سورية

علم الجمهورية العربية السورية رفرف عالياً في دبي والتفاؤل الاقتصادي العنوان الأبرز … سورية تحيي يومها الوطني بـ«إكسبو دبي» باحتفالية تليق بحضارتها

| دبي - سيلفا رزوق - تصوير طارق السعدوني

احتفى معرض «إكسبو دبي 2020» أمس بـ«اليوم الوطني لسورية»، وخفقت قلوب الآلاف من السوريين فرحاً وهم يرون علم بلادهم يرفرف عالياً في سماء دبي، وفي محفل هو الأهم عالمياً ويوم حمل عنواناً يدخل في صميم وجدانهم.

«يوم سورية الوطني»، توافد إليه العشرات من السوريين والإماراتيين المدعوين رسمياً، وحرص الجميع على مشاهدة هذه اللحظة التاريخية بعد حرب طاحنة، مؤذناً بمرحلة فيها ما يكفي من الأمل بالعودة من جديد، فيما حرص المئات من زوار المعرض على الوقوف خارج مكان الاحتفالية لمتابعتها رغم أن توقيت انطلاقها كان مبكراً.

الحفل الرسمي، بدأ برفع العلمين السوري والإماراتي وعزف النشيدين الوطنيين، وسط تصفيق حار من الحضور الذي عاش لحظات مؤثرة ودافئة.

بعدها ألقى ممثلو الجانبين الرسميون كلماتهما الافتتاحية وهنّأ فيها المدير التنفيذي لمكتب المفوض العام لإكسبو دبي 2020 نجيب محمد العلي، سورية على مشاركتها المميزة بالمعرض وبشعار عنونته «معاً المستقبل لنا».

ولفت العلي إلى أن العالم يواجه آثار جائحة «كورونا» التي أودت بحياة الكثيرين وأثرت في الاقتصاد وغيرت طريقة الحياة، مبيناً أن «إكسبو دبي 2020» فرصة مثالية للتعاون بين الجميع والعمل معاً لبناء مستقبل أكثر أماناً وسعادة وفق شعار تواصل العقول وصنع المستقبل.

من جهته، قال رئيس الوفد السوري المشارك، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامي خليل: إن «سورية تسعى لاستثمار كل الإمكانات والطاقات المتاحة لتنمية اقتصادها وتؤمن بأن التعاون الدولي هو المحرك الأساس لأي عمل اقتصادي»، داعياً إلى مشاركة سورية المرحلة الحالية مرحلة العمل والإنتاج والبناء.

وأضاف: «في اليوم الوطني لسورية الذي يشهد نماذج وعروضاً متنوعة لمراحل تاريخية مختلفة قطعتها في سيرها نحو المستقبل ندعوكم لأن تشاركونا مرحلتنا الحالية، مرحلة البناء والعمل والإنتاج، مستفيدين من قوانين مهمة وجديدة في الاستثمار، ومن تشريعات كثيرة داعمة للإنتاج والتصدير والاستثمار ولاستقطاب كل المهتمين والمحبين لسورية، ومن فرص استثمارية كثيرة متنوعة وواعدة في قطاعات مختلفة، ستشكل كلها بالتأكيد قاعدة للنهوض الاقتصادي الذي يتطلع إليه كل السوريين أينما كانوا».

وزير الاقتصاد التقى وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي، وبحث معه سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، وسبل توفير خطط عمل جديدة لخلق مسارات للتكامل الاقتصادي وتطوير التبادل في بعض القطاعات المهمة في البلدين.

وأكد الجانبان ضرورة تطوير قطاع النقل بين البلدين لتوفير بيئة خصبة للتبادل التجاري ومعالجة التحديات اللوجستية التي تعوق الحركة التبادلية للسلع والمنتجات، إضافة لتفعيل نظام الإعفاءات الجمركية.

نشاطات يوم سورية الوطني كانت وفق التوقعات ووفق ما يستحقه هذا اليوم، فجاء التنظيم مميزاً، في حين منح توزيع الفعاليات وتنوعها المناسبة إضافة مؤثرة حازت على إعجاب كل من تابعها، فحضرت سورية بتنوعها وحضارتها وإرثها الثقافي.

كما كان للحضور الحلبي وقع مميز مع زيارة الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي للجناح السوري والحفل الذي أحياه محمد خيري بالتحية للمرحوم صباح فخري وللقدود الحلبية الساعية للتسجيل في قوائم اليونيسكو العالمية.

الحضور الأهم للاقتصاد

نشاطات يوم سورية التي غلب عليها الطابع الفني والثقافي، استكملت بمسير وطني كرنفالي لافت شارك فيه سوريون جالوا في معظم أرجاء «إكسبو دبي»، لينتصف نهار أمس باجتماع اقتصادي مهم خصص لعرض الفرص الاقتصادية في الجمهورية العربية السورية، وحمل شعار «سورية بوابة العبور للعالم»، وشارك فيه وفد كبير من رجال الأعمال السوريين ووفد كبير إماراتي ضم رئيس غرفة تجارة وصناعة عجمان عبد اللـه المويجي، والأمين العام لغرف الصناعة والتجارة حميد محمد السالم، ومدير الدائرة الاقتصادية باتحاد غرف التجارة والصناعة، أحمد جامع القيزي، ومسؤول العلاقات العامة بغرفة أبو ظبي، عبد اللـه الأميري، ومسؤول العلاقات العامة لغرفة دبي، راشد آل علي، وعضو مجلس إدارة تجارة عجمان، عبد اللـه سعيد حميد النعيمي، ووكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي، راشد عبد الكريم البلوشين، إضافة إلى ممثلي الأقسام التجارية في عدد من الدول المشاركة بـ«إكسبو دبي».

وأشار وزير الاقتصاد إلى نقاط القوة الموجودة بالاقتصاد السوري ولأي فرصة استثمارية في سورية، مبيناً أن تكاليف الاستثمار في سورية هي الأرخص في المنطقة سواء على مستوى تكاليف الترخيص أو العمالة أو الخدمات، وذلك رغم سنوات الحرب التي مرت عليها وهذا يعتبر من أنواع الدعم لأي مشروع يقام في سورية.

ولفت إلى دور القوى العاملة المدربة والمؤهلة، إضافة للخبرات والكثير من الموارد القادرة على تلبية احتياجات الصناعات، مبيناً أن سورية حتى اليوم مازالت الأولى بالإنتاج الزراعي باستثناء القمح المستولى عليه في المناطق الشمالية الشرقية، وهي تستهلك من إنتاجها، وهذا شكل أحد الضمانات للشعب السوري.

وبين الخليل، أن سورية تعمل على برامج التحول الرقمي والدفع الإلكتروني، مشيراً إلى سياسات العمل الداعمة للإنتاج والتصدير والقوانين الأخيرة التي أعطت المرونة والدعم الكامل لكل من يرغب بالاستثمار في سورية.

بدوره، اعتبر معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، أن الحرب الظالمة على سورية، وما أحدثته من أضرار في البنية التحتية والعملية الإنتاجية والاقتصاد الوطني بشكل عام، فرضت استخدام كل الوسائل لتجاوز آثار هذه الحرب من قبل مختلف الجهات والقطاعات سواء منها الحكومية أم الخاصة، حيث كانت الدبلوماسية الاقتصادية إحدى الأدوات التي جرى العمل على تفعيلها لخدمة الاقتصاد الوطني، مبيناً أن هذه الأداة أحد مظاهر الدبلوماسية الحديثة، وهي ترمز إلى الأنشطة والجهد الدبلوماسي الرسمي الذي يهدف إلى زيادة الصادرات عبر إيجاد منافذ في الأسواق الخارجية للمنتج الوطني، وجذب الاستثمارات عبر التعريف بالبيئة الاستثمارية وجدوى الاستثمار، كما أن تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى يفتح آفاقاً واعدة لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري معها.

ولفت سوسان إلى أن الظروف التي تمر بها سورية نتيجة الحرب، جعلت من الدبلوماسية الاقتصادية أحد المهام الأساسية لوزارة الخارجية والمغتربين وسفاراتنا في الخارج، وهذا الجهد الدبلوماسي الاقتصادي يمتد أيضاً إلى الجاليات السورية المقيمة على امتداد دول العالم انطلاقاً من رؤية الدولة على أنهم شركاء أساسيون في عملية إعادة الإعمار وتعزيز الاقتصاد الوطني وستكون لهم الأولوية في مشاريع إعادة الإعمار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن