ثقافة وفن

«نهري.. بحري» ـ يحصد جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للسينما في المغرب … المهند كلثوم لـ«الوطن»: السينما السورية بينها وبين الصناعة مسافة طويلة

| سارة سلامة

يحقق المخرج المهند كلثوم علامة فارقة في السينما السورية، ويبحر دائماً في عوالمها محاولاً ترك أثر فيها والتأسيس لسينما سورية تأخذ مكانها في المحافل الدولية، ومن خلال نظرته الشابة يتابع حصد الجوائز العربية، حيث نال مؤخراً من خلال فيلمه السينمائي الروائي القصير «نهري.. بحري»، كتابة سامر محمد إسماعيل، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، جائزة لجنة التحكيم الخاصة في ختام المهرجان الدولي للسينما والبحر في المغرب بدورته الثامنة، وسبق للفيلم أن نال جائزة أفضل إخراج في مهرجان النور السينمائي المغربي عام 2019.

حب جارف

يروي فيلم «نهري بحري»، إشكالية عميقة ويطرح أسئلة ملحة عن طبيعة مجتمعات مهملة وبعيدة عن الضوء بسبب سطوة المدن الكبرى والتهميش الذي تعرضت له تلك المجتمعات في ظل الحرب على سورية وذلك من خلال قصة حب تجري أحداثها في مكان استثنائي وبعيد عن أنظار الفضوليين، حيث تدور الأحداث بين شاب وشابة جمعهما حب جارف والتقيا ذات ليلة على شاطئ البحر في يوم يغير مصيرهما إلى الأبد، وهو من بطولة كل من الفنانين عبد المنعم عمايري، سهير صالح، مريم علي، الطفلة ساندي جنوب.

وجع الحياة في ظل الحرب

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشف المخرج كلثوم «أن الجائزة تمثل عربون شكر وتقدير من المهرجانان، ورساله تشجيعية لصناع السينما للاستمرار والمثابرة والتحفيز على تقديم المزيد من العطاء والمزيد من النجاحات، وهذه الجائزة ليست لي فقط إنما لكل صناع الفيلم ولكل الجمهور السوري ولبلدنا وهي إضافة حقيقة لسورية في ظل الظروف التي نمر بها الآن».

وأضاف كلثوم: إن «الفيلم يلامس الإنسان السوري بشكل عام، وبشكل خاص يلامسه في فترة الحرب من خلال قصة حب افترضناها ومن خلال السيناريو الذي كتبه سامر محمد إسماعيل، حاولنا أن نسلط الضوء على ما يحدث في سورية من خلال قصة حب تجمع بين فتاة وشاب هو من الساحل السوري والفتاة من المناطق المهجرة، لنقصّ من خلال هذه الرواية وجع التهجير ووجع الحياة في ظل الحرب، ونسلط الضوء على أنه قد يجمع أي مكون من مدن ومناطق مختلفة جمعهما البحر وولّد بينهما قصة حب ساحرة، وأرى أن السينما أولاً وأخيراً هي وسيلة تعبيرية حتى نعبر فيها عن أفكارنا ونتحدث ونحكي ونطرح طروحاتنا وقضايانا ليس فقط على صعيد المشاهد السوري أو الجمهور السوري ولكن نطرح قضايانا حتى تصل إلى الخارج».

وأوضح كلثوم أن «السينما السورية لا تزال في رحلة الإنتاج وهناك مسافة كبيرة حتى نصل إلى مرحلة الصناعة، وأسميها مرحلة المحاولات، كنا أنا وزملائي صناع الأفلام السينمائية نحاول أن نعمل شيئاً ونقدم خطوة ضمن الظرف الإنتاجي الصعب في البلد، ورغم كل الظروف استطعنا أن نثبت نفسنا، لأن المنتج الثقافي الذي نقدمه وطبعاً الفيلم هو طرح ثقافي وطرح مضمون وقضية، أي إن المنتج الثقاقي والفكري للفيلم هو من ينافس ليس فقط عربياً وإنما إقليمياً وعالمياً، ومن خلال الحرب أثبتت السينما السورية أنها قادرة على صناعة التحدي بظل التقنيات وحتى الفريق الفني بصناعة أي فيلم يكون ذا جودة جيدة ومنافساً عربياً أو إقليمياً، على أمل أن نقدم أفلاماً أفضل ومتطورة بطريقة أكبر، لننتقل من مرحلة الإنتاج وتصبح لدينا سينما وطنية ومنافسة، وصناعة وطنية قوية تلقى طريقاً لها في منصات التتويج والمحافل الدولية».

وعن تحضيراته الجديدة بيّن كلثوم: «دائماً هناك مشاريع جديدة سواء بالشق التدريسي حيث سنبدأ بالنسخة الثالثة من مشروع (يلا سينما)، وهو من المشاريع الذي تبنتها المؤسسة العامة للسينما بالشراكة مع مدارس أبناء وبنات الشهداء، لتمكينهم من فن صناعة السينما وبعد نجاح تجربتين نحن مستمرون بهذا المشروع الوطني والسوري بامتياز، أما على الصعيد الفني فأحضر لفيلم طويل قيد القراءة الآن، كما أن هناك مشاريع أخرى أعمل عليها سأعلن عنها في وقتها».

عن المهرجان

والمهرجان بدورته الثامنة من تنظيم جمعية المهرجان الدولي للسينما والبحر في إقليم سيدي إفني وبدعم من المركز السينمائي المغربي وأقيمت فعالياته بولاية قصبة الكزيرة بسيدي إفني المغرب من 11 إلى 14 تشرين الثاني الجاري.

وقد ضمت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في عضويتها الفنانة مجيدة بنكيران (رئيساً)، وعضوية كل من المخرج حسن خر، والفنان الكوميدي الأمازيغي رشيد أسلال، والممثل والمخرج الإسباني لويس فرنانديز دي إريبي، والمخرج العماني عمار آل إبراهيم.

وتنافس على جوائز المهرجان 10 أفلام قصيرة، منها خمسة أفلام مغربية وخمسة أفلام من البحرين، سورية، موريتانيا، بلجيكا، والمملكة المتحدة.

بروفايل

يذكر أن المهند كلثوم «مخرج سينمائي »، حاصل على ماجستير في الإخراج التلفزيوني والسينمائي من أكاديمية خاركوف الحكومية- أوكرانيا. محاضر في معهد الإعداد الإعلامي بدمشق. مؤسس ومدير أيام دمشق السينمائية لأفلام الطفولة واليافعين. مؤسس ومدير فني لمشروع «يلا سينما» تدريب الأطفال فنون وعلوم السينما. عضو لجان تحكيم في عدد من المهرجانات العالمية (سورية- أوكرانيا- العراق- السودان- روسيا إيطاليا- تونس- الجزائر). أخرج العديد من الأفلام السينمائية القصيرة منها: « لماذا» أوكرانيا 2004. «يلا نلعب» أوكرانيا 2004. «أمل إيمان حب»، أوكرانيا 2009، «كفى» أوكرانيا 2010. «البرزخ» سورية 2011. «29 شباط» سورية 2012. «توترعالي» سورية 2014. «ياسمين» سورية 2015. «على سطح دمشق» سورية 2017. «لم شمل» سورية 2018. «نهري بحري» سورية 2019. «فوتوغراف» سورية 2020.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن