من دفتر الوطن

وزراء وظرفاء!!

| عبد الفتاح العوض

السؤال: هل هناك علاقة بين صناع الضحك وصناع القرار؟ يعني هل الشخصيات المرحة قادرة على اتخاذ قرارات سليمة أكثر من غيرها؟!

حسب ما يقول علماء النفس فإن الصفات الشخصية للأشخاص الذين يتمتعون بروح مرحة تؤهلهم لتكوين علاقات عمل أفضل.

المرحون هنا هم أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بالقدرة على إثارة الفرح حولهم، فهم مصدر المرح.. وصناع الضحكة.. وكذلك هم الأشخاص الذين يندرجون تحت قائمة أصدقاء المرح أي الذين يتقبلونه ويشجعونه ولا يستاؤون منه.

الشخصية المرحة متفائلة وقادرة على بث الإيجابية، ولأنها كذلك تستطيع الحصول على كل المساعدة اللازمة لمعرفة الطريق الأفضل.

قبل أن أكتب هذه الزاوية تحدثت إلى عدد من الوزراء السابقين والحاليين أسألهم عن مناخ المرح في جلسات الحكومة.

الإجابات التي حصلت عليها لا تبعث على «المرح».. فليس هناك الكثير مما يقال حول ذلك.

من أصل نحو 30 وزيراً يمكن أن تجد واحداً أو اثنين لديهما القابلية لإشاعة النكتة.

خلال السنوات الفائتة وفي أجواء الأزمة بدا الأمر كما لو كان الضحك محرماً.. فالأوضاع لا تسمح حتى بالابتسامة وألم المشاكل أكبر من يُخفف بالابتسامة. وتمرير نكتة في جلسة مجلس الوزراء أصعب من تمرير قرار الزواج لشباب هذه الأيام.

مسؤول سابق قال لي الموضوعات والمشاكل حادة وصعبة لدرجة تلوم نفسك إن لم تتناولها بكل الجدية.. كيف نضحك على نكتة ونحن نعالج قضايا تدعو للبكاء.. لكنه وجد في القضايا التي كانت تثير خلافات حول موضوعات شائكة، كانت إثارة أجواء مريحة من أحد الوزراء تخلق أجواء أفضل للبدء بالنقاش من نقطة أخرى.

في سنوات سابقة ثمة من كان يتحدث عن المرح عند المسؤولين وعرف عن البعض في الحكومات السورية طرائف متفرقة لكن منذ فترة طويلة لم يعرف عن المسؤولين حسَّ النكتة ولا حتى تقبلها.

عالمياً شخصيات سياسية وأدبية رووا نكتاً عن أنفسهم وشاركوا الآخرين فيها، على حين في العالم العربي نجد ذلك محدوداً.. أنيس منصور له كتاب: «الكبار يضحكون أيضاً». ممتلئ بالأسماء التي كانت في جوقة الضاحكين.

الأساس الذي عاش فيه المجتمع العربي لا يقدم الضحكة والابتسامة بما يليق بهم.

رغم أن الموروث الديني تضمن ضحكات «شريفة» إلا أنها بقيت من حيث المساحة محدودة،

في الإعلام أيضاً رغم بدايات مبكرة لصحف السخرية في سورية أول جريدة ساخرة كانت في 1909 وتنوعت المجلات من حيث مستواها الساخر من الدعابات الاجتماعية إلى السخرية السياسية إلا أننا فقدنا الحس الساخر في الإعلام ومعظمنا كتاباته «ثقيلة» ثقيلة دم.

البعض من المسؤولين لديهم حسّ الفكاهة في جلسات اجتماعية لكن عندما يصبح مع الكرسي تأتيه نوبات الجدية… وإذا كنت تتابع صور الاجتماعات الحكومية قلما ترى ابتسامة… فالوزراء لا يضحكون… إلا علينا!!.

أقوال:

– إن أسلوبي في المزاح هو أن أقول الحقيقة، فهي أطرف نكتة في العالم.

– امرح دائماً وتألق.

– اعذروني – أيها السادة- إن كنت ضحكت

– كان في ودي أن أبكي ولكني ضحكت..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن