ثقافة وفن

من روسيا إلى الشعب السوري معاً باسم السلام … وزيرة الثقافة لـ«الوطـن»: هذه الحفلات ضرورة كي يطوي الإنسان صفحات الماضي المؤلم ولنتطلع إلى غدٍ مشرق

| سوسن صيداوي - تصوير طارق السعدوني

برعاية وزارة الثقافة – مكتب الرئيس الروسي – وزارة الدفاع الروسية، وفي إطار أيام الثقافة السورية والبرنامج الثقافي والإنساني، أقيم الحفل الفني الراقص الذي جاء بعنوان «من روسيا إلى الشعب السوري معاً باسم السلام»، في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق، بحضور مهم على كل الأصعدة الوزارية، الدبلوماسية، الإعلامية.

تخلل الحفل الفني الذي قدمت لوحاته كل من «الفرقة الموسيقية الأكاديمية بيريوزكا» وفرقة «جوقة بياتنسكي»، لوحات غنائية راقصة، تحاكي الطبيعة الروسية في فصولها السنوية المتنوعة، إضافة إلى عرض لوحات تنقل إلينا عبر الموسيقا والأصوات والرقص الشبابيّ المبهج الحياة الروسية بتراثها وفلكلورها.

هذا واختتم الحفل بتكريم جاء بقرار وزارة دفاع روسيا الاتحادية، لمجموعة من الأشخاص الروس المقيمين في سورية، على جهدهم المبذول في مدّ جسور الثقافة بين البلدين.

وأخيراً تجدر الإشارة إلى سبب التأخير في حضور الوفد الروسي المشارك في الاجتماع المشترك للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية الروسية حول عودة المهجرين السوريين القائم في قصر المؤتمرات في دمشق، الضرورة اقتضت بدء الحفل مع التغيير في جدوله الذي كان مقررا.

كلمة الثقافة

عبرت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح عن سعادتها الكبيرة في اللوحات التي قدمتها الفرق المشاركة، مشيرة إلى التقارب التراثي الموروث بين الجانبين السوري والروسي، سواء في اللباس أم في استخدام المنديل في الرقص من النساء، إضافة إلى الدبكة الموروثة بين الشعبين. هذا ورحبت طبعاً بأعضاء الوفد الروسي المشارك في الاجتماع الدوري المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة اللاجئين والمهجرين المنعقد في دمشق، مؤكدة على التعاون القوي والتحالف بين البلدين في كل المجالات إضافة إلى الجوانب الثقافية والفنية.

وفي تصريح خاص بـ«الوطـن» أشارت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح إلى أهمية مشروع صون التراث اللامادي والذي تسعى الوزارة جاهدة لإحيائه مهما بلغت الصعوبات، وبأنّ هذه المساعي هي مشتركة مع الدولة الصديقة روسيا الاتحادية، من حيث تشجيعها لكل ما ينطوي على إحياء التراث اللامادي، وبأنّ الشراكة بين البلدين مستمرة لإحلال السلام في بلدنا سورية، مع مدّ جسور الثقافة المتنوعة والمتبادلة بين البلدين، وعلى هامش الحفل تابعت: «هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بين تراث البلدين السوري والروسي، والفرق التي تمت استضافتها كانت رائعة بكل المقاييس والمعايير، وهذه الحفلات هي ضرورة كي يطوي الإنسان صفحات الماضي المؤلم، ولنتطلع إلى غد مشرق في تفاؤل وأمل وقدرة على العطاء، فالإنسان السوري أعطى طوال عشرة آلاف عام، وهو قادر على أن يعطي المزيد». هذا وعبرت عن سعادتها لقدوم الفرقة الرئاسية الروسية إلى سورية، كي تشارك السوريين بعرضها، وهو من ضمن مبادرة من أجل السلام في سورية ولدعم الأطفال السوريين، وكان من برامجها أيضاً تقديم كتب وحقائب مدرسية وألوان والكثير من المستلزمات الدراسية من أطفال موسكو وذويهم للأطفال السوريين.

في الجانب الروسي

في ختام الحفل تحدث رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين ميخائيل ميزنتسييف عن أهمية التعاون بين البلدين في مؤتمر عودة اللاجئين والمهجرين السوريين لبلادهم، قائلاً: «أشكر الفرقة الفنية المشاركة، التي لها شهرة كبيرة ليس في روسيا فقط، بل في كل أنحاء العالم، والتي تقدم عبر لوحاتها الفنية المتنوعة، تجسيد الحياة الروسية، وأهميتها تكمن في نشرها للثقافة والقيم الروسية والتي تتقاطع بجوانبها مع الحضارات الإنسانية في كل أنحاء العالم».

كما ولفت ميزنتسييف إلى التنسيق الكبير مع وزارة الإدارة المحلية في سورية، من أجل التخفيف من آثار الحرب وتبعاتها، بدعم الاقتصاد السوري، وتأهيل البنى التحتية، إضافة إلى التركيز على كل المناحي اليومية من صحة وتعليم وتربية.

من جهتها أشارت نائب مدير إدارة الشؤون الرئاسية الروسية أولغا لياكنا إلى أن الوفد الروسي جاء للمشاركة بمؤتمر عودة اللاجئين، وأنّ هذه المشاركة مهمة جداً وهي في الوقت نفسه ضرورة، كما أنّ التعاون بين البلدين هو الأهم بضرورته في الوقت الراهن، من أجل إنعاش كل المشاريع الاجتماعية والإنسانية والتي تم التخطيط لها من بعد زيارة الكثير من المناطق السورية، هذا والخطط الموضوعة لن يتم تأجيلها، بل العمل عليها سيكون جدياً وسريعاً من أجل تحقيق الحياة السلميّة السورية. مؤكدة في ختام حديثها «يوحّد البلدان الروسي والسوري الثقافات العريقة، التي تنم عن وعي وطني وشعبي للبلدين، لذلك يتم دائماً العمل على دعم تراثنا وجذورنا والاهتمام بكل ما يرتبط بها، في مواجهة القوى التي تسعى لتدمير الثقافة لشعبينا، هذا وأن الدعم السوري ليس مقتصراً على السياسية بل هو متجه أيضاً للثقافة، وعبر الحفلات والعروض وصلنا إلى نتيجة إلى أن لغة الموسيقا والرقص والفن لا تحتاج إلى ترجمة، فهي تصل للناس بسهولة بعيداً عن الاختلافات، بل تخلق جواً من التفاهم الذي يأتي من القلب إلى القلب ومن الإنسان إلى الإنسان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن