هل استغل الكادر التعليمي أزمة كورونا للحصول على إجازات صحية!؟ … أولياء الأمور يشتكون تغيّب الكوادر التعليمية وعدم تلقي أبنائهم دروساً اختصاصية منذ بداية العام الدراسي!؟

اشتكى كثير من أولياء الأمور أن أبناءهم يبقون أياماً كثيرة من دون معلمة أو مدرس بسبب تغيبهم عن المدرسة لأسباب صحية، حيث أكد ولي تلميذ في الصف الثالث بمدرسة راتب الموسى في بلدة نبع الصخر بريف القنيطرة الجنوبي من أن ابنه لم يأخذ أي حصة لمادة اللغة الإنكليزية منذ بداية العام الدراسي بسبب حصول المدرسة على إجازات صحية ولم تستطع المدرسة تأمين البديل!

وتؤكد مديرة مدرسة الشهيدة غالية فرحات بمدينة البعث حسنية عيسى تغيب ثمانية من كوادر المدرسة دفعة واحدة حيث بقيت أربعة صفوف دراسية من دون معلمة وذلك بسبب الإجازات الصحية الطويلة، مبينة أن أولياء الأمور أكثروا من الشكوى على إدارة المدرسة بسبب تغيّب المعلمات وهي تقف عاجزة أمام ذلك لعدم القدرة على تأمين البديل رغم إعلام التربية بحصول عدد من المعلمات على إجازات مرضية، ( يذكر أن المدرسة لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مقر مديرية التربية ورئيس مكتب التربية الفرعي وعضو المكتب التنفيذي المختص)!؟

ورأى مصدر من تربية القنيطرة أن الكثيرين من الكوادر التربوية استغلوا وباء كورونا وحصلوا على إجازات صحية من دون وجه حق، ما أثر على العملية التعليمية في عدد من المدارس، ولم تستطع التربية تأمين البديل لرفض كثير من الوكلاء أو أصحاب الاختصاص من خارج الملاك بالتعيين مدة قصيرة، الأمر الذي شكل عبئاً على التربية والطلاب!؟

وحصلت «الوطن» على أعداد الذين حصلوا على إجازات صحية من الشهر التاسع في المدارس فقط حيث بلغ عددهم 171 معلمة ومدرسة منهم 36 مدرسات و33 مدرسة مساعدة و34 معلمة صف و12 معلمة و38 إجازة أمومة و18 تلي الأمومة!؟

رئيس دائرة التوجيه والمناهج حسن حمدي البكر يعترف أن مدرسة راتب الموسى من دون معلمة إنكليزي وأنه تم التواصل مع الموجه الاختصاصي لتعيين البديل ولكن لم يتم إيجاد البديل، وهذا حال بعض الاختصاصات العلمية واللغة الفرنسية، مؤكداً أن كثيراً من المتقدمين بطلبات التوكيل أو لإعطاء ساعات يرفضون التعيين لأيام قليلة ويطلبون التعيين في حال كانت الإجازة أمومة أو سفر خارج القطر، مضيفاً: إن الإجازة التي تزيد على تسعة أيام ومهما كان نوعها تعتبر شاغراً حكماً حيث يحق للتربية تعيين وكيل بدلاً عن المجاز صحياً أو إدارياً.

مدير تربية القنيطرة عماد أسعد أبدى انزعاجه من كثرة الإجازات الصحية وترك بعض الصفوف خالية من المعلمين والمدرسين وصعوبة إشغالها من الكوادر الإدارية بالمدرسة وعدم رغبة المتقدمين بطلبات إلى التربية للتعيين لأيام قليلة، إضافة إلى نقص بعض الاختصاصات رغم تعيين جميع الناجحين في المسابقة الأخيرة التي أجرتها الوزارة، مؤكداً تحويل موضوع الإجازات الصحية إلى الرقابة الداخلية للنظر بأحقية الحاصلين عليها من عدمه واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المدّعين للمرض!؟

رئيس دائرة الرقابة الداخلية شريف خليل يؤكد تكليف المراقب الداخلي بدراسة الإجازات الصحية الممنوحة للكوادر التعليمية، منوهاً بأن الإجازة الصحية حق للكادر التربوي ولكن في حال تبيّن أن الحاصلين على الإجازة المرضية من دون وجه قانوني سيتم اتخاذ إجراءات شديدة بحقهم تقررها الرقابة ومدير التربية!؟