الخبر الرئيسي

وزير الخارجية الإماراتي يحطّ في دمشق معلناً عن مرحلة جديدة بعلاقات البلدين: ما حصل في سورية أثر على كل الدول العربية … الرئيس الأسد: علاقاتنا أخوية ووثيقة والإمارات وقفت دائماً إلى جانب السوريين

| الوطن

استيقظ السوريون صباح أمس على تغريدات مصدرها شخصيات ومواقع إماراتية معروفة تبشر بـ«أخبار جيدة» و«علاقات مميزة» بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية العربية سورية، تضمنت كلمات وأمنيات وإشارات لحدث كبير سيحصل بين الدولتين يعيد إلى سورية دورها العربي الرائد.
نشطاء ورواد «فيسبوك» بدؤوا بتداول التغريدات، وكان السؤال الأهم طوال قبل ظهر أمس، ما هو المقصود بالأخبار الجيدة وما هو الحدث الذي تشير إليه، لتستنفر بعدها وكالات الأنباء والصحفيون وينطلقون في رحلة بحث عن الدلالات التي تشير إليها هذه العبارات لكن من دون جدوى، فانطلقت التكهنات تجاه زيارة ما باتجاه سورية أو زيارة باتجاه أبو ظبي، وسط صمت رسمي من العاصمتين الحريصتين على عدم الكشف عن أي معلومات ضماناً وحرصاً على نجاح ما كان مخطط له.
وما هي إلا ساعات قليلة حتى التقط رواد «فيسبوك» من خلال مواقع «تتبع الطائرات» هبوط طائرتين رسميتين إماراتيتين واحدة قادمة من قبرص، والثانية من أبو ظبي، لتبدأ موجة عارمة جديدة من الشائعات والتكهنات والتغريدات التي امتلأت بها صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي التي رحبت جميعها بضيف سورية، دون أن يعرف أحد من كان على متن الطائرتين.
وبعد تدقيق سريع وانطلاقاً من خبر وجود وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد اللـه بن زايد آل نهيان في زيارة رسمية إلى قبرص، بدأت الأخبار تتوالى عن وصوله إلى دمشق في زيارة هي الأولى له منذ بداية الحرب على سورية، لكن دون أن يتمكن أحد من معرفة من كان على متن الطائرة الثانية التي وصلت من أبو ظبي، وكان لا بد من انتظار الخبر الرسمي السوري ليكشف عن الوفد الذي رافقه والذي كان رفيعاً، حيث ضم إلى جانب وزير الخارجية الشيخ عبد اللـه بن زايد آل نهيان، كلاً من وزير الدولة في الخارجية الإماراتية خليفة شاهين، ورئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بمرتبة وزير علي محمد حماد الشامسي.
خبر زيارة الوفد الإماراتي تردد صداه الإيجابي واسعاً في الشارع السوري، لاسيما مع الرسائل الواضحة التي حملتها فهي إضافة إلى أنها الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ أكثر من عشر سنوات، فهي تأتي بعد اتصال هاتفي جرى في العشرين من الشهر الماضي بين الرئيس بشار الأسد وولي عهد دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وتأتي أيضاً وسط أزمات عدة تشهدها المنطقة من بغداد إلى بيروت، والأطماع التركية العثمانية الساعية لاحتلال المزيد من الأراضي السورية عبر عدوان جديد يحضر له على مناطق الشمال السوري، ووسط انفراجات سياسية تجاه دمشق بدأت بالموافقة الأميركية على ضخ الغاز المصري إلى لبنان مروراً بسورية، وفتح الأردن لحدوده وإعادة العلاقات إلى طبيعتها مع دمشق بعد تسوية شهدتها محافظة درعا أعيد على إثرها الأمن والأمان إلى المحافظة الجنوبية وبسطت الدولة سيادتها الكاملة عليها.
كل هذه التطورات كانت ظاهرة في البيان الرئاسي الذي صدر عقب المحادثات بين الرئيس بشار الأسد والشيخ عبد اللـه بن زايد التي عقدت في قصر الشعب واستمرت لساعات، حيث نوه الرئيس الأسد بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات، فيما شدد الوزير الضيف «على دعم بلاده لجهود الاستقرار في سورية»، معتبراً أن «ما حصل في سورية أثر على كل الدول العربية».
البيان الرئاسي أشار إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات.
وأكد الرئيس الأسد على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سورية والإمارات العربية المتحدة منذ أيام الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مشدداً على أن الإمارات وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري.
من جانبه أكد الشيخ عبد اللـه على دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سورية، معتبراً أن ما حصل في سورية أثر على كل الدول العربية معرباً عن ثقته أن سورية وبقيادة الرئيس الأسد وجهود شعبها قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب مشيراً إلى أن الإمارات مستعدة دائماً لمساندة الشعب السوري.
وتناول النقاش أيضاً حسب البيان الرئاسي، الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، وتم الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية من أجل تحقيق تطلعات شعوبها وبإرادتهم بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن