نصحني أصدقاء بعدم الاقتراب من الزيت كي لا أزحط، وأزحط كلمة فصيحة بمعنى أتكعبل، وأنا هنا أقصد ألا «أتزحلق» فالزيت بشقيه النباتي والبلدي- صار عملة نادرة لا تجدها في أي وقت، فأسعاره تحرق الجيوب وتقضي على الراتب!
أمام هذه النصيحة تأكدوا أنني لن أتحدث عن الزيت كي لا أزحط وأتكعبل، فعيب أن أتكعبل وأنا في هذا العمر، ثم لو تكعبلت وأصبت بكسور لا سمح الله، فسألتزم البيت لأشهر كثيرة لأن الكسور لا تلتئم بسرعة لمن هم في مثل سني!.
وفي العادة إذا كان شخص ما مسرعاً وخاصة إذا كان يقود دراجة هوائية فهو يصرخ بأعلى صوته: «أوعا الزيت»، أي انتبهوا فسعادته يسير مسرعاً لأنه في عجلة من أمره كي يوصل المونة لأمونة! وأمونة حرم السيد سين!.
المهم بعد نصيحة الزيت جاءت نصيحة السكر لأن الذي يقترب منه، أو يكثر في تناوله، يصاب بمرض السكري، ونجاكم اللـه من هذا المرض الذي يؤدي في أعلى درجاته إلى العمى وحتى الموت.
والنصيحة الثالثة كانت حول المحروقات، «يحرقوا دمها»، فقد أشعلت أسعارها النار في هشيمنا وأعصابنا، وأظن المقصود بذلك المدعو مازوت الذي يحصل عليه المواطن بالقطارة، ورحم اللـه أغنية محمد جمال التي يقول مطلعها: بالقطارة عم تسقيني بالقطارة، طبعاً هناك الغاز المنزلي الذي صار يزور البيوت كل مئة يوم، حتى السيد الوزير يقسم إن هذا النوع من المحروقات يزوره كل مئة يوم، والأكيد أن سيادته صادق فيما قاله، لأن الوزراء لا يكذبون، أو هكذا نظن، وبعض الظن إثم!.
أما البنزين فهو للأكابر الذين يملكون سيارات متنوعة، وفيما يخص سيارات الأجرة فهي تحصل على مخصصاتها من محطات الوقود ومعظم السائقين يبيعون هذه المخصصات في السوق السوداء، التي تشبه هذه الأيام.
وللعلم فإن رسالة البنزين تأتي كل ثمانية أو تسعة أيام وليس كما يدعون كل أسبوع، وتتأخر أكثر من ذلك أحياناً للضرورة الوطنية القصوى.
ومن النصائح المحترمة التي وصلتني الابتعاد عن الانتقاد وأترك الخبز لخبازه وهموم البلاد والعباد على رب العباد وأصحاب القرارات والسياسات الرائعة التي تأخذ مصلحة المواطن في الاعتبار و.. هكذا تقول الأخبار، والأخبار لا تكذب مثلها في ذلك مثل أعضاء الحكومة الموقرين.
ومن المعروف أن المثل يقول: إن النصيحة بجمل، ومع أنني مواطن مطيع، أشتري ولا أبيع، فقررت الصمت والسكون، وأسأل فقط عن حصتي من الجمل، وخذوا أنتم الجمل بما حمل، لأنني أرى ضياع الأمل وقلة العمل وكثرة الملل!.