ثقافة وفن

ناديجدا كريغينا.. تقيم أمسيةً غنائيةً شعبية على مسرح دار الأوبرا … نيكولاي سوخوف لـ«الوطن»: نقيم هذه النشاطات الروسية حتى نعيد الحياة الثقافية لمدينة دمشق

| سارة سلامة

ناديجدا كريغينا المغنية الروسية ها هي تقطع مسافات طويلة، لتكون حاضرة على خشبة الأوبرا السورية؛ من قلب العاصمة دمشق تدنو بصوتها وأغنياتها الشعبية من الإحساس وتهب سعادة للحضور بحبها وصوتها، لا داعي للذهاب إليها في كورسك فهي خصصت لنا وقتاً لتفيض بعطائها.

ورغم غربة اللغة وضياع المعنى استطاعت أن تلفت الناظرين بحضورها وبراعتها حيث تفاعل الجمهور معها ومع أنغام الموسيقا الشعبية الروسية كأنهم يعرفونها منذ زمن.

لنقول دائماً إن الموسيقا هي لغة عالمية، تجلس في أي مكان وتحلق في الآفاق بقوة لأنها رسالة حقيقية وصادقة.

وبرعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، أقامت دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي في دمشق أمسيةً غنائيةً شعبيةً، أحيتها المغنية الحاصلة على لقب الفنانة الشعبيّة الروسيّة ناديجدا كريغينا برفقة الفرقة الخماسيّة الروسيّة للآلات الموسيقيّة التقليديّة (كفانتيت) بقيادة ديمتري ديمترينكو، وذلك مساء يوم الخميس على مسرح الدراما.

عربون محبة للشعب السوري

وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، بيّن مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف: «إن هذه الفنانة الشعبية وفرقتها قدمت من روسيا لتقيم الحفل في دار الأوبرا، كجزء من سياق مجموعة من الحفلات التي تستهدف مدينة دمشق بكم كبير من النشاطات الثقافية الروسية حتى تعبر عن عودة الحياة لدمشق المدينة الأعرق في مضمونها الثقافي وأقدم عاصمة بالتاريخ، عندما تكون هناك عودة للحياة الثقافية ستكون جزءاً من عودة الحياة بكل معانيها وكل مفاصلها لسورية الحبيبة، وفي نهاية الأمر كذلك في 17 الشهر هناك حفل كبير جداً سيقام في دار الأوبرا على هامش عودة اللاجئين إلى سورية الذي سيعقد في قصر المؤتمرات، وهناك عدد كبير من الأعمال الفنية التي قام بها المركز الثقافي الروسي بالتعاون الوثيق مع وزارة الثقافة السورية، وكل هذه الأعمال هي عربون محبة للشعب السوري الذي صمد وعانى الكثير، وعربون المحبة الأكبر هو ليس فقط بهذه الأعمال إنما هو بعودة العافية على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والفنية الثقافية وغيرها من مناحي الحياة السورية، سورية دولة شقيقية وصديقة ونحن نعمل على محاولة استعادة هذه الحياة بكل معانيها بالتعاون الحثيث مع الجهات المعنية والقوة المؤثرة في المجتمع المدني السوري».

وتبين المغنية كريغينا أنه: «في منطقة كورسك في أرض العندليب، يولد الناس بأغنية. ها أنا أغني، ما دمت أتذكر، منذ الطفولة وأنا أعلم: لكي تغني أغنية بشكل جميل، لا حاجة إلى الإعجاب بصوتك، بل أن تغني بقلبك وروحك، وبقيت أتبع هذه القاعدة الذهبية طوال حياتي».

عن الحفل

وتنوع برنامج الحفل الذي امتدّ نحو ساعةٍ ونصف الساعة بين العديد من المقطوعات والأغاني الشعبيّة الروسيّة، بدأها مع (كالينكا) وهي تنويعاتٌ على أغنيةٍ شعبيّة روسيّة، ومن ثمّ جاء (الشعرُ والرقصُ الروسيّ)، ليغيبَ الأوكورديون مع (يالها من أغنية)، ويعود مع (رقصة المرح)، و(دي دادا)، و(أوه الويبرنوم يتفتح)، كما حضرتِ الأغنيةُ ذائعةُ الصيت في روسيا والتي كانت تُغنّى في الحرب العالمية الثانية (كاتيوشا)، ليعودَ المرحُ بعدها مع مجموعةٍ من الأغنياتِ التي حملتنا نحو المروج والحقول الروسية، وزرنا معها الغجرَ وجبالَ الأورال، وأمسيات ريف موسكو، ليُختتم الحفل مع (تدفّق نهر الفولغا).

(كفانتيت) أو الفرقة الخماسية التي رافقت كريغينا في هذا الحفل هي الفرقة الشعبية الروسية الأكاديمية الحكومية وتحمل اسم (ليودميلا زيكينا) مؤسسة الفرقة، وقد اختارت الفرقةُ دمشقَ لتوجّه لها تحيةً، وتكرّمها في ذكرى وفاتها.

ويذكر بأن كريجينا الفنانة الروسية حائزة على وسام الاستحقاق عام (1994)، ولقب (فنانة الشعب الروسي) 2012، هي من مواليد عام 1961 في قرية بيتريشيفو بمنطقة كورسك. تخرجت عام 1983 من قسم الغناء الوطني في مدرسة موسكو للموسيقا. التي تحمل اسم إيبولاتيف إيفانوف.

كما عملت من عام 1985 إلى عام 1990 على تحسين مهاراتها المهنية في معهد الدولة للموسيقا والتربية، ولها أكثر من 700 أغنية.

وقدمت الفنانة الروسية حفلين في كل من اللاذقية وحمص يومي الخميس والجمعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن