تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي، عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة دير الزور، التي تشمل المسلحين والفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وذلك وسط إقبال كثيف على مركز التسوية وارتياح أهلي كبير.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد مصدر مسؤول في محافظة دير الزور، أنه في اليوم الثاني من عملية التسوية، شهد مركز التسوية الذي تم افتتاحه في الصالة الرياضية بالمدينة «إقبالاً كثيفاً» من أبناء المدينة المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية لتسوية أوضاعهم، على غرار ما حصل في اليوم الأول الذي شهد أيضاً إقبالاً كثيفاً.
وأوضح المصدر، أن اليوم الأول من انطلاق عملية التسوية، تم خلاله تسوية أوضاع «المئات» من المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.
وأكد أن هناك ارتياحاً كبيراً في أوساط أبناء المدينة ممن تمت تسوية أوضاعهم، وكذلك في أوساط الأهالي بشكل عام، للإجراءات الميسرة والمعاملة الحسنة التي لاقاها من تمت تسوية أوضاعهم أثناء إنجاز العملية وبعدها.
وحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، عبر عدد من الذين تمت تسوية أوضاعهم عن ارتياحهم لانطلاق التسوية، لتكون «منعطفاً إيجابياً» في حياتهم، وتمكنهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية، وتتيح لهم «فرصة الالتحاق مجدداً في صفوف الجيش العربي السوري للدفاع عن وحدة وسيادة الوطن».
محمد وهو أحد الذين سووا وضعهم، ذكر أنه فار منذ أكثر من تسعة أعوام وجاء اليوم لتسوية وضعه والعودة لاستكمال خدمته في صفوف الجيش العربي السوري، في حين أشار عبد الرحمن إلى أنه أجرى تسوية لوضعه وسيلتحق بعد أيام لأداء الخدمة الاحتياطية التي ستكون ضمن محافظات المنطقة الشرقية «للدفاع عن تراب الوطن ضد أطماع المحتلين الأميركي والتركي»، على حين بين صالح أنه أجرى تسوية لوضعه الأمني، لافتاً إلى أن هذه التسوية «جرت بسهولة ويسر وستمكنه من العودة إلى قريته وزراعة أرضه بعد أن أمضى 6 سنوات في مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
بدورهم، أشاد عدد من شيوخ ووجهاء العشائر بهذه التسوية، وبين الشيخ عبد اللـه شلاش من عشيرة البوسرايا، أن هذه التسوية «تعد فرصة سانحة لكل أبنائنا المقيمين في مناطق سيطرة ميليشيات «قسد» للعودة إلى حضن الوطن وتسوية أوضاع من لديه وضع تجنيدي»، في حين لفت شيخ عشيرة البوليل أحمد الشمري إلى أن «الإقبال الكبير الذي يشهده مركز التسوية هو رسالة واضحة وصريحة عن وقوف أبناء دير الزور الذين يقيمون في منطقة الجزيرة إلى جانب وطنهم وجيشهم».
وبدأت أول من أمس عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة دير الزور، التي تشمل كل من لم تتلطخ يداه بالدماء من المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، الذين نصت التسوية على أن تكون خدمتهم ضمن محافظات المنطقة الشرقية، في حين أعلن محافظ دير الزور، فاضل نجار، لـ«الوطن»، أن عملية التسوية هي مكرمة من الرئيس بشار الأسد خص بها أبناء المحافظة.
وأضاف نجار: إن «عملية التسوية استمرار لمراسيم العفو الصادرة عن السيد الرئيس بشار الأسد بغية عودة المغرر بهم لحضن الوطن والمساهمة في إعادة إعمار ما دمره الإرهاب في وطننا».
وأشار المصدر في محافظة دير الزور لـ«الوطن» إلى أن عملية التسوية يمكن أن تستمر في مدينة دير الزور لنحو أسبوع ومن ثم تنتقل الجهات المختصة والقضاة إلى مدن أخرى في المحافظة مثل الميادين والبوكمال للبدء بتنفيذ التسوية فيها.
وتأتي عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة دير الزور، بعد إنجاز التسوية التي طرحتها الدولة في مناطق كانت تنتشر فيها مجموعات مسلحة بمحافظة درعا جنوب البلاد، حيث انتشر الجيش العربي السوري فيها وأعاد الأمن والاستقرار إليها.
ولاقى إنجاز التسوية التي طرحتها الدولة في مناطق كانت تنتشر فيها مجموعات مسلحة بمحافظة درعا، ارتياحاً كبيراً لدى أوساط الأهالي، حيث ساد الأمن والاستقرار وعادت مؤسسات الدولة لمزاولة أعمالها ومهامها والحياة إلى طبيعتها.