..ودرعا تستعد للحصاد المائي … سدود عطشى للتخزين والموسم المطري مبشر
درعا- الوطن :
الحصاد المائي ليس عنواناً للتندر أو الاستعراض، إنما يمثل مشروعاً حيوياً لضمان تخزين كل قطرة ماء يتم الحصول عليها في فصل الشتاء ضمن سدود محافظة درعا البالغة 16 سداً وتستوعب بطاقتها الأعظمية 91.838 مليون متر مكعب، والاستفادة منها في الري التكميلي الشتوي والري الصيفي الذي يسهم في تنفيذ الخطة الإنتاجية الزراعية للمحاصيل الإستراتيجية والرئيسية، علماً أنه خلال سنوات طويلة سلفت لم تشهد تلك السدود التخزين المأمول حيث كان وسطياً لا يصل في الإجمال الربع أو الثلث نتيجة انحباس الأمطار وقلتها في المواسم السابقة، ومع بداية الشتاء الحالي تبشر الهطلات الغزيرة بحصاد جيد للمياه بعد جريان السيول والأودية التي تنتهي في السدود، وفي هذا الإطار ذكر مدير الموارد المائية في درعا المهندس عكاش العلوه أنه يتم حالياً التجهيز لاستقبال الموسم الجديد والاستفادة من كل قطرة ماء تسقط على أرض المحافظة، حيث تم استنفار جميع الطاقات والإمكانات وجرت إعادة توزيع الكادر الفني في جميع مشاريع المديرية ورفده بالعناصر الإضافية لمتابعة استثمار وصيانة هذه المشاريع، وبناء على توجيهات وزارة الموارد المائية والهيئة العامة للموارد تم توجيه المشرفين على السدود لمراقبتها وإجراء الصيانات الضرورية اللازمة لها لتخزين المياه فيها مثل إصلاح المفرغات والسكورة الرئيسية مع مراقبة الوديان المغذية لها وحصاد كميات الأمطار الهاطلة وتوزيعها بالطرق المحددة والمعتمدة على كل السدود ضمن الإمكانيات المتاحة وخاصة أن أغلب سدود المحافظة تقع في الجهة الغربية وهي منطقة ساخنة لا يستطع الكادر الفني التحرك فيها بالشكل المطلوب، وكذلك أغلب الوديان الرئيسية المغذية مثل الرقاد والعلان، علماً أن هناك ربطاً بين سدود درعا على محورين، الأول يتم من خلال تحويل المياه بين السدود بشكل عرضاني والثاني يتم فيه تغذية السدود عن طريق محطات الضخ من الينابيع، وقد تعرضت بعض محطات الضخ المغذية لهذا المحور للتخريب والتعديات، ما أدى إلى خروجها من الخدمة، وللضرورة القصوى ووفقاً للإمكانات المتاحة قامت المديرية بإعادة تأهيل وتشغيل محطات ضخ الهرير الأولى والأشعري وزيزون وتل شهاب وعيون العبد وتم ضخ المياه منها باتجاه شبكات الري القديم وفي الموسم المطري يتم تحويل المياه منها باتجاه المحور الثاني المذكور آنفاً.
وأشار مدير الموارد إلى أن جميع العاملين في المديرية وفي كل السدود ومحطات الضخ لا يوفرون جهداً لحصاد كل قطرة ماء آملين أن تسمح الظروف بمتابعة العمل بالشكل الأمثل وتخزين أكبر كمية من المياه في سدود المحافظة، علماً أنه في الموسم الفائت تم تخزين نحو 21 مليون متر مكعب من المياه في سدود المحافظة وجرى استثمارها في ري محاصيل الخطة الإنتاجية الزراعية المقررة.