ناتو: لسنا نحن من يتخذ القرار بشأن إقامة «منطقة عازلة» في سورية
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ: إن الحلف لن يتخذ القرار بإقامة «منطقة عازلة» في سورية، ليأتي كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما مجدداً لمواقف سابقة عن أن بلاده التي تتفاوض مع إيران على اتفاق حول برنامجها النووي، «تبقى يقظة» إزاء تصرفات إيران، استرضاء لدول الخليج الممتعضة من الدور المهم لطهران في المنطقة. وأوضح ستولتنبرغ في مستهل لقاء لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي في أنطاليا التركية: «ليست مسألة إقامة منطقة عازلة في سورية من صلاحيات ناتو، لقد تم تناول هذا الموضوع أكثر من مرة خلال مختلف الاجتماعات وفي مختلف الأوقات، لكن ناتو ليس من يقرر مسألة إقامة منطقة عازلة أو عدمها في سورية».
وأعاد الأمين العام إلى الأذهان أن الحلف لا يشارك بشكل مباشر في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، لكنه أكد أن جميع الحلفاء يشاركون في الغارات الجوية التي يشنها هذا التحالف في العراق وسورية. هذا وقال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنطاليا: إن «تركيا هي الدولة الوحيدة التي تجاور مناطق خاضعة لسيطرة داعش في سورية والعراق».
وأضاف: «هذا أمر لا يطاق وخطر كبير على تركيا، القمة (على مستوى وزراء الخارجية) ستكون فرصة لنقل وجهات النظر تلك»، متناسياً الخطر الذي تصدّره بلاده إلى سورية عن طريق إرسالها آلاف الإرهابيين عبر حدودها لينفذوا مخططاتهم الإجرامية مستهدفين الشعب السوري وآثاره وبناه التحتية، ليكونوا بذلك منفذين سياسات حكومة العدالة والتنمية العدوانية.
من جانبه دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى ترتيبات دفاعية أوضح بين دول الخليج والولايات المتحدة والحلف الاطلسي من أجل مكافحة الإرهاب، متحدثاً قبل ساعات من قمة مع قادة الخليج يستضيفها الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن.
وقال كيري قبل اجتماع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي: «أعتقد أن جميع الدول الأعضاء (في الحلف) على قناعة بأن وضع ترتيبات دفاعية أوضح مع دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول الصديقة وبين الولايات المتحدة سيكون أساسياً لمساعدتها على التصدي للإرهاب». وتابع: إن هذا النوع من الاتفاقات يمكن أن يساعد على مكافحة «بعض الأنشطة التي تجري في المنطقة والتي تزعزع جميع هذه الدول».
وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده التي تتفاوض مع إيران على اتفاق حول برنامجها النووي، «تبقى يقظة» إزاء تصرفات الجمهورية الإسلامية. وشدد أوباما في مقابلة نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» على موقعها الالكتروني على أهمية الاتفاق الذي تسعى الدول الكبرى لإبرامه مع طهران بهدف ضمان سلمية برنامجها النووي. وقال: «هذا هو أحد الأسباب ذات الأهمية البالغة للاتفاق الشامل الذي نسعى إليه مع إيران».
ومن المتوقع أن تضع واشنطن ودول الخليج مجموعة من «التدابير الأمنية» في الشرق الأوسط، غير أن الإدارة الأميركية لزمت الغموض بشأن نوعية النتائج التي تأمل التوصل إليها بعد المحادثات التي تستمر يومين. هذا واستؤنفت في فيينا أول من أمس المفاوضات حول النووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى على أمل التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران وذلك بعد اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في الثاني من نيسان في لوزان بسويسرا بين مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا إضافة إلى ألمانيا) وإيران.
(روسيا اليوم – أ ف ب – رويترز)