أزمة النقل الداخلي بمدينة حماة خصوصاً، والنقل بين حماة ومدن المحافظة الأخرى عموماً، واحدة من الأزمات المستفحلة والمستعصية على الحل، ورغم الجهود التي بذلت فيما سبق وتبذل اليوم، لما يزل المواطن يعاني منها الأمرين، وبشكل خاص في أوقات الذروة، التي يستغلها بعض من أصحاب السرافيس وسائقيها، لفرض أجرة مضاعفة على الركاب، عدا حشر كل 4 أو 5 منهم بمقعد مخصص لـ3 فقط، وفي «الشلال» أو «البرندة» أي بالحيز الضيق وراء كرسي السائق.
وبيَّن العديد من المواطنين لـ«الوطن» أن النقل الداخلي بحماة، أزمة الأزمات التي تنسيهم الكهرباء، وغش الباعة، وأنهم لم يستطيعوا التكيف معها، رغم تكيفهم مع كل الأزمات الأخرى!..
ولفت المواطنون إلى أن معاناتهم تتجسد بكسر الدورات، وبالازدحام الشديد على المواقف وانتظار السرافيس لوقت طويل، وأشار بعضهم إلى أن هناك عدة باصات كبيرة تعمل على بعض خطوط المدينة، ولكنها لا تكفي رغم أنها ملتزمة بالعمل والأجرة، وهناك مئات السرافيس المسجلة للعمل على خطوط المدينة الداخلية، ولكن معظمها لا يلتزم ويهرب من الخطوط ويبيع صاحبه المازوت!.
ورداً على أسئلة «الوطن» حول هذه الأزمة التي يعاني منها المواطنون، بيَّن رئيس نقابة عمال النقل البري بحماة خالد حلبية، أن النقابة ضد مخالفة أي سرفيس للعمل بالنقل الداخلي، وتحرص على تخديم المواطنين من دون أي مخالفات، ولهذا تم كتجربة أولى تركيب أجهزة GPS لنحو 16 سرفيساً تعمل على خط ساحة العاصي- ضاحية الباسل، لمعرفة كمية المازوت التي يستهلكها السرفيس خلال عمله، أو هل سحبها السائق وتصرف بها لغير الغاية المخصصة لها.
وأوضح أن الأمانة العامة للمحافظة تراقب عمل هذه السرافيس، وسيصار لتعميم تركيب أجهزة الـGPS بكل السرافيس العاملة بالمدينة قريباً.
ولفت إلى أن النقابة تشدد دائماً على السائقين، بضرورة الالتزام بالعمل على الخطوط، وعدم التسرب وسرقة المازوت، وتتمنى تطبيق هذه التجربة على كل السرافيس العاملة بالمحافظة، للقضاء على الازدحام ومعاناة المواطن.
ومن جانبه، بيَّن مدير النقل الداخلي بمجلس مدينة حماة رضوان الحمود لـ«الوطن» أن الباصات الكبيرة موزعة على الخطوط الأكثر ازدحاماً بالمدينة، على حين هناك 750 سرفيساً تعمل على نحو 220 خطاً وتأخذ مخصصاتها من مادة المازوت على البطاقة الذكية التي تبلغ 650 لتراً بالشهر.
وأوضح أنه تم تركيب جهاز GPS كتجربة لـ16 سرفيساً تعمل على خط ضاحية الشهيد الباسل، ويتم إعداد دفتر شروط لتركيب أجهزة لكل السرافيس العاملة على خطوط المدينة، وذلك منعاً لكسر الدورة أو أي مخالفة أخرى، ولفت إلى أنه بالوقت الراهن، كل سرفيس يخالف بكسر دورته أو غيرها، يخالف مالياً أو بالحجز.