نشاطات وعروض فنية وثقافية واقتصادية.. سوسان لـ«الوطن»: دولتنا ستعود لدورها الفاعل … سورية تحتفي بيومها الوطني في «إكسبو دبي» مستحضرة التاريخ وقدرتها على النهوض
| دبي - سيلفا رزوق
يطلق جناح الجمهورية العربية السورية المشارك في معرض «إكسبو دبي 2020» اليوم احتفالية «يوم سورية الوطني»، والذي خصص لها تاريخ الرابع عشر من تشرين الثاني الجاري حسب بروتوكولات المعرض، الأهم في العالم والمستمر لستة أشهر متواصلة.
تحضيرات اليوم المنتظر اكتملت والعاملون في الجناح وعلى مختلف مستوياتهم استنفروا لأيام وساعات طويلة بعمل دؤوب ونشاط استثنائي، ليكون «يوم سورية الوطني» في «إكسبو دبي» يليق بها وبما تحمله من ثقل حضاري وسياسي يشهد له تاريخها الممتد لآلاف السنين.
وعلى غرار ما حمله جناح سورية المشارك في «إكسبو دبي» من تفاصيل ثقافية وجمالية نالت ما تستحقه من إعجاب بشهادة كل من زار الجناح، سيحمل «يوم سورية الوطني» التفاصيل ذاتها مع أداء موسيقي وفني وتراثي حي بأياد وأصوات سورية حضرت من دمشق لتقدم لزائري «إكسبو دبي» القادمين من كل بلاد العالم تكثيفاً جميلاً يبدو أنه ووفقاً لما تابعته «الوطن» من تحضيرات، سينال الإعجاب ذاته والشهادة العالية ذاتها.
تفاصيل «يوم سورية الوطني» كثيرة ومتنوعة، حيث حرص منظمو الاحتفالية في سفارة الجمهورية العربية السورية بالإمارات وقنصليتها بدبي مع فريق من المتطوعين السوريين الشباب من خلال برنامج الاحتفالية على تقديم فعاليات تحمل ما يكفي من تفاصيل وعناوين حميمة تستحضر للزائرين والضيوف ثقافة السوريين وعراقة تقاليدهم، وتنقل لهم تراثها وحاضرها الغني بالفن والجمال، من دون أن تنسى المرور على الشق الاقتصادي الذي سيحظى بدوره باهتمام خاص كون المعرض نافذة لعرض فرص الاستثمار في سورية، الساعية لجذب هذه الاستثمارات وإطلاق عجلة الإنتاج فيها.
تبدأ نشاطات «يوم سورية الوطني» صباحاً، باحتفالية رسمية يجري فيها مراسم رفع علم الجمهورية العربية السورية وعزف نشيدها الوطني، حيث سيقتصر حضور هذه الاحتفالية الخاصة على الوفود الرسمية في سورية والإمارات، وسيمثل الإمارات وفد رفيع من وزارة الخارجية، ومن سورية وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان والمفوض العام لجناح الجمهورية العربية السورية في «إكسبو دبي» سفير سورية في الإمارات غسان عباس وقنصل سورية في دبي كنان زهر الدين مع عدد آخر من الشخصيات الرسمية وضيوف الشرف الذين قدموا خصيصاً لهذه المناسبة.
بعدها سيتم التقاط الصور الجماعية، ومن ثم ستلقى كلمة رسمية لممثل دولة الإمارات العربية المتحدة وكلمة لممثل الجمهورية العربية السورية، ليبدأ بعدها عرض ثقافي يحكي قصة الحضارة السورية العريقة وتاريخها وثقافتها التي أثرت البشرية على مر التاريخ، ولتقوم الوفود بعد ذلك بجولة في الجناح السوري ومن ثم يجري تبادل للهدايا والتوقيع على دفتر التشريفات وتختتم هذه الفعالية بمؤتمر صحفي ثنائي، حسب ما هو مقرر.
احتفالية اليوم والتي قدم إليها عدد مهم من الفنانين والمثقفين والاقتصاديين السوريين ستشهد على مدار اليوم أداء حياً لفن الخط العربي، وعرضاً موسيقياً مستوحى من الشعر الصوفي والتراث السوري، كما سيحضر الزائرون فعالية مميزة حرص المنظمون على تواجدها في هذه الاحتفالية، وهي عرض تذوق لحرفة صناعة البوظة التقليدية السورية، ستشعر الزائرين بأنهم في حارات وأسواق دمشق وسورية بما تحمله من دفء وعراقة.
