الجربا لا يرى فائدة من التعامل مع دي ميستورا.. و«الجماعة» لاتتجاوب مع الخوجا…خلافات داخل الائتلاف بشأن مقاطعة مشاورات جنيف.. و31 مجموعة مسلحة ترفضها
القاهرة – رولى الهباهبة – دمشق – الوطن
بينما كانت المشاورات حول سورية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا تتواصل في المدينة السويسرية جنيف، كانت الخلافات داخل الائتلاف المعارض حول مقاطعتها تتصاعد، بالترافق مع إعلان كبرى المجموعات المسلحة مقاطعتها للمشاورات.
وأشارت مصادر من داخل الائتلاف، وفقاً لمواقع معارضة، إلى أن رئيس الائتلاف خالد الخوجة غير راض عن قرار الهيئة العامة للائتلاف مقاطعة اللقاءات التشاورية بجنيف. ولفتت إلى أن الخوجة يعتزم عقد لقاءات ثنائية مع ممثلي المكونات الرئيسية ضمن الائتلاف، في محاولة منه لثني الهيئة العامة عن قرار المقاطعة. وعلق دي ميستورا على قرار الائتلاف بالمقاطعة، قائلاً: إنه «أخذ علماً بالقرارات التي اتخذها الائتلاف، وهو يتطلع إلى وصول مبعوث المعارضة إلى جنيف»، وأعرب عن رغبته الحقيقية في الاطلاع على وجهة نظر «الائتلاف»، مضيفاً: «هذا هو الغرض الأساسي من هذه المشاورات».
إلا أن جماعة الإخوان لا يبدو أنها ستتجاوب مع الخوجة. واعتبر نائب المراقب العام للجماعة نائب رئيس الائتلاف فاروق طيفور أن قرار الهيئة العامة «نافذ»، وأكد أن «رئيس الائتلاف (الخوجة) ليس إلا عضواً في الهيئة، له حق التصويت وإبداء الرأي، إلا أن القرار الأخير يعود للهيئة العامة»، في تصريح يوحي بأن الخوجة صوت ضد قرار المقاطعة.
وأشار طيفور إلى أن رئيس الهيئة القانونية في الائتلاف هيثم المالح ودي ميستورا، سيلتقيان اليوم الخميس، لتسليم الأخير رسالة الائتلاف، حول سبل الحل في سورية.
في القاهرة أكد الرئيس الأسبق للائتلاف أحمد الجربا أن الائتلاف لم ولن يشارك في مشاورات جنيف، وكشف أن الائتلاف لايرى أن هناك حاجة لعقد «جنيف3» ولا فائدة من التعامل مع دي ميستورا بهذه الطريقة التي يعمل بها.
وفي تدخل في عمل المبعوث الأممي وتحديد من يجب أن يقابل، اعتبر الجربا أنه «من المقبول أن يجتمع دي ميستورا مع الائتلاف أو هيئة التنسيق الوطنية، أما أن يلتقي مع عدد كبير من الشخصيات، وبعضهم لا نعتبره معارضة، فهذا شيء نتحفظ عليه».
تصريحات الجربا جاءت عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مقر الجامعة. وأكد الجربا أهمية مؤتمر المعارضة السورية المقترح عقده في الرياض، معتبراً أنه سيكون مفصلياً وهاماً في تاريخ سورية.
وأوضح الجربا المقرب من الدوائر السعودية، أن المعارضين السوريين سوف يجتمعون في الرياض وبحضور الجامعة العربية وحضور عربي وإقليمي مهم، ليتفقوا على «ورقة للحل وخارطة طريق تكون هي الورقة الوحيدة للحل في سورية». ورداً على سؤال بشأن مؤتمر القاهرة الثاني للمعارضة السورية، قال الجربا: إن المؤتمر لايزال قائماً، وكشف عن وجود تنسيق بين القاهرة والرياض للتشاور بشأن المؤتمر، معتبراً أن عقد مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية ثم مؤتمر الرياض «شيء جيد».
وأوضح الجربا أن محادثاته مع العربي تناولت مجمل الأمور في سورية وخاصة الوضع العسكري على الأرض، مدعياً أن ميزان القوى تغير لصالح «الثوار». وقال: «هناك محادثات سياسية في جنيف، ونرى أن تغير ميزان القوى على الأرض لصالح الثوار يشجع على أن يكون هناك حل سياسي يهدف إلى نهاية هذه الأزمة السورية القاتلة، من دون وجود (الرئيس) بشار الأسد وعائلته». وكان دي ميستورا قد أعلن في وقت سابق، أن مشاورات جنيف التي بدأت في الرابع من أيار الجاري، تضم 40 طرفاً من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلاً عن وفد الحكومة السورية، و20 لاعباً دولياً من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار.
إلا أن 31 مجموعة مسلحة أعلنت رفضها تلبية دعوة دي ميستورا للمشاركة في مشاورات «جنيف».
وعزت هذه المجموعات في بيان موحد لها، نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي الرفض إلى «تخلي» المبعوث الأممي عن «صفة الحياد والوساطة، ووقوفه إلى جانب طرف دون الطرف الآخر» في إشارة للحكومة السورية.
ومن الفصائل الموقعة على البيان: (جيش الإسلام – الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام – حركة أحرار الشام – كتائب ثوار الشام – تجمع فاستقم – جبهة الأصالة والتنمية – فيلق الشام – ألوية الفرقان -لواء التوحيد – فيلق الرحمن – الفرقة 101 – الفرقة الأولى الساحلية – جيش الفاتحين – لواء المصطفى – فيلق حمص – كتائب نور الدين الزنكي – جيش اليرموك – الفيلق الأول).
واعتبر البيان أن مشاركة تلك المجموعات المسلحة في مشاورات جنيف «لن يكون خطوة بنّاءة في بلورة حلّ حقيقي للوضع في سورية»، وأخذ على دي ميستورا افتقار دعوته إلى «أي أسس أو وسائل واضحة للوصول إلى مخرجات حقيقية، خصوصاً أنها تستند بوضوح إلى بيان جنيف، الذي لم يُشر بوضوح إلى رحيل (الرئيس بشار) الأسد ونظامه بكافة رموزه وركائزه عن السلطة».
كما انتقدت المجموعات المسلحة في بيانها «التحجيم المتعمد للفصائل الثورية وقوى الحراك الثوري، في مقابل دعوة النظام وممثليه وأطراف محسوبة عليه إلى هذه المشاورات».