سورية

الشيخ عبد الله أكد دعم بلاده لجهود الاستقرار واستعدادها لمساندة الشعب السوري … الرئيس الأسد يستقبل وزير خارجية الإمارات وينوه بمواقفها الموضوعية والصائبة

| الوطن - وكالات

نوّه الرئيس بشار الأسد بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك خلال استقباله وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي حط أمس في دمشق على رأس وفد رفيع المستوى في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ قطع دول خليجية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع الأزمة السورية.
واستقبل الرئيس الأسد وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة يرافقه خليفة شاهين وزير دولة في الخارجية الإماراتية وعلي محمد حماد الشامسي رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بمرتبة وزير، حسب ما أوردته وكالة «سانا»، وحضر من الجانب السوري وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات.
وأكد الرئيس الأسد على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سورية والإمارات العربية المتحدة منذ أيام الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ونوه الرئيس الأسد بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات، مشدداً على أن الإمارات وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري.
من جانبه أكد الشيخ عبد اللـه دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سورية، معتبراً أن ما حصل في سورية أثر على كل الدول العربية، معرباً عن ثقته أن سورية وبقيادة الرئيس الأسد وجهود شعبها قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب، مشيراً إلى أن الإمارات مستعدة دائماً لمساندة الشعب السوري.
وتناول النقاش أيضاً الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية وتم الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية من أجل تحقيق تطلعات شعوبها وبإرادتها بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
ومنذ اندلاع الأزمة في سورية بداية عام 2011، علّقت جامعة الدول العربية عضوية سورية، وقطعت دول عربية عدة علاقاتها مع دمشق بينها الإمارات، بينما أبقت أخرى بينها الأردن على اتصالات محدودة بين الطرفين، في حين شكلت سلطنة عمان استثناء بين الدول الخليجية.
ومع إفشال سورية للمخططات الغربية والإقليمية ضدها ودحرها لأغلب التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، برزت خلال السنوات القليلة الماضية مؤشرات عدّة على انفتاح عربي تجاه دمشق، بدأ مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق في 2018.
ومنذ استئناف العلاقات الدبلوماسية، جرى اتصالان هاتفيان بين الرئيس الأسد وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، وأرسلت الإمارات طائرات عدّة محمّلة بمساعدات طبية إلى دمشق منذ تفشي وباء «كورونا».
وفي الاتصال الهاتفي الثاني الذي أجراه الرئيس الأسد مع ولي عهد أبو ظبي في 20 الشهر الماضي دار الحديث حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ومجالات التعاون الثنائي بين سورية والإمارات، والجهود المشتركة لتوسيعها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
كما جرى النقاش حول آخر تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي اليوم ذاته أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية قراراً يقضي بتشكيل مجلس الأعمال السوري – الإماراتي بهدف تفعيل دور القطاع الخاص في تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين بكل مجالاته التجارية والصناعية والزراعية والسياحية.
وسبق الإعلان الرسمي أمس عن زيارة وزير خارجية الإمارات والوفد المرافق تداول ناشطين إماراتيين وسوريين معلومات تفيد باحتمالية وصول وفد إماراتي رفيع المستوى إلى دمشق.
وقال الرئيس الإقليمي لـ«المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط»، أمجد طه، عبر حسابه في «تويتر»، «اليوم خبر جميل سيفرح سورية وأهلها الكرام، الإمارات تقود الدبلوماسية العربية إلى بر الأمان والنصر وتعيد صوت العقلانية للمنطقة»، وأضاف: «الساعات القادمة فيها أخبار وزيارات طيبة تحافظ على السلام».
وفي خطوة لم تكن لتحصل لولا تبدل في الموقف السعودي، شارك وزير السياحة محمّد مارتيني العام الحالي بدعوة من السعودية في اجتماع للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في الرياض.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق بعد أكثر من شهر من الإعلان عن اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأسد بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة في مؤشر على مزيد من الانفتاح العربي على دمشق.
وأعادت السلطات الأردنية مؤخراً فتح مركز جابر- نصيب الحدودي مع سورية أمام المسافرين وحركة الشحن.
وغادر وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة والوفد المرافق دمشق بعد زيارة استمرت ساعات متوجهاً إلى العاصمة الأردنية عمان، وذكرت وكالة «عمون» أن الشيخ عبد الله سيمضي ليلته في عمان، ويلتقي صباح اليوم الأربعاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن