ثقافة وفن

«مسيرتي».. وثائقي عن آلة الطرب السورية … سلطان الطرب جورج وسوف ورحلة حياة وفن

| سارة سلامة

لم تكن حياته بهذه السهولة كما يخيل لنا كحياة أي فنان استطاع أن يشق طريقه إلى الأضواء والشهرة وحسب فهي مسيرة إنسان وفنان تربع على عرش القلوب لجيل كامل وشكل بأخلاقه ومشاعره حياة لكل من عرفه..

الفنان الذي نجح في اختراق المستحيل واجتهد وغنى وأطرب استطاع أن يؤسس لمدرسة خاصة فيه تدعى الوسوف.. وذاع صيته وعلا نجمه في ثمانينيات القرن الماضي وحمل ذاكرة جيل كامل في التسعينيات وصولاً إلى يومنا هذا..

محفوف بالمصاعب

تخلل مشواره الكثير من العقبات والمصاعب وهو ابن عائلة محافظة كان الغناء فيها ضرباً من الخيال، في بلدة الكفرون نشأ لعائلة مكونة من خمسة أبناء، وانطلق فنيا في الفن عندما كان بسن الرابعة عشرة حيث اشتهر في سورية من خلال غنائه موال «حاصبيا» انتقل إلى دمشق للغناء في مطعم الحديقة الخضراء لكن نقابة الموسيقيين أصدرت قراراً بمنعه من الغناء لأنه لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر.

لكن أحد المعجبين بموهبته توسط له فسمح له بالغناء بحجّة أن صوته أكبر من عمره. وبعد انتشاره محليا انتقل إلى لبنان ولم يكن قد تجاوز السادسة عشرة من عمره بعد وقام الفنانان «جورج يزبك» و«وديع الصافي» برعايته فنياً تعامل مع ملحنين مثل «سيد مكاوي» و«شاكر الموجي» و«بليغ حمدى» حيث قدم معهم العديد من الأعمال واشتهرت أغنيته «سلطان الهوى» فنال بسببها لقب «سلطان الطرب» اشترك في برنامج الهواة «ستوديو الفن» عام 1980.

عن الوثائقي

حيث طرحت منصة شاهد VIP، يوم الخميس الماضي، عملاً وثائقياً عن «سلطان الطرب» جورج وسوف، ومسيرته المهنية الطويلة والحافلة بالإنجازات والنجاحات، والتي لم تخل من الصعوبات والمطبّات والتحديات، وذلك على مدار 8 حلقات، يروي فيه جورج وسوف، أحد أشهر المطربين العرب، أبرز المحطات في مسيرته الفنية، ويكشف عن أسرار للمرة الأولى.

بطولة: «جورج وسوف، كارول عبود، مجدي مشموشي، سليم الحايك، عامر فياض، فريد توفيق».

يقص الوثائقي كيف بدأ الوسوف مشواره الفني المبكر منذ الطفولة في بلده سورية، فلُقّب حينها بـ«الطفل المعجزة» وهو ابن عشر سنوات، وكيف انتقل بعدها إلى لبنان في ريعان شبابه ليتابع مسيرته الفنية الاحترافية، ويتحوّل لاحقاً إلى ظاهرةٍ فنية قائمة بذاتها، ومدرسةٍ طربية فريدة، راسماً لنفسه تاريخاً فنياً عريقاً واسماً كبيراً بين عمالقة الغناء العربي.

حياةٌ شائقة مليئة بالتحديات والعقبات والمطبّات، وشخصية جدلية، حازت على شعبيةٍ جماهيريةٍ عربية لم يسبق لها مثيل، ومواقف قاسية تجاوزها سلطان الطرب بشجاعة وإصرار، سيكون الجمهور مُطّلعاً على أدقّ تفاصيلها في «مسيرتي».

ويشارك جورج وسوف شخصياً به؛ إذ أراد أن يسمع الناس قصته على لسانه مباشرة فالشائعات من حوله لا تُعدّ ولا تحصى. كما خصّ جمهوره بتفاصيل لا يعرفها الجميع عن حياته الشخصية والمهنية، وفي نهاية العمل سلّمهم أمانة ووصيّة.

والعمل من إنتاج شركة 2PURE Studios للمنتج رودولف جبر، إخراج دافيد أوريان، نص وحوار جورج عبود، ومدير التصوير جورج ريفي. أدى أدوار جورج وسوف، من الطفولة والشباب وحتى المرحلة الحالية التي يعيشها، كل من: الطفل سليم حايك، الممثل عامر فياض، وفريد توفيق. كما يضم الوثائقي نخبة من الفنانين اللبنانيين والعرب منهم أسعد رشدان، مجدي مشموشي، كارول عبود، السا زغيب، جينا أبو زيد، ريموند عازار، فادي أبي سمرا، خالد السيد، جوزيف ساسين، شربل زيادة، جوزيف اصاف، حسن حمدان، علي الزين، مصطفى السقا، جوزيف سلامة، ونيكولا مزهر.

مسيرة حياة

كانت انطلاقته الفنيّة مع المواويل التي مهّدت له طريق الفن. في أحد الأيام غنى جورج في حفلة مدرسيّة موالاً كان قد حفظه عن والده يقول مطلعه: «سألتها من وين قالت من حاصبيّا.. ولمّا غمزت إمها حاص بيّا.. ولمّا جيتها بالليل حس بيّا.. أتاري الملعون بعدو ما غفي»، وبعد أن اشتهر بدأت العروض تنهال عليه في دمشق وهو في بداية العقد الثاني من عمره. وحقق شهرة كبيرة وعرض عليه أن يسافر إلى لبنان وهو لا يتجاوز السادسة عشرة من عمره، فوافق على الفور، ويقال إنه قال: «لقد نمت على الأرصفة من أجل فني». بعد ذياع صيته في أرجاء لبنان انهالت عليه الدعوات لإحياء حفلات في المقاهي الليلية والفنادق الفخمة. أولى حفلاته كانت في أحد فنادق عالية الكبيرة؛ وأخذ يقدم الحفلات في سورية وفي لبنان وأطلق عليه لقب المطرب المعجزة أو «الطفل المعجزة».

في بداية احترافه غنّى للكبار مثل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ووديع الصافي. وفي مطلع التسعينيات من القرن المنصرم غنى أغنية كاظم الساهر والتي تناسبت وخامة صوته وأسلوبه في الطرب وهي أغنية سلمتك بيد الله. وبعدها انتشر أكثر فأكثر بفضل أغانيه الخاصة مثل: الحبايب، دقيت على الأبواب، حلف القمر، بتعاتبني على كلمة… وجميعها من تلحين كبار الموسيقيين من بليغ حمدي، زهير عيساوي، نور الملاّح، شاكر الموجي، سيّد مكّاوي، كان جورج وسوف ملتزما بالأصالة الموسيقية الشرقية، ولا يهتم بكثرة الإنتاج. تجاوز نشاط جورج وسوف الفنّي حدود بلاده سورية؛ فقد أقام حفلات في جميع أنحاء العالم العربي، أوروبا، أميركا، كندا وأستراليا. وفي عام 1985 غنّى في مهرجان قرطاج في تونس أمام 15 ألف من عشّاقه، وقدم ريع الحفلة للأعمال الخيريّة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن