سورية

«مسد» إلى موسكو قبل زيارة الوفد التقني الروسي إلى أنقرة … مخاوف من إلحاق عين العرب بركب عفرين على يد الاحتلال التركي

| حلب: خالد زنكلو - وكالات

يتخوف أهالي مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي من مطامع النظام التركي في منطقتهم، في ظل رفض «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن دخول الجيش العربي السوري إليها لحمايتها من الغزو التركي المحتمل نظراً لموقعها الجغرافي بالغ الحساسية، وذلك على غرار عفرين التي احتلها نظام رجب طيب أردوغان ربيع ٢٠١٨.

وعلمت «الوطن» من مصدر مطلع، أن وفد «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسية لـ«قسد» برئاسة الرئيسة المشتركة لـ«المجلس» إلهام أحمد سيصل إلى موسكو اليوم أو غداً الثلاثاء للقاء مسؤولين روس في مقدمتهم وزير الخارجية سيرغي لافروف لإجراء مباحثات تتناول مستجدات الوضع الميداني شرق وغرب الفرات، ومن بينها المقترح الروسي بدخول ٣ آلاف من جنود وضباط الجيش العربي السوري إلى عين العرب لحمايتها من خطر الغزو التركي الذي لا يزال قائماً وداهماً، والذي سبق أن اقترحته موسكو ورفضته أحمد في تصريح لها خلال الندوة الحوارية التي نظمتها «مسد» في مدينة الرقة في ١٦ الشهر الجاري.

وأفاد المصدر، بأن «مسد» ومن خلفها «قسد» تستهدف من زيارة العاصمة الروسية استباق زيارة الوفد العسكري التقني من وزارة الدفاع الروسية إلى أنقرة للقاء نظرائهم في النظام التركي والتباحث في الأمور العسكرية الخاصة بمناطق شمال شرق وشمال غرب سورية، بناء على مخرجات لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان بموسكو نهاية الشهر الماضي. ولفت إلى أن وفد «مسد» أرجأ زيارته إلى العاصمة الروسية، والتي كانت مقررة في ١٠ الشهر الجاري حسبما كشفت «الوطن» حينها، بناء على نصائح صاحبة القرار واشنطن وللقاء المبعوث الأميركي الخاص إلى مناطق شمال شرق سورية إيثان غولديريتش.

وبين، أن المقترح الروسي بانتشار الجيش العربي السوري في عين العرب، جاء على خلفية ورود أنباء عن حشود عسكرية كبيرة لجيش الاحتلال التركي وميليشياه المسماة «الجيش الوطني» على تخوم المنطقة الحدودية ومن جهة جرابلس المتاخمة لها لغزو المنطقة وإلحاقها بركب عفرين التي رفضت «قسد» دخول الجيش العربي السوري إليها بزعم أن تحصيناتها منيعة وبوجود «فيتو» أميركي رافض لاحتلالها، لكن ذلك لم يجد نفعاً، وهو مغزى المخاوف من تكرار السيناريو ذاته في عين العرب راهناً.

متابعون للوضع شمال وشمال شرق سورية، أوضحوا لـ«الوطن»، أن عين العرب، التي تعد من أهم مراكز ثقل «قسد»، ذات أهمية خاصة للنظام التركي ضمن ما يسميه «المنطقة الآمنة» الحدودية والتي لا جدوى عسكرية منها من دون السيطرة على عين العرب على اعتبار أنها تصل مناطق الاحتلال التركي التي يسميها «غصن الزيتون» و«درع الفرات» شمال وشمال شرق حلب بالمنطقة التي يطلق عليها اسم «نبع السلام» شرق نهر الفرات، عدا أهميتها المائية لأنها مصدر مياه الشرب من الفرات لـ«الآمنة».

وأكد المتابعون، أن النظام التركي لن يفرط بعين العرب، وهو أدرج مد نفوذه إليها ضمن المرحلة الثانية التي أعد لها العدة جيداً حالياً من عملية «نبع السلام»، التي نفذ مرحلتها الأولى في تشرين الأول ٢٠١٩ وهيمن خلالها على رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، وذلك لوصل المناطق التي يحتلها ببعضها بعضاً وإبعاد الميليشيات الكردية عن أهم المناطق الحدودية المقلقة له.

ونوهوا بأن تدخل الجيش العربي السوري أبعد عين العرب عن عاصفة «غصن الزيتون» ومنطقتها «الآمنة» بانتشاره في ريفها المتاخم لتركيا، ما درء غزو جيش الاحتلال التركي لها، وعمد أيضاً إلى تعزيز جبهاته على مرحلتين خلال الشهر الأخير إثر التهديدات التي أطلقها أردوغان وساسته بشن عدوان نحو مناطق محددة شمال وشرق الفرات، على حين لعبت روسيا دوراً بارزاً بالتهدئة سواء بتسيير دوريات عسكرية مشتركة مع النظام التركي في عين العرب بلغ عددها ٧٢ دورية قبل التهديدات وعبر تعزيز تواجد الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة، الخاضعة لنفوذ موسكو، عقب وعيد النظام التركي باحتلالها.

من جهة ثانية، ذكرت مصادر محلية، أن الفصائل الشعبية في الحسكة استهدفت سيارة دفع رباعي تقل عدداً من مسلحي «قسد» على الطريق الواصل بين قريتي أبو مناصب والركابية التابعة لناحية اليعربية بريف الحسكة وذلك بعد مداهمتها عدة منازل في قرية الركابية، حسبما ذكرت وكالة «سانا».

وبينت المصادر أن الهجوم أدى إلى احتراق السيارة وإصابة عدد من مسلحي الميليشيات التي فرضت طوقاً أمنياً حول منطقة الاستهداف.

وفي ريف دير الزور الشرقي أشارت مصادر محلية إلى أن مجموعة من الفصائل الشعبية استهدفت بالأسلحة الرشاشة أحد الحواجز التابعة لـ«قسد» في بلدة سويدان ما أدى إلى مقتل أحد مسلحي الميليشيات على الفور.

وفي سياق آخر توفّى اثنان من عمّال حفر الأنفاق التابعين لـ«قسد» نتيجة انهيار نفق كانوا يعملون بداخله في الطرف الشمالي من مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي الشرقي، حسبما نقل موقع «اثر برس»، عن مصادر خاصة ذكرت أن عدداً من الإصابات سُجّلت في ذات الحادثة ونُقلوا إلى مشفى المالكية الوطني، مشيرة إلى أن بعضَهم في حالة حرجة نتيجة تعرّضهم لكسور في مناطق أعلى الجسم، وحالات اختناق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن