اتهمت الولايات المتحدة الأميركية، ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية أداتها في شمال شرق سورية، بتسريب المعلومات ما أدى إلى الإنذار المبكر للأهداف وإجراء عمليات فاشلة في سورية.
وأصدرت الولايات المتحدة الأميركية تقرير المفتش العام حول ما تسمى عملية «العزم الصلب»، التي يقوم بها «التحالف الدولي» بذريعة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، ويغطي الفترة بين الأول من حزيران إلى الثلاثين من أيلول الماضيين، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
ويتضمن التقرير تفاصيل العمليات العسكرية التي يجريها الاحتلال الأميركي داخل سورية بشكل منفرد أو مع شركائها المحليين (ميليشيات قسد) في الفترة الآنفة الذكر.
وزعم التقرير أن الحكومة الأميركية واصلت إعطاء الأولوية للهزيمة الدائمة لـ«تنظيم داعش»، والحفاظ على وقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المدنيين السوريين المحتاجين، وذلك بهدف تعزيز شروط الحل السياسي في سورية، وفق قرارات الأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن 2254.
وأشار التقرير، إلى أن قوات الاحتلال الأميركي وقوات «التحالف الدولي» واصلت العمل مع «قسد»، ومع ميليشيات «مغاوير الثورة» في جنوب شرق سورية، قرب قاعدة «التنف» التي أنشأتها أميركا بشكل غير شرعي على الحدود السورية العراقية والأردنية.
واعتبر، أن عمليات «العزم الصلب» واصلت دعم «قسد» من خلال توفير المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع، ودعم التكامل الاستخباراتي والعمليات المشتركة.
وأشار إلى أن «قوة المهام المشتركة» في «العزم الصلب» نفذت ثلاث غارات جوية في سورية في تموز ضد أهداف تتبع لتنظيم داعش، وذلك بالتنسيق مع «الأطراف الشريكة»، في حين نفّذت «قسد» 26 عملية، في الفترة التي يغطيها التقرير، جميعها ضد أهداف للتنظيم، وركّزت على ضبط وسطاء بيع الأسلحة ومهربين يتبعون داعش.
وقالت «قوة المهام المشتركة»: إن قوات «التحالف الدولي نصحت قسد بتدريب وتثقيف مسلحيها، حتى يتمكنوا من إنجاز المهام الأساسية مع القليل من التوجيه أو دونه».
وأضافت: إن «قسد تعتمد فقط على الذكاء البشري لجمع المعلومات، من دون أي قدرة على إجراء مراقبة مستمرة أو المحافظة على الوعي الظرفي»، مؤكداً أن «الحال سيبقى كذلك في المستقبل القريب، حيث إنه في ظل الظروف الحالية، من غير المحتمل أن تكون قادرة على تشغيل أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع».
وأشارت «قوة المهام المشتركة» إلى أن قدرات جمع المعلومات الاستخبارية لـ«قسد» محدودة.
وأكد التقرير، أن «المعلومات الاستخبارية لا تزال تمثّل نقطة ضعف أساسية لدى قسد»، مشيراً إلى أنها تواصل الاعتماد على دعم «التحالف الدولي» لجمع المعلومات الاستخبارية».
وقال التقرير: إن «التحالف لاحظ ازدياداً في الاستعداد لتبادل المعلومات»، لافتاً إلى أن «مسلحي «قسد» يستمرون في تسريب المعلومات، ما أدى إلى الإنذار المبكر للأهداف، وإجراء عمليات فاشلة نتيجة هذا التسريب».
وأوضح أن ميليشيات «قسد» ليس لديها سياسة معمول بها لحماية المعلومات، أو للتدقيق الداخلي، الخاص بالمجندين الجدد أو المسلحين الموجودين ضمن وحداتهم.
وأفادت «قوة المهام المشتركة»، أن «قدرة قسد على إدارة مرافق الاحتجاز استمرت في التحسن بشكل معتدل خلال الفترة التي غطاها التقرير، وواصلت تعزيز قدرتها على احتجاز مقاتلي داعش بشكل إنساني وآمن، واستمرت في التخفيف من خطر هروب المعتقلين ومنع عناصر التنظيم من إعادة التشكيل»، لكنها أضافت: إنه «بينما استمر «التحالف» في دعم «قسد» بالأموال والمعدات لتحسين الأمن المادي والقدرات والظروف في مرافق الاحتجاز، استمر المحتجزون في العيش في ظروف دون المستوى المطلوب»، مشيرة إلى ذلك «يزيد من احتمالية حدوث محاولات الهروب».
وذكرت أن «قسد» تدير 14 مركز احتجاز في شمال شرق سورية، تحتجز فيها ما يقرب من 10 آلاف معتقل من مسلحي تنظيم داعش، بينهم ما يقرب من 8 آلاف عراقي وسوري، ونحو ألفين من دول أخرى، مشيرة إلى أن نحو 61 بالمئة منهم محتجزون في مركزين تديرهما ما تسمى «القوات الخاصة» التابعة لـ«قسد» في مدينتي الحسكة والشدادي.