وزير التعليم لـ«الوطن»: اهتمام كبير من السيد رئيس الجمهورية لإحداث الكلية … بحضور البطريرك ووزير شؤون رئاسة الجمهورية.. افتتاح كلية اللاهوت الخاصة بدمشق «الأولى من نوعها في سورية»
| فادي بك الشريف
افتتح أمس كلية اللاهوت الخاصة بدمشق والتي تعد الأولى من نوعها في سورية لناحية دراسة اللاهوت المسيحي، وذلك بحضور غبطة البطريرك يوسف الأول عبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم.
وأكد الوزير إبراهيم في تصريح لـ«الوطن» على الدعم الذي قدمه السيد رئيس الجمهورية والسيدة الأولى أسماء الأسد، لإحداث وافتتاح هذه الكلية التي تعتبر الأولى من نوعها أكاديمياً على مستوى سورية لناحية تدريسها علم اللاهوت على أرضهم، وتأهيل كوادر متخصصين ومتميزين ويمتلكون القدرات العلمية والبحثية في علوم الدين لإثراء المعرفة الإنسانية وخدمة المجتمع وتوفير البيئة العلمية المتكاملة ذات الجودة وتحقيق قواعد الاعتماد الأكاديمي.
وقال: إن سورية كانت وستبقى أرض التنوع والتآخي والاعتدال، الأرض التي نشأت عليها المسيحية بقيمها الإنسانية من تسامح وإخاء ومحبة، والأرض التي انطلق منها الإسلام ببعده الإنساني والحضاري.
هذا ونوه وزير التعليم العالي بأن هذه الخطوة في هذا الظرف الاستثنائي وبجهود سورية خالصة واعتماداً على كوادر وطنية تشكل قيمة مضافة لسورية ومنظومة التعليم العالي وللطلاب الذين سيلتحقون بها وللفكر الإنساني وستسهم في تخريج كوادر وطنية نحن بحاجة إليها.
كما أشار إلى دور الجامعات على وجه العموم وكليات الشريعة على وجه الخصوص في تخريج علماء ومفكرين وطنيين، لافتاً إلى أن سورية التي رفضت كل أشكال الخنوع تثبت اليوم أنها بلد التسامح مهد المسيحية وحاضنة الإسلام، ومنارة الاعتدال الراسخة في عمقها الحضاري ونبذ التطرف والعنف والكراهية، والتفرقة بين مكونات المجتمع السوري ذا المجال.
واختتم الوزير حديثه بالقول: من سورية الصمود والحضارة تنطلق اليوم هذه الكلية بكل القيم التي تحملها لتكون حاملاً جديداً من حوامل الثقافة الإنسانية الروحية التي يقدمها السوريون للعالم ليثبتوا أنهم رواد الفكر الإنساني والعلمي المعاصر.
بدوره غبطة البطريرك عبسي أكد في كلمة له أن كلية اللاهوت التي يتم افتتاحها نشأت بمرسوم تشريعي كريم من السيد الرئيس بشار الأسد واهتمام السيدة الأولى أسماء الأسد، مشيراً إلى أن افتتاح هذا الصرح العلمي هو تتويج لمسيرة طويلة في درب الفضيلة والعلم، ولنثبت أننا لم ولن نتوقف عن متابعة المسيرة التي بدأناها منذ سنين من العمل والعطاء والمحبة لبلدنا الحبيب سورية الذي قدم وما يزال يقدم في كل يوم رجالاً مبدعين ومثقفين ومتعلمين.
وقال: الرسالة التي نحملها شعارها الفضيلة والعلم، رسالة تتجلى بالانفتاح على كل الأديان والكتب والتعاليم الدينية المقدسة، حيث لدينا مؤسسات بطريركية تعليمية في بيروت والقاهرة وهنا في دمشق من وطن اسمه من الآرامية شام ومعناه السماء، وطن تميز عبر العصور من تعددية فكرية وثقافية ودينية تعددية تؤمن بالله والإنسان والوطن.
مضيفاً: إن الفكر اللاهوتي هو بجزء منه كالفكر بالكتابة والنحت والموسيقى ولذلك نحن نتوق إلى أن تكون هذه الكلية مصنعاً لفكر لاهوتي مشرقي متميز ومعاصر معاً، فكر لاهوتي متفاعل مع بيئته، فالدروس ليست فقط للاطلاع والحفظ ونيل الشهادات، بل لاستنباط أفكار لأيامنا ومن أجل أن نرى كيف نستطيع أن نعيش إيماننا الآن وهنا.