واقع مؤلم لسوق الدواء في طرطوس.. احتكار وأسعار (سوداء) وغياب الرقابة.. والوزارة ومديرياتها لا يردان أبداً
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
بات احتكار أصناف عديدة من الدواء وبيع ما يتم تأمينه منها بأساليب ملتوية وبأسعار مرتفعة (حرة) حديث الناس بشكل عام والمرضى وأهاليهم بشكل خاص، ويومياً تتلقى «الوطن» رسائل واستفسارات وشكاوى من ذوي المرضى في طرطوس حول هذا الواقع الذي يستفحل يوماً بعد يوم.
ومن خلال التدقيق والتقاطعات التي أجريناها تبين أن كل طرف يرمي باللوم على غيره فالصيدليات تحمّل مستودعات الأدوية مسؤولية احتكار الكثير من الأدوية وبيعها بأسعار تزيد بضعف أو ضعفين على أسعارها الرسمية إضافة إلى تحميلها مواد غير دوائية وإكسسوارات، والمستودعات تحمّل المسؤولية لمعامل الأدوية وتتهمها بعدم إعطائها أصنافاً عديدة من أدوية الالتهابات والأدوية المطلوبة أكثر من غيرها إلا بأسعار عالية وخاصة في ظل تفشي كورونا، والمعامل تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير وتشير إلى عدم إمكانيتها الاستمرار في ظل ذلك، والمواطن يتهم الجهات المعنية بعدم الاهتمام وضعف الرقابة كما يتهمون الصيدليات برفع الأسعار والبيع بالسعر الحر.
أحد أصحاب الصيدليات شرح لنا واقع الدواء المؤلم في طرطوس وأكد أن كل هذه الأدوية تباع بأسعار مرتفعة جداً (سعر حر سوق سوداء) في صيدليات طرطوس بسبب عدم توافرها إلا بأسعار محررة أو بشكل سلل تجعل الدواء أغلى من سعره الحر والأدوية التي تتوافر بأسعار مضاعفة هي:
((أوغماسيل ١٠٠٠ ٥٠٠٠- ديكلون٧٥ أمبول ٣٠٠٠- لينكومايسيين ٦٠٠ ٥٠٠٠- فيتا ديك أمبول ٣٠٠٠- هيمازون أمبول ٥٠٠٠- لازين أمبول ٣٣٠٠-هيافكسيم حب ٤٠٠ ٦حبات ٥٥٠٠- فوسين كريم ٤٠٠٠- نيستغرام كريم ومرهم ٣٨٠٠- بيتا كورت ٤٠٠٠- هيافكسيم شراب ٥٠٠٠- أوغماسيل ٤٥٧ ٥٥٠٠-سيفيم ٤٠٠ ١٠ حبات ٨٠٠٠- زدناد ٥٠٠ ٨٠٠٠- روسيفلكس بلس ١٥٠٠ ملغ ٤٥٠٠ وهي خاصة بالكورونا- أزيترومايسين ٥٠٠ ملغ ٤٠٠٠-شراب أطفال بين ورون ٣٥٠٠- سيتامول الحب مقطوع نهائياً ومتوافر نت ٨٠٠ مبيع ١٠٠٠-سيتامول تاميكو- ١٥٠٠- أميكاسين ٥٠٠ إبر ٧٠٠٠)).
وأكد الصيدلاني أن الأدوية المقطوعة كثيرة وهي (جميع الصادات الحيوية- جميع المراهم- جميع القطورات العينية.
– أدوية الصرع والأدوية النفسية كارباتيك ومشابهاتها- يونيسيتام.
– فالبرون- ميرتابين- لاميك- دوفاكين نقط للأطفال- مسكنات بروفين- سيتامول حب- سيتامول شراب- تيمبرا نقط خافض حرارة ومسكن للأطفال).
كما أن أدوية الضغط والقلب والأوعية مقطوعة وهي: ديسيرتيك ١٦/١٢.٥-كلوبيرال- كابوتن- إيزونترا- مولسيكور- بليتازول- دوبيجيت- وأدوية عديدة أخرى منها: مالمير براندوسين للبروستات- تاميسترايد- فينابروست- كابرزور- كومبي جيسيك.
وقال: إن هناك أصنافاً عديدة أخرى تخضع لذات الحالة والجميع يعرف هذا الواقع لكن لا أحد يعمل على معالجته لأن هناك مستفيدين كثيرين من استمرار الاحتكار والبيع بالسعر الحر وغير ذلك وللأسف المواطن يدفع ثمن هذا الخلل والفساد من لقمة عيشه ومن صحته.
بدوره أكد صاحب معمل أدوية في طرطوس سائر بدور أن الدواء السوري ممتاز ومرغوب في دول الجوار كثيراً من حيث الجودة والفعالية بشكل عام، أما بخصوص الأسعار فالكلفة التصنيعية كبيرة وخاصة بعد أزمة الكورونا وارتفاع أجور النقل بشكل مخيف وارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة ببروتوكول الكورونا، وقرارات الحكومة الصينية بإجراء تقنين للكهرباء والطاقة على المعامل الصينية وتقليل ساعات العمل ما أدى إلى رفع سعر المواد الأولية من خلال الطلب الكبير على المواد وعدم توافر الطاقة الإنتاجية لتلبية الطلبات من كل العالم وبالتالي كل الدول تأثرت بذلك.
وأضاف: حتى تاريخه يتم تسعير الدواء السوري تقريباً على دولار ١٦٣٠ بعد الزيادات الأخيرة وسعر صرف المركزي ٢٥٢٥ علماً أن ٤٠ بالمئة من مواد الإنتاج من كرتون ونشرات وألمنيوم وpvc تشترى على سعر ٣٥٠٠ من السوق المحلية.
وتابع بدور: رفع سعر الدواء أمر لا بد منه وتأخيره هو لمجرد كسب قليل من الوقت والمناورة والمشكلة الحقيقية هي في الراتب والدخل أي إن مشكلة المواطن مع الحكومة وليس مع الصناعيين، وقسم كبير من المعامل تفتح أعمالاً في مصر والجزائر وتعتبر السوق السورية مجرد تسلية لها وتابع: نحن ملتزمون بالاستمرار بالتصنيع ولم نقطع السوق لكن الوزارة في واد والعالم أجمع في واد فهي تريد أن تصنّع المعامل بخسارة، والمعامل لديها موظفون ومصاريف والمازوت ١٧٥٠ والكهرباء ارتفعت والكرتون نار.
وختم بالقول: من الآخر إما ارتفاع بالأسعار أو هناك أزمة دواء مخيفة خلال أشهر قليلة.
ومن خلال المتابعة علمنا أن المجلس العلمي للصناعات الدوائية وجه كتاباً لوزير الصحة في العشرين من الشهر الماضي شرح فيه الواقع من جميع جوانبه وأمل في نهايته من الوزير التجاوب لتصحيح الوضع وتصويبه وإعادة التوازن إلى السوق الدوائية لما له من أهمية اجتماعية واقتصادية تقدرونها حق التقدير، وبالسؤال تبين أن اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء لم توافق على رفع أسعار الدواء ونعتقد أن السبب يعود لكونه تم رفع الأسعار منذ فترة ولكون وضع المواطن المعيشي لا يسمح بذلك.
على أي حال ملف الدواء السوري من الألف إلى الياء يجب أن يدرس بدقة واهتمام وصولاً لمعالجات جذرية تراعي مصالح الجميع بدءًا من المعامل وانتهاء بالمواطن الذي هو الحلقة الأضعف.
الصحة لا ترد
هذه المعطيات والشكوى وضعناها أمام صحة طرطوس وأمام وزارة الصحة منذ أيّام عديدة وطلبنا رداً أو توضيحاً لكن للأسف كعادة الوزارة ومديريتها في طرطوس لم تردا وما زالتا مصرتين على تجاهل أي شكوى أو أي سؤال خلافاً لقانون الإعلام ولتوجيهات رئيس الجمهورية، وبرأينا أن هذا التجاهل وعدم التعاون يعكس عجزهم أو ترهلهم أو فسادهم في كل القضايا المتعلقة بهم وبالتالي يجب مساءلة ومحاسبة مصنعي الدواء.