الجدلية التي أثارتها مشاركة منتخبنا لسلة الناعمات في البطولة الآسيوية الأخيرة بمستواها الثاني ورغم اتساع مساحتها، وتفاوت وتناقض طرق التعامل معها، إلا أنها بالمجمل كانت محقة على اعتبارها مسألة وطن.
القصة انتهت بالنسبة لاتحاد كرة السلة الذي حاول إنهاءها من خلال المؤتمر الصحفي العاجل الذي عقده بعد ساعات قليلة من عودة المنتخب إلى دمشق محاولا إطفاء نار الغضب العام الذي أشعلته قضية أليسيا ماكاريان.
المشكلة أن اتحاد اللعبة الذي حاول إقفال ملف المنتخب إعلامياً على الأقل، هو نفسه عاد ليفتحه بطريقة بريئة عندما قام رئيس الاتحاد (الذي فضل هذه المرة النأي بنفسه في الجلوس مع طاقم المنتخب خلال المؤتمر الصحفي)، ليقوم بتوجيه رسالة من اللاعبة أليسيا ماكاريان إلى مدير المنتخب من باب الأمانة وبناء على رغبتها، وسط رفض مدير المنتخب الرد على مضمون الرسالة مؤكداً اعتراضه وبشدة، ومفضلاً تجاوز الموضوع بعدما تم إقفاله!
القصة بالنسبة لمدير المنتخب انتهت لكن حقيقة لم تنته، بل عادت لتفتح من جديد، فالكلام الذي أرسلته أليسيا يحمل تشكيكاً بدقة الكلام الذي قيل في المؤتمر، وكان على رئيس اتحاد السلة التأكيد على مدير المنتخب بالرد على آخر الكلام بالنسبة للاعبة التي كانت محور القضية، وفي حال رفضه الرد، كان الأجدر برئيس الاتحاد الرد وإبداء وجهة نظر الاتحاد حيال ما قالته اللاعبة وخصوصاً بعد ظهورها قبل يومين عبر فيديو توضيحي وتصريحي بخصوص المشكلة، وإذا كان كلام أليسيا يحمل جديداً فالأجدر الرد عليه، وإذا كان عبارة عن كلام مكرر ولا يحمل جديداً فالأجدر تجاوز الرسالة وعدم ذكرها.
القصة لم تنته واللاعبة لم تقل كل ما لديها، واتحاد السلة يدرك ذلك وهو الآخر لم يقل كل ما لديه، والصورة التي ظهر بها المؤتمر توحي بذلك، ولكن بعد ماذا.؟
بعدما خسرنا فرصة التأهل إلى المستوى الأول، أو على الأقل المنافسة حتى المحطة الأخيرة على تلك الفرصة.
وبالمحصلة فالمشاركة بمجملها كانت تجربة خارجية غير موفقة للاتحاد الجديد الذي يعتبر طرفاً في المسألة وليس فقط الطاقم الإداري والفني للمنتخب، وعلى اتحاد السلة إعادة النظر في أمور كثيرة بخصوص منتخب الآنسات من كل جوانبه، فالحال الذي بدا عليه المنتخب قبيل سفره وخلال مشاركته كشفت الكثير من مواقع الخلل الإداري والفني التي أشرنا إليها سابقاً وعلينا معالجتها ليس فقط بتغيير الأشخاص، وإنما بتغيير آليات العمل وأساليبه وتوجهاته، وبالنهاية شكراً لمن عمل لهذا المنتخب بصدق وأمانة.