رياضة

منتخب سيدات السلة في المركز الخامس ببطولة آسيا والتقييم مطلب أساسي

| مهند الحسني

انتهت مشاركة منتخب سيداتنا بكرة السلة في بطولة آسيا بالأردن لكن الحديث عنها لم ينته، لكون التصريحات التي سبقت المشاركة من قبل القائمين على اللعبة وضعت منتخبنا ضمن دائرة المنافسة على بطاقة المستوى الأول بقوة، واتسعت فسحة تفاؤلنا أكثر بعدما تناهى لمسامعنا وجود لاعبة محترفة من مستوى عال ضمن صفوف المنتخب، لكن تفاؤلنا هذا لم يكن طويلا بعدما اصطدمنا بواقع لا يبشر بالخير وبسلسلة من الأخطاء كان حريا بالقائمين على اللعبة تلافيها وتجنبها كرمى لعيون منتخب الوطن.

حقيقة صادمة

فشل منتخب سيداتنا بالصعود إلى منافسات فرق المجموعة A للسلة الآسيوية، وظهر واضحاً حالة الارتباك في التحضير وضعف الانتقاء واختلاط المشاكل الإدارية بالفنية، والتي أثقلت كاهل اللاعبات اللواتي كن بأمس الحاجة للاستقرار الإداري والفني ليتمكّن من خطف الفوز على المنتخب اللبناني لو كان المنتخب مكتمل الصفوف، فكيف الحال والمنتخب يعاني من هشاشة في أركانه الثلاثة التي سنأتي على ذكرها تباعا.

أخطاء إدارية وغياب أليسيا

أيا كانت الأسباب والمبررات والمسوغات فإن غياب أليسيا النجمة المطلقة للسلة السورية والعربية في العقد الأخير لا يسجل إلا تحت بند الفشل والتقصير فإذا كانت اللوائح في جانب منتخبنا في قضية لباس اللاعبة فإن عدم القدرة على الوصول لحقوقنا يتحمل مسؤوليته كل من إدارة المنتخب واتحاد اللعبة.

أما إذا كانت اللوائح في الجانب الآخر من مطالبنا ومعاكسة لما تصرفت به اللاعبة باختيار ملابس مخالفة فالعذر هنا أقبح من الذنب، ويدل على جهل في قراءة اللوائح الواضحة والمكتوبة وستقيد هذه القضية والمسؤولون عنها ضد مجهول حالها حال باقي كوارثنا الرياضيةً.

اللاعبة المجنسة

هذه المجنسة لم تجلب لنا لا عنب الشام ولا بلح اليمن، فلا هي لاعبة ارتكاز تغطي حاجتنا وترهق الفرق المنافسة تحت السلة هجوماً ودفاعاً ولا هي لاعبة سكور كما ذكر رئيس الاتحاد بأن متوسط تسجيلها هو 45 نقطة، وهو أمر لم نر منه شيئاً على أرض الواقع وظهرت اللاعبة بمستوى عادي جداً وضعيفة التسديد من خارج القوس وهي المهمة الأساسية للاعبات مركز المخالفات وكانت ثقيلة جداً في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم وبنسبة قليلة جداً من التمريرات الحاسمة ويتحمل مسؤولية ضعف مستواها من رشحها للتعاقد، ويبقى السؤال المهم هل كان اختبارها مبنياً على قناعة المدرب المنتخب، أم مديره، أم رئيس الاتحاد، ومن هو طباخ هذه الصفقة، أم إن ذلك سيقيد أيضاً ضد مجهول في هذا المحور.

إعفاء المدرب واختراع معايير جديدة

لا نعلم ما حكمة القيادة والتخطيط عندما يصرح أحد المسؤولين بأننا كلفنا المدرب الوطني لأننا لا نملك الوقت اللازم للتعاقد مع مدرب أجنبي بما يفيد بأن المدرب كان مدرب حاجةً وليس كفاءة، وبأنه لو وجد ماء الأجنبي لما تيممنا برمال الوطني.

المفصل الثاني كان في محاولة التدخل في القرارات الفنية للمدرب منذ انطلاقة التحضيرات، وهو إبداع جديد لم يسبقنا إليه أحد، ولم يجرؤ أحد من قبل على شرعنة هذا النوع من الانتهاكات لحقوق المدرب وواجباته ليكمل الاتحاد سلسلة الأخطاء على هذا المحور بإسناد مهمة تدريب المنتخب لمدرب شاب يفتقد أي تجربة تدريبية خارج حدود سورية، ويلقي به وسط هذه المعمعة دون سابق تحضير أو خصال تؤهله للوصول بالمنتخب إلى بر الأمان.

و لماذا لم يكن الحل أكثر منطقية وواقعية بتكليف مدرب متمكن صاحب باع وخبرة وتجربة دولية كالمدربة إليزابيت سيمون أو هلال دجاني أو هاني سفطلي أو ماجد سنجقدار أو الخبيرة والمبدعة ريم صباغ.

ولماذا أخفق الاتحاد بإيجاد حل يناسب حجم الأزمة التي اعترضت المنتخب في الأيام الأخيرة من إعداده، ولماذا لم يقص الاتحاد المدير والمدرب معاً، واعتبر دفاع المدرب عن حقوقه أمراً يبيح الاستغناء عنه.

هذه المحاور الثلاثة حملت العمود الهش والمنتخب كان مؤهلاً لتحقيق نتائج جيدة لو لم نفتعل له أزمات أو أحسنا اختيار اللاعبة الأجنبية.

للذكرى

يذكر أن منتخبنا حل بالمركز الخامس في البطولة من خسارتين وفوزين حيث افتتح مبارياته بفوز على منتخب إيران 78-71، وخسر أمام لبنان 83-63، وتأهل للدور ربع النهائي ليخسر أمام منتخب كازاخستان 87-69، واختتم يوم الجمعة مبارياته بالبطولة بلقاء منتخب إيران مجدداً على المركزين الخامس والسادس وفاز بنتيجة 63-58 ليحتل المركز الخامس وهو مركز لا يليق ولا يوازي طموح عشاق السلة السورية.

خلاصة

المشاركة في بطولة آسيا بعد غياب امتد لعشر سنوات لن يكون سهلاً، وهو بحاجة لتحضير مثالي ومعسكرات خارجية قوية لكن المشاركة كانت بمنزلة بوابة عبور لسلتنا الأنثوية وبغض النظر عن النتائج الرقمية، غير أن المنتخب يضم نخبة من اللاعبات المتميزات اللواتي قدمن أداء جيداً حسب إمكاناتهن ومازال لديهن الكثير ليقدمنه فيما لو توفرت لهن شروط ومقومات النجاح، لذلك لابد من إجراء تقييم سريع وشامل لرحلة الفريق في البطولة ووضع اليد على جميع الأخطاء والعمل على تلافيها في المرحلة المقبلة مع إمكانية ضمان استمرارية هذا المنتخب ليكون جاهزاً لأي مشاركة قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن