لقّبه المخرجون بـ«جوكر التمثيل» … أحمد خليل.. درس التمثيل من دون علم والده وزواجه من سهير البابلي لم يدم
| وائل العدس
توفي الممثل المصري أحمد خليل يوم الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 80 عاماً، أعلن ذلك نقيب الممثلين في مصر، أشرف زكي ونعاه قائلاً «وداعاً أيها العملاق».
الراحل من مواليد 15 كانون الثاني 1941، ولقبه كثير من المخرجين بـ«جوكر التمثيل» لتميزه بأداء أدوار الشر والخير والشخصيات المؤثرة، ويعد من أصحاب الشخصيات المميزة في الدراما والسينما والإذاعة والمسرح.
يعد الراحل واحداً من أهم الفنانين الذين تواجدوا في السينما والدراما المصرية على مدار نصف قرن، ورغم أن السينما ظلمته إلا أن الأعمال التلفزيونية أنصفته بأكثر من 200 مسلسل، ليكون من أهم الفنانين في الدراما على مدار العقود الماضية.
تزوج من الفنانة سهير البابلي، وهو في بداية حياته الفنية، في الوقت الذي كانت فيه البابلي في قمة نجوميتها، إلا أن غيرة العمل في مهنة واحدة منعت استمرار هذا الزواج، فتم الطلاق بعد عامين فقط، وبعدها تزوج ثانية وأنجب 7 أبناء.
من الهندسة للتمثيل
ولد أحمد خليل بمدينة بلقاس القريبة من المنصورة، كان يهوى التمثيل منذ صغره لكن والده رفض أن يسلك طريق التمثيل، لأنه يريده أن يصبح مهندساً، ولكنه بعد أن تخرج في الثانوية العامة أصر على دخول معهد السينما ليوافق والده على دخوله المجال الفني بشرط أن يدخل قسم الإخراج، ولكنه دخل من دون علم والده قسم التمثيل لأنه كان يعشق التمثيل ولم يعلم والده بذلك إلا بعد أن أحرز المركز الأول في قسم التمثيل، فاقتنع بعد ذلك والده بموهبة ابنه الكبيرة ليوافق على إكمال مشواره في التمثيل، وقد تخرج في معهد السينما سنة 1965 وعين معيداً فيه.
التحق أحمد خليل بعدها بمسرح الجيب، ومن مسرحياته «خادم سيدين» و«ياسين وبهية»، «حب تحت الحراسة».
في السبعينيات، سافر إلى الخليج، حيث بدأت موجة كبيرة من الإنتاج التلفزيوني ما أدى إلى ابتعاده عن العمل في السينما المصرية، إلا أنه شارك في أعمال متميزة منها «سليمان الحلبي» بدور «الجنرال الفرنسي كليبر»، ثم عاد بكل قوة إلى التمثيل في التلفزيون المصري في أعمال تلفزيونية مثل «يموت الزمار»، «حديث الصباح والمساء»، «زمن عماد الدين».
استطاع بحضوره التلفزيوني المكثف أن يؤدي كافة الشخصيات، وتميز بدور «عطا المراكيبي» أمام ليلى علوي في مسلسل «حديث الصباح والمساء» الذي عرض عام 2001.
ومن أدواره السينمائية، مشاركاته في أفلام: «مأساة دكتور حسني»، «الأوغاد»، «كتيبة الإعدام»، «ضد الحكومة»، «هدى ومعالي الوزير»، «ناصر 56»، «امرأة فوق القمة»، «كوكب الشرق» و«جاءنا البيان التالي».
كما جسد الراحل خلال مسيرته الفنية العديد من الشخصيات التاريخية، في مسلسلات تلفزيونية منها: «عنترة»، «شجرة الدر»، «المعتمد بن عباد»، «مصرع المتنبي»، «الوعد الحق»، «أبو حنيفة النعمان» و«الإمام الغزالي».
كذلك، برز في أدواره التلفزيونية بمسلسلات تركت أثرها في ذاكرة المشاهد العربي مثل: «بوابة الحلواني»، «من الذي لا يحب فاطمة»، «هوانم غاردن سيتي»، «دمي ودموعي وابتسامتي»، «امرأة من زمن الحب»، «أوبرا عايدة»، «الفجالة»، «حديث الصباح والمساء»، «قاسم أمين»، «محمود المصري»، «عيون تائهة»، «سكة الهلالي»، «أولاد الشوارع» و«شرف فتح الباب» وغيرها.
أما آخر أعماله فكان مسلسل «إلا أنا»، الذي يعرض حالياً وتشاركه البطولة الممثلة ميرفت أمين.
السبب الحقيقي
كشفت درية خليل، شقيقة الفنان الراحل عن السبب الحقيقي وراء وفاة شقيقها، موضحة أن الأطباء أخبروا الأسرة أنها ذبحة صدرية.
وقالت إن شقيقها أصيب بكورونا قبل نحو أسبوع، لكن لم يلاحظ عليه أي أعراض شديدة، لأنه كان قد تلقى جرعات اللقاحات المضادة للوباء بالأساس.
وأوضحت أن الأعراض الخاصة بكورونا لم تشتد عليه، إلا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من حياته، مشيرة إلى أنه لم يكن يشكو إلا من بعض الآلام بصدره وذراعه الشمال.
وأردفت أنها لم تستطع أن تلتقي به أو تتحدث معه وهو داخل المستشفى بسبب حرص الأطباء على عزله، لكنها كانت تلتقي معه بشكل شبه يومي قبل إصابته، لافتة إلى أن الأطباء قالوا إن سبب الوفاة المباشرة ذبحة صدرية أودت بحياته.
بدورها قالت الفنانة نهال عنبر، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية والمسؤولة عن الملف الطبي: «المعلومة اللي عندي وأعتقد أنها دقيقة أن أحمد خليل لم يتوف بفيروس كورونا.. هو مات برفرفة أذينية.. القلب هو اللي كان تعبان».
وأضافت: «كنت بتواصل مع الفنان الراحل لحد أول إمبارح، وكان بيهزر معايا وبيضحك وبيقولي كويس أن جالي كورونا عشان تسألي عليا، وطلبت منه نقله إلى المستشفى ولكن هو رفض وقال ما تقلقيش عليا».