ولايتي يحذر من تكرار العدوان السعودي على اليمن في سورية
حذر مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي من تكرار الحملة العسكرية السعودية على الأراضي اليمنية في سورية، وشدد على أن أي حوار مع الرياض يجب أن يسبقه تغيير في السياسة السعودية الساعية إلى الهيمنة المطلقة على المنطقة. وفي مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، قال ولايتي: إن «سورية وإيران يرتبطان بعلاقة إستراتيجية قديمة ستتواصل دائماً، ونحن لن نتوقف عن دعمها»، لافتاً إلى وجود تعاون وتنسيق متين في العمل بين سورية وإيران والعراق ولبنان، وشدد على عزم طهران مواصلة تقديم الدعم لسورية ولبنان.
وقبل يومين، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن تقديم الدعم الكامل لسورية في تصديها للإرهاب من أجل تجاوز الأزمة المفروضة عليها «هو قرار إستراتيجي لإيران».
وحذر ولايتي، الذي شغل منصب وزير الخارجية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، من «محاولة تكرار الحملة العسكرية السعودية على الأراضي اليمنية في سورية»، قائلاً: إن «هذه الحملة شكلت فشلاً وإخفاقاً ذريعاً لا يجوز تكراره في سورية».
وثارت تكهنات في المنطقة عن نوايا السعودية شن عدوان على سورية على شاكلة عدوان «عاصفة الحزم» في اليمن. وغذت الرياض هذه التكهنات عبر تسريبات صحفية وعززتها بتصريحات لمندوبها الدائم في الأمم المتحدة عبد اللـه يحيى المعلمي، رد عليها المندوب السوري بشار الجعفري بعنف.
ووصف ولايتي الاجتماع الذي سيجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدداً من قادة ومسؤولي دول الخليج في «كامب ديفيد» بأنه مظهر من مظاهر «الرهاب تجاه إيران» والذي تشعر به هذه الدول، مؤكداً أن «القمة لن يكون لها أي تأثير سواء على المفاوضات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني أو على إمكانية تمكن دول الخليج من تقويض الجمهورية الإسلامية». وأضاف مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية إن الاجتماع يشكل استمرارية للتقليد الأميركي القديم بدعم السعودية وحلفائها الآخرين في دول الخليج غير أن الرياض ترغب الآن بالمزيد من الدعم ولا نعتقد أن واشنطن ستتردد في تقديمه.
ولفت ولايتي إلى أن من يحكم في السعودية هو حكومة قبلية غير ديمقراطية تدعم المتطرفين في أرجاء الشرق الأوسط ومن بينهم إرهابيو تنظيم داعش، وفي الوقت نفسه تقصف المدنيين في اليمن، وشدد على أن «أي حوار بين إيران والسعودية يجب أن يكون مسبوقاً بتغيير في السياسة السعودية، فهم (السعوديون) الآن يحاولون ممارسة هيمنة مطلقة في المنطقة». وتابع إن «الرياض لا يمكنها اعتبار اليمن ساحتها الخلفية، فاليمن دولة مستقلة تملك حضارة عريقة أكثر قدماً من السعودية».
وحول المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، قال ولايتي: «نعتقد أن الاتفاق بهذا الشأن حساس ودقيق للغاية، وعلى الجانبين أن يكونا حذرين، ولا يظنان أننا وصلنا إلى نهاية المفاوضات، فنحن ما زلنا في المنتصف ونتائج هذه المفاوضات تعتمد على السياسة الأميركية، فواشنطن في بعض الأحيان تعد بشيء وفي اليوم التالي تقول شيئاً آخر». وأضاف «وإن تم التوقيع واستكمال الاتفاق النووي فإن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ليس محتملاً فواشنطن ستواصل سياساتها القديمة نفسها».
سانا