«قناديل».. يقف فيها على عتبة تجربته الدائرية الثامنة … فداء منصور لـ«الوطن»: هناك صالات تتعامل مع عدد محدد من الفنانين في إطار الشللية
| سارة سلامة
يتابع الفنان التشكيلي فداء منصور خوض غمار تجربته الدائرية من خلال معرضه الفردي الثامن والذي حمل عنوان «قناديل»، تضيء كل لوحة فيه على فكرة وموضوع خاص، وذلك في صالة لؤي كيالي بالرواق العربي.
27 لوحة كانت كفيلة بترك انطباع لدى الناظر بأن الفنان شغوف برحلته يتكىء على مخيلته في ابتكار أفكار ربما عن الطبيعة الصامتة وحالات متنوعة لأنثى في ظروف متغيرة، للأم والأرض ولقطاف الزيتون التي تتكور حباته كشعار خاص بتجربته، وعن الإنسانية ولوحات تحاكي الريف السوري، ومخلص ينقذنا يحمل تجليات النعمة والشكر والإيمان.
كل تلك الأعمال التي أتت بأحجام كبيرة ومتوسطة وبتقنية الزيتي وبألوان متناغمة تنهل من حس الفنان وتستقي من رغبته في تكريس مشروع يقف أمامه اليوم ليخط خريطة جديدة وانطلاقة لعلها تكون في تجربة أكثر تعقيداً.
نافذة على حياتنا
وعن المعرض كشف الفنان التشكيلي منصور في تصريح خاص لـ «الوطن» أن: «اسم (قناديل) جاء لأن المعرض تطل كل لوحة فيه على نافذة من حياتنا، وتحمل كل منها موضوعات متنوعة من الأشخاص، والحالات النسائية، ولوحات تعبر عن التراث الريفي، لذلك فإن كل لوحة هي قنديل يضيء على جانب معين من حياتي كفنان أو من ذاكرتي وكذلك من الوسط المحيط، وأسير في هذه التجربة الدائرية لأرى إلى أين سأصل بطواعية الخط».
وعن استمرارية الفنان ضمن تجربة معينة وتقولبه فيها بيّن منصور: «أقف اليوم على عتبة تجربتي الثامنة التي من الممكن أن تشكل الخاتمة، لأنطلق بعدها نحو مكان آخر إلى موضوع أعقد، إلا أنني أقدم اليوم في معرضي إضاءة على جوانب توقظ فينا المشاعر الجميلة والتفاؤل».
وفي سؤالنا بأن المرأة مازالت حاضرة بقوة والمحرك الأساسي في معرض منصور، قال: «المرأة موجودة في حياتي وهي نصفي الآخر وهذا شيء من واقعي، إلا أنها ليست طاغية على المعرض، هناك أطفال وطبيعة صامتة، ولمسة حزن نتيجة الأوضاع التي نمر بها».
مرونة وعفوية
وعن الجديد الذي حاول الفنان فداء أن يقدمه، كشف أن: «الجديد في التجربة هو الاختصار أي أصبحت أختصر الفكرة والخط، وتميل تجربتي نحو الاختصار أكثر وإيضاح الفكرة بأقل ما يمكن من العناصر، فالتبسيط يأتي نتيجة مراحل طويلة من الأفكار المعقدة التي تعطي حالة البساطة للوحة، وحاولت أن أعطي اللوحات مرونة وعفوية للخط، وهذه التجربة ليست بعيدة عن التجارب السابقة إلا ببعض الحالات التي كنت فيها أكثر اختصاراً، كما أنني رسمت لوحة واقعية لأن الواقعية هي أم المدارس وهي نسخ عن ليوناردو دافينشي في لوحة المخلص، لأننا بهذه الظروف دائماً ما نبحث عن المخلص وأصبحنا نطلب من السماء أن تتدخل، هذه اللوحة جذبتني جداً ورجعت من خلالها للأعمال الواقعية كونها أصل المدارس وتضاف إلى تجاربي السابقة كتجربة جديدة».
أما عن فداء ما بعد التجربة الثامنة فأوضح: «الآن يجب أن أقف وقفة طويلة بعد أن قدمت 8 تجارب، وأعيد حساباتي ما الذي نجح في هذه التجربة وما الشيء الذي كررته أو أخفقت به، بطبيعة الحال أرى أن المستقبل سيحمل تجربة أكثر نضوجاً، وربما ستكون المواضيع أعقد يجب أن أستفيد من كل التجارب وممكن أن أضعها بلوحة واحدة، إلا أنني سأعمل واستفيد من كل هذه التجارب كي أكون لوحة أكثر نضوجاً واختلافاً».
وهل ممكن أن تخرج من الأسلوب الدائري الذي ربما قيدك بمكان ما، وهل ستبحث عن فضاءات أخرى ممكن أن تكون أوسع وأرحب: «لديّ ميول انطباعية، ممكن أن أدخلهم مع بعض وأستخدم أكثر من تقنية الواقعي، الدائري، والانطباعي في بعض الحالات، لأن هذه التجربة عندما تتوقف سنسأل إلى أين وصلت، وهذا ما سنعرفه في أعمالي القادمة التي سأستفيد فيها من كل التجارب».
الاختلاف والإمتاع
وعن الفرق ما بين بداية تجربته واليوم وهو يقف أمام عتبة المرحلة الثامنة، بين منصور أن: «تكرار التجربة وبعض الأعمال أضعف الدهشة عند مشاهدة العمل وأصبحت الأعمال متوقعة، بالبداية كانت الأعمال أكثر تعقيداً وتشويقاً ودهشة، وهذا ما سأسعى له في المستقبل، المحافظة على عنصر الدهشة، وتقديم أفكار جديدة تحقق الاختلاف والإمتاع أكثر».
قدمت أكثر من معرض في الرواق لماذا لا نراك في صالات أخرى، «هناك صالات خاصة تتعامل مع عدد محدد من الفنانين فالموضوع لا يخلو من الشللية والمحسوبيات التي تغرق بها هذه الصالات، وهناك صالات محكومة بأسماء معينة لا نستطيع أن نعرض فيها لأنها لا تتعاطى مع فنان جديد».
والفنان فداء منصور من مواليد مدينة جبلة تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1999 وأكمل فيها الدراسات العليا وهو مدرس في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية له عدة معارض فردية والعديد من المشاركات في معارض جماعية داخل سورية وأنجز جدارية فنية بعنوان طريق الحرير على سور سفارة الصين بدمشق.