المشاركون السوريون سيحيون في «يوم سورية الوطني»، عدداً من الحفلات الموسيقية والفنية، حيث ستقدم فرقة موسيقية عرضاً موسيقياً في ساحة الوصل بالمعرض، كما سيقدم خماسي دمشق للآلات النحاسية عرضاً لافتاً على مسرح الشمس أحد مسارح «إكسبو دبي»، كما حرص منظمو الاحتفالية على تقديم عروض لعدد من الفرق الفنية السورية، حيث سيشاهد الزائرون عرضاً راقصاً لفرقة جلنار وعرضاً آخر لفرقة نزار عمران المعروفة بنقلها عبر الموسيقى لوجه سورية الحضاري.
عروض «يوم سورية الوطني» ستشهد أيضاً عرضاً مرئياً ساحراً سيحمل عنوان «سلام هي حتى مطلع الفجر»، سيحكي قصة سورية القديمة قدم الزمن، وهذه العروض ستتزامن مع تقديم أصوات صوفية سيستمتع الزائرون بجمالية ما ستعرضه.
ولم ينس منظمو الاحتفالية الوطنية توجيه التحية لقلعة حلب الفنية المرحوم صباح فخري وللتراث والإرث الكبير الذي تركه والمرشح للتسجيل على قوائم اليونيسكو للتراث الإنساني، عبر حفل سيحييه الفنان محمد خيري، علماً أن إدارة «إكسبو دبي» كانت قد خصصت تحية للفنان العربي السوري الراحل يوم تشييعه وذلك من خلال حفل ضوئي وصوتي في الساحة الرئيسة للمعرض، حيث صدح صوت الراحل الكبير يغني «يا مال الشام» في كل أرجاء «إكسبو دبي».
الثقافة والفن لن يكونا وحدهما الحاضرتين اليوم، بل سيكون الحضور الاقتصادي لافتاً جداً مع وصول وفد اقتصادي سوري كبير ضم عدداً من رجال الأعمال السوريين من غرف التجارة والصناعة السورية، سيشاركون في لقاء استثماري سيجمعهم مع نظرائهم من دولة الإمارات وعدد آخر من الدول المشاركة وسيحمل عنوان «سورية: بوابة العبور للعالم»، وسيشهد التوقيع على اتفاقية بين مجلس الأعمال السوري الإماراتي وغرف التجارة الإماراتية، كما سيكون هناك لقاءات مع بعض الجهات الإماراتية لتعزيز التعاون معها، وسيحاول الحاضرون التأكيد على أن سورية تتيح لهم فرصاً واعدة وغنية للاستثمار مع مرونة القوانين الأخيرة التي صدرت ومع البيئة التي جرى التحضير لها لجذب هذه الاستثمارات.
وفي تصريح لـ«الوطن»، لخص معاون وزير الخارجية والمغتربين ما سيجري اليوم بالقول: «الرسالة التي سيقولها السوريون سواء من خلال مشاركتهم في هذا المحفل المهم أو في يومهم الوطني اليوم، هو أن سورية نهضت من الركام وهي موجودة على خريطة العالم وتعود اليوم من خلال هذا الحضور لممارسة دورها الفاعل في كل المحافل والمجالات، والسنوات العجاف مضت لغير رجعة، واليوم حان وقت العمل لتجاوز آثار وتداعيات الحرب الظالمة التي تعرضت لها سورية».
ولفت سوسان إلى حالة الإعجاب الحاصلة بالجناح السوري، مبيناً أن «إكسبو دبي 2020» يمثل فرصة لسورية للإطلالة على العالم «لنقول نحن هنا وموجودون بأحد أهم المحافل الاقتصادية العالمية، لنقدم للعالم صورة سورية الحضارية والإرث الكبير التاريخي والحضاري الذي تزخر به سورية، والتي لم تتمكن سنوات الحرب من محوها.
وأشار إلى أن فريق العمل بذل جهوداً مضنية من أجل تقديم ما يليق بصورة سورية الحضارية، سواء السفارة والقنصلية ورجال الأعمال والجهات الرسمية السورية، جميعهم عملوا بيد واحدة لإنجاح المشاركة السورية في «إكسبو دبي 2020»، وقال: «في يوم سورية الوطني سيشاهد زوار المعرض سورية والسوريين، لأن ما تزخر به سورية كوادرها وأبناؤها عماد التنمية، والسوري يزخر بطاقة استثنائية وأثبت وجوده في كل مكان، سيطلعون بشكل أساسي على المخزون الحقيقي الثقافي والتاريخي الذي تزخر به سورية».
الوزير الخليل: العلاقات التجارية مع الإمارات متأصلة وقديمة ومستمرة
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية اعتبر في تصريح له، أن المشاركة السورية في إكسبو دبي اتخذت أكثر من منحى أهمها المنحى التاريخي، الذي يؤكد هوية سورية كبلد من أهم بلدان العالم على مستوى عدد الحضارات التي مرت عليها وأثرها، وكيف انتقلت لدول العالم الأخرى، وكيف ظلت سورية بموقعها الجغرافي جسراً حياً نقلت ثقافة لكثير من الحضارات التي مرت بين شرق العالم وغربه وبالتالي حاولنا من خلال جناح سورية نقلت تاريخ أكثر من أربعين حضارة مرت على سورية وأغنت الإنسانية.
ولفت الخليل إلى أن العلاقات التجارية مع الإمارات متأصلة وقديمة ومستمرة وحجم العلاقات التجارية يحتاج دفعة أكبر على كل المستويات وكذلك دفع الجهود المبذولة سواء على مستوى القطاع الخاص أم على المستويات الحكومية، مبيناً أن سورية تشكل فرصة واعدة في كل القطاعات اليوم، لاسيما أنها تعاني نقصاً في كثير من القطاعات نتيجة الحرب، والشركات الإماراتية مهمة وتمتلك خبرة وقدرات ومعرفة بالسوق السورية، ما يؤهلها لاقتناص فرص واعدة للاستثمار فيها، مشيراً إلى أن البيئة التشريعية القائمة اليوم في سورية والتي باتت أكثر مرونة هي التي ستشجع على إعادة الإنتاج فيها.
السفير عباس: رسالتنا هي أننا معاً نستطيع البناء ونعيد سورية التي نحب
المشرف العام للجناح السوري في «إكسبو دبي» سفير سورية في الإمارات غسان عباس، أكد في تصريح لـ«الوطن»، أن الفرحة تتم ليس عندما ننجح في إحياء هذا اليوم الوطني، إنما عندما نحتفل بالنصر في سورية.
واعتبر عباس، أن الرسالة لكل السوريين في هذا اليوم الوطني، أنه معاً نستطيع أن نعود لسورية التي نحب ونعيد بناء ما دمرته هذه الحرب الظالمة وهي رسالة أمل للسوريين، وقال: «نأمل من خلالها أن نعيد الأمل للسوريين على أساس المحبة والمودة ونبذ الخلاف والتنافر والتركيز على ما يجمعنا».
وأشار عباس إلى أن اليوم الوطني الذي سيبدأ بشكل رسمي، يضم أربعة عشر نشاطاً مميزاً لفرق فنية سورية، وهو يوم سوري بامتياز لنقول للعالم إنه رغم الحرب والدماء نحن صامدون وعائدون بقوة من بوابة هذا المعرض ورغم الظلم والحرب سورية عائدة إن شاء الله، وأضاف: «ستكون رسالة بلسم لكل السوريين وليكون «إكسبو دبي» فرصة وجسراً للعمل في الاقتصاد وتأمين بعض العقود التي تساعدنا في إعادة الإعمار».
افتتاح الجناح السوري في القرية العالمية
وعلى هامش نشاطات الوفد الحكومي السوري في «إكسبو دبي» افتتح الوفد جناح سورية في القرية العالمية بدبي، والذي يضم أسواقاً ومنتجات سورية، تبيع بصورة مباشرة للزائرين.
وغصّ الجناح السوري أمس بزواره من كل الجنسيات ولاسيما المغتربين السوريين الذين تابعوا ما يقدمه الجناح إضافة للمنتجات عروضاً فنية تراثية وفلكلورية تركت أثرها الطيب لدى الحاضرين.