنه يتم العمل على تنفيذ خط مياه شرب داعم للشبكة من بئر المياه الموجودة بجانب الوحدة الأولى ووصله مع الشبكة لحل مشكلة انقطاع المياه في الوحدات السكنية للإناث، علاوة على وجود دراسة فنية لمشروع إنشاء فرن للخبز داخل المدينة.

وأكد مدير المدينة الجامعية أن وضع الشبكة الكهربائية في المدينة جيد وهي معفاة من التقنين الكهربائي على مدار الساعة إلا في حال الأعطال تتقطع الكهرباء عنها فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن