رياضة

منتخبنا ما زال على قيد الحياة في التصفيات المونديالية … مواجهة إيران بين بصيص الأمل وطرق أبواب المونديال

| محمود قرقورا

يلتقي منتخب سورية الأول بكرة القدم مع نظيره الإيراني بداية من السادسة مساء اليوم، والعنوان العريض إما انبلاج بصيص أمل لنسور قاسيون وهذا يبدو صعباً على الورق ولكنه ليس مستحيلاً، أو اقتراب المنتخب الإيراني من قطر أكثر وأكثر وهذا متوقع عطفاً على اعتياد الحضور في المحفل العالمي خلال الألفية الثالثة والرصيد الذي بلغه في رحلة الذهاب حيث لم يهدر إلا نقطتين أمام كوريا الجنوبية.

قبل بدء التصفيات كان هناك شعور عام بأن البطاقة المباشرة بعيدة عن منتخبنا كبعد السماء عن الأرض لظروف لم تكن خافية على أحد، من حيث التحضير والإمكانيات واللعب خارج سورية، وقوة الشمشون والغول المرشحين للمضي نحو النهائيات وهما الأكفأ والأجدر وتبين ذلك خلال مشوار التصفيات التي باحت بتسعين بالمئة من أسرارها حتى الآن.

ولكن خوض الملحق للمرة الثانية على التوالي كان أمراً متوقعاً بعد التعاقد مع المدرب نزار محروس الذي كان مطلب الشارع الرياضي الذي صُدم بالمدرب التونسي نبيل معلول غير المبالي والذي عرف كيف يصوغ عقده التدريبي مع اتحاد كرة القدم المنحل، إذ كانت كل الفقرات تخدم مصالحه وكأن أصحاب القرار والقانونيون في قبة الفيحاء يومها بعيدين عن الاحتراف في صياغة عقد يخدم كرتنا.

ولكن بعد خمس جولات لم يجد منتخبنا ذاته وتحول التفاؤل إلى تشاؤم، ولكن الأمل مازال قائماً رغم تذيل ترتيب المجموعة الأولى بنقطتين مقابل ثلاث للإمارات وأربع للعراق وخمس للبنان و11 لكوريا الجنوبية و13 لإيران.

رقم سلبي

مواجهة العراق يوم الخميس الفائت التي انتهت بهدف لمثله كانت تعني خوض منتخب سورية ست مباريات متتالية في التصفيات المونديالية دون تحقيق الفوز وهذا رقم قياسي سلبي لم يعشه منتخب سورية في تاريخ مشاركاته وهذا يلخص الظرف الصعب الذي يعيشه مدربنا نزار محروس واللاعبون على حد سواء، وهناك تكهنات بمغادرة الكابتن نزار إذا لم يحقق نتيجة إيجابية اليوم، ولا ندري إن كانت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم تمتلك القدرة على إقناعه في البقاء لخوض منافسات كأس العرب، وخاصة أن المدة الفاصلة بين مباراة إيران وانطلاق كأس العرب ليست كافية لخطوة مفاجئة نحن بغنى عنها.

إصابات جديدة

علاوة على استمرار غياب المدافع أحمد الصالح الذي لن يكون متاحاً وكذلك اكتشاف التصفيات الظهير الأيمن عبد الرحمن ويس، فهناك غيابات جديدة كعمر خريبين الذي تعرض للإصابة في كاحله وسيكون أبرز الغائبين، وإياز عثمان الذي خرج مصاباً أمام العراق، وإسراء حموية بسبب البطاقات الصفراء.

أما محمد عثمان فغادر معسكر المنتخب رداً على تجاهل المحروس له في المباراة السابقة ما يؤكد زعزعة الاستقرار داخل معسكر المنتخب، وربما تصدر عقوبة تأديبية بحقه لأنه تصرف بعيد عن العقلية الاحترافية التي نظنها متجذرة عنده.

ومن المتوقع مشاركة محمود البحر مكان الخريبين وخاصة أنه سجل هدفاً بمرمى الإمارات عندما دخل بديلاً في ثاني المباريات.

وربما يشارك أسامة أومري في منتصف الملعب لما يمتلكه من خبرة وتعطش للعب والرغبة في صنع الفارق.

أمل متجدد

عندما خضنا المباراة الرابعة أمام لبنان قلنا إنها مباراة الأمل الأخير وخسرنا بهدفين لثلاثة.

وعندما واجهنا العراق كتبنا الشيء ذاته وتعادلنا بهدف لمثله.

وها هي الحكاية تتكرر اليوم والسبب أن نتائج المنتخبات الأخرى تخدمنا، وكأن المنتخبات العربية الأربعة تسير سير السلحفاة ومازالت بطاقة الملحق بأرض الملعب.

وبناء عليه يخوض لاعبونا مباراة بمنزلة الفرصة الأخيرة أمام منتخب قوي متمرس لا يهادن يمتلك كل مقومات التفوق، ولكن من يدري؟

ربما يحقق نسور قاسيون الفوز الغائب أمام إيران منذ 48 عاماً، فكرة القدم علم غير صحيح وربما يحدث فيها ما يمكن تسميته الإعجاز في أي مباراة، لأن المباراة رهن ظروفها والنتائج تتحكم فيها عوامل عدة بعيداً عن الأفضلية النظرية والترشيحات المسبقة.

ولكن العثرة هذه المرة لن تكون محمودة العواقب وخاصة إذا انتهت المباراة العربية الخالصة بين لبنان والإمارات بفوز أحد الطرفين.

حلم مؤجل

كثيرة هي المرات التي شارك فيها منتخب سورية في التصفيات المونديالية ولكن المشاركات الفاعلة كانت قليلة ويمكن الإشارة إلى مشاركة 1986 عندما وصلنا إلى المباراة الأخيرة أمام العراق، ثم تصفيات 2018 عندما بلغنا الملحق الآسيوي.

وغير ذلك يمكن الحديث عن تصفيات 1994 عندما خرجنا من الدور الأول من دون خسارة خلف منتخب إيران.

وعدا ذلك كانت السلبيات أكثر من الإيجابيات فمشاركة 1982 عرفت أربع خسارات، ومشاركة 2014 شهدت خروجاً مبكراً بخسارتين قانونيتين أمام طاجيكستان، وحملت تصفيات 1958 خسارة وتعادلاً أمام السودان، وتصفيات 1978 خسارتين أمام السعودية وإيران وفوزاً على السعودية وغيرها من الشواهد التي يمكن تصنيفها في خانة المشاركات العادية والمخجلة ولا ضرورة للتذكير بها.

وخير الكلام في هذا الجانب أن مشاركات نسور قاسيون في التصفيات المونديالية يميزها الطفرات الإيجابية والخيبات شبه المستمرة ليكون الحلم مؤجلاً بحكم العادة.

قصة الفوز الوحيد على إيران

اللقاءات السورية الإيرانية بكرة القدم كثيرة ويبدو أن منتخب إيران عقبة أمام نسور قاسيون وحدث ذلك في تصفيات مونديالات 1974 و1978 و1994 و1998 و2010 و2018.

والملاحظ أن المنتخب السوري حقق فوزاً وحيداً على نظيره الإيراني وحدث ذلك في تصفيات مونديال ألمانيا الغربية 1974 في مباراة هامشية بعد ضمان إيران التأهل.

ويستذكر الشارع الرياضي السوري بلوعة المباراة الشهيرة في تصفيات المونديال الروسي عندما تعادلا 2/2 وحينها كانت مباراة هامشية لإيران والفوز يؤهل سورية فانتهت بالتعادل الذي نقل سورية للملحق.

تاريخياً تقابلت سورية مع إيران 31 مرة بمختلف المسابقات ففازت سورية مرة واحدة مقابل 13 تعادلاً و17 خسارة والأهداف 18/51 لمصلحة إيران.

والفوز الوحيد حدث يوم 15 أيار 1973 في العاصمة الإيرانية طهران بهدف مقابل لا شيء سجله عبد الغني طاطيش في الشوط الأول لتلك المباراة التي لعب فيها:

جورج مختار للمرمى.

فاروق سرية ومحمود طوغلي وفاتح زكي وحسن درويش للدفاع.

عبد الغني طاطيش وعبد الحفيظ عرب وشاهر كسكين للوسط.

عزام غوتوق وجوزيف شهرستان وسمير سعيد للهجوم.

أربعة منتخبات فقط

التاريخ يقول إن أربعة منتخبات آسيوية فقط بلغت حلم المونديال وهي الكويت 1982 والعراق 1986 والإمارات 1990 والسعودية 1994 و1998 و2002 و2006 و2018.

والحضور العام مخجل ووحده منتخب السعودية تجاوز دور المجموعات وكان ذلك عام 1994.

ووحده حقق الفوز وكان ذلك على حساب المغرب 1994 بهدفين لهدف وكذلك على مصر بالنتيجة ذاتها 2018 وعلى بلجيكا 1/صفر عام 1994.

وما عدا ذلك حققت الكويت تعادلاً مقابل خسارتين وانهزمت الإمارات ثلاث مرات والعراق ثلاث مرات، ما يعني أن الحلم الأقصى بلوغ المونديال مع توقع بغياب البصمة وهذا جل تفكير سورية ولبنان في المجموعة الأولى وعمان في المجموعة الثانية ما دامت لم تبلغ المونديال.

برنامج المباريات

في المجموعة الأولى تلتقي لبنان مع الإمارات بتمام الثانية ظهراً والذهاب صفر/ صفر، وبتمام الخامسة تتقابل العراق مع كوريا الجنوبية والذهاب صفر/ صفر وعند السادسة سورية مع إيران والذهاب صفر/1.

في المجموعة الثانية تلتقي فيتنام مع السعودية عند الثانية والذهاب 3/1 للسعودية، والصين مع أستراليا عند الخامسة والذهاب 3/صفر للكنغارو، وعمان مع اليابان بتمام السادسة والذهاب 1/صفر لعمان في المفاجأة الأضخم بين النتائج الخمس عشرة المنصرمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن