وفد عسكري روسي إلى أنقرة لبحث فتح «M4» والمقاتلات الروسية تغير على معاقل لـ«النصرة» شرق إدلب … استحقاقات «خفض التصعيد» توجه الأنظار من شمال شرق سورية إلى شمالها الغربي
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - المنطقة الشرقية - الوطن
ضغطت استحقاقات منطقة «خفض التصعيد»، شمال غرب سورية، والمترتبة على النظام التركي بموجب اتفاقياته وتفاهماته مع روسيا، على أجندته ومطامعه التوسعية شمال وشمال شرق البلاد، حيث تشير الأنباء والتحليلات إلى أنه جمد نشاطه وتحركه العسكري الذي يستهدف اقتطاع المزيد من الأراضي السورية.
وعلى خلفية فشل رهان نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بسياسته التي روجت لإمكان إجراء مقايضة مع روسيا لأراض سورية في إدلب وحماة جنوب طريق عام حلب – اللاذقية الدولي المعروف بـ«M4» تمهيداً لإعادة الحركة إليه، بأخرى واقعة شرق أو غرب نهر الفرات، توجهت الأنظار أخيراً إلى منطقة «خفض التصعيد» بإدلب التي تنتظرها التزامات بعنق أردوغان عليه الوفاء بها في مواعيد محددة جرى ترتيبها خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنتجع سوتشي الروسي في ٢٩ أيلول الماضي.
وفي هذا الإطار، علمت «الوطن» أن وفداً روسياً تقنياً من وزارة الدفاع الروسية سيصل إلى أنقرة الأسبوع المقبل للاجتماع مع نظيره التركي لوضع النقاط على حروف اتفاق بوتين- أردوغان الأخير فيما يخص وضع اللمسات الأخيرة على إجراءات فتح طريق «M4»، على أن تعقب ذلك اتصالات بين وزارتي خارجية البلدين وعلى مستوى رؤساء استخباراتهما.
ونصت قمة بوتين- أردوغان الأخيرة على إيكال مهمة البحث في تفاصيل البروتوكولات الخاصة بوضع الطريق الدولي حلب – اللاذقية في الخدمة إلى وزارتي الدفاع والخارجية في البلدين، وهو ما لم يجر حتى الآن بسبب الأزمة التي اختلقها نظام أردوغان شمال شرق البلاد وتهديده بشن عدوان نحو مناطق معينة لاحتلالها.
وكانت تسريبات عن القمة تحدثت حول منح بوتين لأردوغان مهلة تنتهي بنهاية رأس السنة الجارية لفتح «M4» أمام حركة المرور والترانزيت بعد وضع الترتيبات اللازمة لذلك من فنيي البلدين، لكن الأخير راح يراوغ مجدداً متملصاً من وعوده والتزاماته، كما فعل بنصوص بنود «اتفاق موسكو» العائد لـ ٥ آذار ٢٠٢٠ و«اتفاق سوتشي» الموقع منتصف عام ٢٠١٨ بين الجانبين، سواء ما يتعلق بوضع الطريق الدولي في الخدمة أو طرد الإرهابيين من «خفض التصعيد».
وعليه، وبموجب تصريحات لمتابعين للوضع في «خفض التصعيد» لـ«الوطن»، فإن حسابات أنقرة الخاطئة حشرتها في زاوية قاتلة زادت من حدتها ممانعة موسكو وواشنطن لجهودها الرامية إلى خلق أزمة جديدة في سورية بدل الوفاء بتعهداتها لحل الأزمات العالقة، وفي ظل تردي وضع تركيا الاقتصادي بشكل غير مسبوق يهدد بأزمة عميقة ستطيح بكل «منجزات» فريق أردوغان الاقتصادي وجهود حزبه «العدالة والتنمية» الاقتصادية وعلى مدار ٢٠ عاماً من توليه زمام السلطة في البلاد.
وتوقع المتابعون أن تؤدي ترجمة «التفاهمات» التي حكمت لقاء مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك بنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرنتييف خلال مباحثات الجولة الثانية بين مسؤولي البلدين، إلى وضع حد لمهاترات ومغامرات أردوغان في سورية بعد التباعد الحاصل في الرؤى بين واشنطن وأنقرة حيال ملفات المنطقة والإقليم.
ميدانياً، واصل سلاح الجو الروسي توجيه رسائل الامتعاض من سياسة النظام التركي في الملف السوري واستخفافه بالاتفاقيات الثنائية الموقعة موسكو، حيث شنت المقاتلات الروسية أمس حوالي ١٠ ضربات جوية استهدفت معقلين مهمين لـما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الارهابي، في محيط بلدة مجدليا شرق جبل الأربعين بمدينة أريحا ودير سنبل بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين وتدمير عتاد عسكري كان بحوزتهم، حسب قول مصادر أهلية في أريحا لـ«الوطن».
بدوره بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش العربي السوري دك بمدفعيته الثقيلة صباح أمس، مواقع لتنظيم «النصرة» في سفوهن والفطيرة والرويحة بريف إدلب.
أما في البادية الشرقية، فقد اشتبكت وحدات من الجيش والقوات الرديفة مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في باديتي السخنة ودير الزور، حسب مصدر ميداني أكد لـ«الوطن» أن الجيش قضى على العديد من الدواعش، فيما ارتقى من عناصره ثلاثة شهداء.
وبالعودة إلى تهديدات نظام أردوغان، فقد كثف جيش الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية المسلحة التابعة له من عمليات قصف منازل المدنيين في قرى ريفي محافظتي الحسكة والرقة، وقالت مصادر ميدانية لــ«الوطن» إن القصف بالأسلحة الثقيلة والمدفعية طال مواقع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية ومنازل المدنيين في قرية تل الأمير شمال بلدة أبو راسين شمال غرب الحسكة، التي تبعد عن خطوط التماس بين «قسد» والاحتلال التركي مسافة نحو كيلو مترين فقط ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة.
كما قصف جيش الاحتلال التركي منازل المدنيين ومواقع «قسد» في قرية الدبس والطريق الدولي «M4» غرب بلدة عين عيسى شمال الرقة، بالأسلحة الثقيلة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، حسب ما تحدثت مصادر محلية لــ«الوطن».
من جهة ثانية، انقطعت مياه الشرب عن بلدة معبدة بريف الحسكة الشمالي الشرقي نتيجة استمرار «قسد» بحفر الأنفاق والخنادق، وقالت مصادر أهلية لــ«الوطن»: إن مياه الشرب قطعت عن سكان معبدة لليوم الثاني على التوالي، وذلك نتيجة تضرر خط الجر الرئيس للبلدة القادم من سد السفان بريف المالكية بسبب أعمال الحفر التي تقوم بها «قسد» وإنشاء الأنفاق والخنادق بمحيط وداخل البلدة.