يرتقي الأدب بجميع فنونه وأجناسه المتعددة الأشكال ويكتسب أهميته من مدى الواقعية التي يتسم بها إذ كُتبَ بشيءٍ من الشفافية والصدق.
وإذ لمحته «عينُ الواقعية» وكُتبَ من خلال أقلامها الجادة.
وهذا الشيء يُبرز لنا دور الواقعية في الأدب.
ويُظهر لنا جماليات التيارات التي تتبع «لمنهج الواقعية».
هذا المنهج الذي يُمثّل «المصداقية الأدبية» بكل أبعادها وتصورتها المهمة.
ويجعل «الأدب» يُمثّل حال لسان الشعوب وجمال نطقها فكم من الاقتباسات الأدبية التي تظهر لنا وكأنّها تأتي وتبث صوراً واقعية منسوجةً من «روح الكلمات المُصاغة» وهذا يضعنا أمام السؤال التالي: هل يكفي أن نصور مجريات الأحداث وننقلها كما هي؟
ننقلها بلا إضافات تجعل «روح الأدب تُجمّلها وتجعلها تُقرأ كحالةٍ تُعاشُ فعلاً» فالأدب تتجسد به «روح الحياة الناطقة» قولاً وفعلاً.
وهنا تتجلى روح الواقعية ودور الأدب الحقيقي إذ جاء وتمثلَ به.
الجواب الشافي لكثير من التساؤلات والمشاكل المجتمعية.
وهنا يُعرف دور الأدب ودوره الفاعل والمسؤول ويُقرأ كمنهجٍ يسمو بالواقع المعيش.
وبالتالي يفرض الكثير من الرؤى الجادة المستجدة والمستوحاة وهنا تتجلى «مسؤولية الأدب والأديب» وتتجلى الواقعية بأبهى صورها.
ويظهر حضورها الأمثل عندما يمثل الأدب وكأنّه تلك «العين المثلى التي تلتقط الأحداث وتبثها كما هي؟
وهذا بطبيعة الحال يطرح السؤال التالي: أيصحُ أن نكتب الأدب «بالعين الناظرة وليست المتخيلة» أيصحُ أن نسرده بطرائق غير فنية «بطرائق تفتقر إلى شيءٍ من الترميز الجماليّ؟
بطرائق غير مدروسة لا تسعى إلى نشر «فنونه التي من المفترض أن تصبغ روح الجماليّة» المتوخاة في هذا الأدب وذاك.
كلّ هذا يفتح لنا «مدارات الأدب الواقعي» ويجعلنا نسأل إن كان يرتبط حقاً بالأدب المتخيّل؟
وما جذوة الاقتباس وشعلته التي تربط بينهما؟
فالأدب هو مداد التخيل الذي جاء على مرِّ العصور وأُطلق عليه «الأدب الأسطوري» أي الأدب الذي يقوم على الشيء الذي يبتعد عن الواقع في حقيقة الأمر.
وقد يأتي السؤال التالي: هل يُقرأ هذا الأدب المتخيل؟
وما طبيعة العلاقة التي تربطنا به؟
وكيف نقرأه وهو لا يمثلنا، ولا يحمل هواجسنا، ولا يُجيب على بعض تساؤلاتنا؟
وهذا يقودنا في طبيعة الحال إلى السؤال التالي: هل الأدب المتخيّل يُلبي ذائقة المتلقي أو القارئ المهتم فعلاً؟
وهل يولدُ حقاً ويكون الأقرب إلى «الأدب الأسطورة» الأدب الذي يقوم حقاً على ما يبتدعه الفكر الخيالي أو المتخيل؟
هناك من يقول إن هذا الأدب الذي يأتي حاله الأسطوري ليذكّرنا بفنون الأساطير الإغريقية واليونانية على حدٍّ سواء.
الذي يأتي ليوقد شعلته من جديد¡ وليُبين لنا بأنَّ الأدب الأسطوريّ لا بدَّ أن ينشأ على شيءٍ تصوريّ الخيال¡ ولا بدَّ أن تُفرض مقاربة حقيقة بينه وبين الأدب الواقعي.
هذا الأدب الذي يحاكي الأشياء بمسمياتها ويصور لنا جدلية العلاقة بين الشيء المتخيّل والشيء الواقعي¡ وما ينتج عن هذه العلاقة إذ كُتبَ الأدب بروح الشيء الجماليّ الذي يربط بينهما.
وإذ حصلت مقاربات شبه فعلية بين الاتجاهين الخيالي والواقعي وبين كلِّ ما يدور في فلكهما وما يمنح كلّ منهما خاصية وميزة مهمة.
وما يمنح «روح التمازج الخيالي الواقعي» ويجعل الأدب حقائق تُجمّلها روعة الأدب المصوغة بطريقة فنية تخدم الأدب بشكله الخيالي والواقعي على حدٍّ سواء.