الناري حرق الدببة ونهاية سعيدة للاروخا وغزوة صربية ناجحة في لشبونة … طواحين هولندا بحاجة للفوز على أسود النرويج والأورغواي على المحك .. الجزائر يكفيها التعادل وتونس بحاجة للفوز
| خالد عرنوس
يوم أخير في المرحلة الأولى والأهم في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العام 2022 لن يخلو من الإثارة على الرغم من أن المنافسة ستقتصر على مقعد وحيد مباشر إلا أن المنافسة على مقاعد البلاي أوف ستكون حاضرة، ففي المجموعة السابعة انقلبت الأمور رأساً على عقب ويكاد منتخب هولندا المرشح الأبرز فيها أن يخرج بخفي حنين ويلزمه لتفادي ذلك الفوز على ضيفه النرويجي المهدد حتى بعدم خوض الملحق، وضمنت منتخبات صربيا وإسبانيا وكرواتيا بلوغ النهائيات عن المجموعات الأولى والثانية والثامنة وجاء تأهلها في الدقائق الأخيرة من مبارياتها الختامية وكأنها كتبت بأصابع هيتشكوك.
وفي أميركا الجنوبية يلتقي منتخبا التانغو والسامبا في موقعة شبه حبية لكنها ثأرية في الجولة 14 المهمة على مستوى الثلاثي الذي سيرافق القطبين إلى النهائيات، وفي إفريقيا تأهل منتخبا الكونغو الديمقراطية وغانا إلى الدور الثاني في التصفيات الإفريقية بعدما قلبا الطاولة على بنين وجنوب إفريقيا على التوالي في الجولة الأخيرة فأسود الكونغو وضعوا حداً لمغامرة سناجب بنين وغلبوهم 2/صفر بينما اكتفى نجوم غانا السوداء بهدف من ركلة جزاء ليطيحوا بالبافانا بافانا.
المقعد العاشر
في المجموعة الأوروبية السابعة أهدر المنتخب الهولندي فرصة الالتحاق بالنهائيات عندما قبل التعادل متأخراً أمام مونتنيغرو على الرغم من تقدمه بهدفين مع بداية الشوط الثاني وذلك على وقع تعادل النرويج مع لاتفيا، وبالتالي فقد تأجل الحسم إلى الجولة الأخيرة حيث يلتقي الطواحين مع أسود النرويج في قمة قد تطيح بالبرتقالي بعيداً عن المونديال كلياً، فالوضع حالياً يقول إن الهولندي يتقدم بفارق نقطتين عن النرويجي والتركي الذي دخل على الخط عقب فوزه الكبير على جبل طارق بالستة، وهذا يعني أن رفاق فان دايك بحاجة إلى الفوز مبدئياً لضمان البطاقة الأخيرة المباشرة إلى قطر، وفي حال التعادل فإن البطاقة الثانية ستذهب إلى أبناء الأناضول في حال فوزهم على مونتينيغرو مع صعوبة تفوقهم على الهولنديين بفارق الأهداف حينها، إلا أنه في حال خسارة الهولنديين ستكون الصدمة الكبرى بابتعادهم عن المونديال مرة جديدة في توقيت غير متوقع طبعاً إذا ترافقت خسارتهم مع فوز تركي.
ويملك الهولنديون تاريخاً من المآسي على صعيد المشاركات المونديالية التي بدؤوها مبكرين لكنهم وغابوا طويلاً حتى صعود نجمهم وكرتهم الشاملة أوائل السبعينيات وبعد وصافة البطل في نسختين جاء الغياب الأول الغريب والذي استمر لنسختين وعندما توجوا باللقب الأوروبي 1988 توقع الجميع أن تكون بطولة العالم هي الهدف التالي لكنهم سقطوا في الدور الثاني ثم في ربع نهائي 1994 وحلوا رابعاً في مونديال 1998 قبل أن يصدموا العالم بالغياب عن نسخة 2002 وعادوا في 2006 وخرجوا من الدور الثاني وفي 2010 استعادوا ذكريات السبعينيات وخسروا النهائي قبل أن يحلوا بالمركز الثالث في البرازيل 2014 ثم جاء السقوط المريع في تصفيات المونديال الماضي لمصلحة الفرنسيين والسويديين.
وكان الفريق الذي يقوده حالياً المدرب لويس فان غال بدأ التصفيات الحالية بهزيمة أمام تركيا لكنه أكمل بعدها 8 مباريات دون خسارة فرد الدين للأتراك بنتيجة 6/1 وعاد بالتعادل من أوسلو النرويجية بهدف لمثله، وبالمقابل لا يملك الأتراك ولا حتى النرويجيون تاريخاً كبيراً في كأس العالم ويكفي أنهم غائبون عن المونديال قرابة عقدين أخيرين حيث سجل أبناء الأناضول إنجازهم الأعلى في ظهورهم الثاني فقط عام 2002 على حين أسود اسكندنافيا بلغوا النهائيات ثلاث مرات لم يبلغوا خلالها أبعد من الدور الثاني، وللعلم فإن المنتخب النرويجي يفتقد في لقاء اليوم هدافه هالاند للإصابة.
إلى الملحق
من جهة أخر يسعى عدد من المنتخبات إلى التأهل إلى الملحق الذي يخضع لنظام جديد حيث يبلغه 10 منتخبات حلت بالمركز الثاني إضافة إلى منتخبين أفرزتهما مسابقة دوري الأمم ويقام الدور الفاصل على طريقة نصف نهائي ونهائي بين كل أربعة منتخبات تحددها القرعة، وعلى هذا الصعيد يتنافس منتخبا فنلندا وأوكرانيا على مقعد المجموعة الرابعة ويتقدم الأول بفارق نقطتين لكنه سيستقبل بطل العالم الفرنسي على حين الثاني سيحل ضيفاً على البوسنة والهرسك، وفي المجموعة الخامسة يتعين على المنتخب الويلزي عدم الخسارة أمام ضيفه البلجيكي لضمان خوض الملحق والخسارة ستخضعه إلى فارق الأهداف في حال فوز التشيكي على الأستوني.
ضربة صربية موجعة
منذ عودتها الأخيرة إلى المونديال لم يجرؤ أحد على توقع فشل البرتغال بالتصفيات خاصة مع الجيل الحالي الذي توج معظم أفراده بكأس أوروبا 2016 ثم بدوري الأمم 2019 إلا أن المنتخب الصربي جعل الجميع يلغون هذه الفكرة بعدما أطاح ببرازيل أوروبا مبدئياً إلى الملحق الأوروبي بعد أن اقتنص فوزاً على رونالدو ورفاقه حسب المكان (ملعب لا لوز) وحسب المعطيات، خاصة بعد التقدم المبكر للبرتغالي عبر ريناتو سانشيز منذ الدقيقة الثانية إلا أن دوشان تاديتش أدرك التعادل قرب منتصف الشوط الأول قبل أن يضرب ميتروفيتش أفراح البرتغاليين بهدف ثان مع الدقيقة الأخيرة من المباراة لتنقلب أجواء لشبونة إلى مأتم، فقد أعاد الفوز المفاجئ الصرب إلى العرس العالمي بعد غيابهم عن نسختين بينما ألقى حظوظ أبناء إيبيريا إلى الملحق.
ولم يكن تأهل الناري الكرواتي أقل إثارة لاسيما أن الشباك ظلت صامتة طوال 80 دقيقة من لقاء الحسم أمام الضيف الروسي ما يعني تأهل الأخير مباشرة وانتظار الأول منافسات الملحق لكن نيران صديقة في الدقيقة 81 أعادت الحلم الكرواتي إلى الحياة فقد انتهت المواجهة بفوز أعاد الناري إلى الصدارة منتزعاً بطاقة العبور المباشر، وفي إشبيلية كانت الأفضلية إسبانية نظرياً بنسبة استحواذ كبيرة لكن الخطورة الفعلية كانت للسويديين ورغم ذلك كان التعادل مفرحاً ومريحاً حتى حين للاروخا وفي الدقيقة 86 أنهى المحظوظ موراتا الأمر بهدف غال أقام الأفراح في بلاد الثيران وألحق إبراهيموفيتش ورفاقه بالبلاي أوف لعل وعسى يضربون هناك بقوة كما فعلوا في تصفيات 2018 عندما حرموا الطليان من المونديال الروسي.
أربع قمم سمراء
في القارة الإفريقية سيكون الدور الأخير لمباريات الدور الثاني حافلاً بأربع مواجهات من العيار الثقيل أقله بالنسبة لترتيب المجموعات وستكمل نتائجها المنتخبات العشرة المتأهلة إلى الدور الحاسم، ففي المجموعة الأولى لن يشفع لمحاربي الصحراء الجزائريين سلسلتهم الرائعة دون هزيمة (32 مباراة) في الوقوع بشرك الخسارة أمام خيول بوركينافاسو، فالفارق بينهما لا يتجاوز نقطتين ما يعني أن الضيوف سيفرضون غياباً جديداً على الجزائريين عن المونديال في حال قلبوا المعادلة علماً أن الفريقين تعادلا ذهاباً 1/1.
وتتشابه الأمور تماماً بين نيجيريا وكاب فيردي في المجموعة الثالثة فالنسور الخضر يتقدمون ينقطتين عن الفريق الذي سيحل ضيفاً عليهم في لاغوس وكان الفريق النيجيري فاز ذهاباً بهدفين لهدف، وفي المجموعة الرابعة سيكون الصراع شرساً على البطاقة بين أسود الكاميرون غير المروضة وأفيال ساحل العاج ويقام اللقاء المنتظر في دولا الكاميرونية والفارق لمصلحة العاجيين بنقطة وقد فازوا بهدفين لهدف، أما في المجموعة الثانية فالأشقاء التوانسة يستقبلون زامبيا بعدما أهدروا فرصة كبيرة للتقدم على غينيا الاستوائية لكنهم خسروا أمامها وبالتالي باتو متعادلين بالنقاط وبات لزاماً على نسور قرطاج الفوز على فريق الرصاصات النحاسية وانتظار خدمة من الأشقاء الموريتانيين وتتمثل هذه الخدمة في حال عدم الفوز أو التعادل أو الخسارة بأقل عدد من الأهداف ذلك أن النسور متقدمون على منافسهم على هذا الصعيد.
ترتيب أوضاع
مع مضي 13 جولة ضمن تصفيات أميركا اللاتينية ظهر بأن الأرجنتين ستلحق بالبرازيل عاجلاً أم آجلاً في النهائيات وهما سيلتقيان بقمة الجولة 14 المعنوية أكثر منها تنافسية خاصة بالنسبة للسيليساو الساعي للثأر من الفريق الوحيد الذي هزمه خلال ثلاثة أعوام أخيرة على المستوى الرسمي، على حين يطمح الألبيسيليستي لتجديد فوزه على ضيفه والاقتراب من حسم تأهله إلى قطر، وكان لقاء الذهاب توقف بعد خمس دقائق من بدايته قبل شهرين في البرازيل وذلك على خلفية إشكال فحص الكورونا ولم يبت الفيفا بمصيرها حتى اللحظة.
وإذا كان المنتخب البرازيلي ضمن تأهله برصيد 34 نقطة والأرجنتيني في الطريق برصيد 28 نقطة (قبل حساب المؤجلة) فإن الصراع احتدم على المقعدين ونصف المقعد للقارة الجنوبية، ففي المركز الثالث الإكوادوري بـ20 نقطة بينما يتساوى التشيلياني والكولومبي والأورغوياني بالنقاط (16 نقطة) ومن ورائهم البيروفي بـ14 نقطة، وعليه فإن جولة الليلة ستكون نقطة تحول جديدة على مستوى هذا الصراع، وخاصة إذا ما عرفنا أن تشيلي تستقبل الإكوادور في مباراة نقاط مضاعفة علماً أن اللاروخا عاد إلى صلب المنافسة بعد ثلاثة انتصارات متتالية بينما ضيفه جمع 4 نقاط خلال الفترة ذاتها وهو الذي لم يسبق له الفوز في تشيلي بأي مباراة رسمية سابقاً، ذهاباً تعادلا من دون أهداف.
وأكثر ما يشغل المراقبين منتخب الأورغواي حامل لقب المونديال مرتين والذي يسير إلى الوراء بعد ثلاث هزائم متتالية وهاهو يحل ضيفاً على البوليفي بحثاً عن استعادة نغمة الانتصارات، وكما رفاق لويس سواريز فازوا ذهاباً بنتيجة 4/2، وفي المباراة يطمح المنتخب الكولومبي للأمر ذاته بعدما جمع 3 نقاط في آخر 4 جولات دون فوز عندما يستقبل البيروخا الباراغوياني وقد تعادلا ذهاباً 1/1، ولكن البيروفي أقل شغفاً بتجديد الفوز على نظيره الفنزويلي في لاباز من أجل تعزيز فرصته بخوض النهائيات العالمية للمرة الثانية على التوالي.
التصفيات الأوروبية – الجولة 10
– اليوم: هولندا × النرويج، مونتينيغرو × تركيا، فنلندا × فرنسا، ويلز × بلجيكا، البوسنة والهرسك × أوكرانيا، تشيكيا × أستونيا، جبل طارق × لاتفيا (9.45).
أميركا الجنوبية – الجولة 14
– اليوم: بوليفيا × الأورغواي (10.00).
– غداً: كولومبيا × البارغواي، فنزويلا × البيرو (1.00 بعد منتصف الليل)، الأرجنتين × البرازيل (1.30 فجراً)، تشيلي × الإكوادور (2.15).
إفريقيا – الجولة 6
– اليوم: موزمبيق × مالاوي (3.00)، نيجيريا × كاب فيردي، ليبيريا × إفريقيا الوسطى (6.00)، الجزائر × بوركينا فاسو، تونس × زامبيا، المغرب × غينيا، الكاميرون × ساحل العاج، موريتانيا × غينيا الاستوائية (9.00).
آسيا – الجولة 6
– اليوم: الصين × أستراليا (1.00 ظهراً)، لبنان × الإمارات، فيتنام × السعودية (2.00 عصراً)، العراق × كوريا الجنوبية، عمان × اليابان (5.00)، سورية × إيران (6.00).
أميركا الشمالية والوسطى – الجولة 8
– الأربعاء: جامايكا × أميركا (12.00 منتصف ليلة الثلاثاء)، بنما × السلفادور، كوستاريكا × الهندوراس (3.05)، كندا × المكسيك (4.05).