رياضة

الدوري الكروي الممتاز.. صور سوداء ومشاهد ضبابية … الكبار في محطات ساخنة ولغة التعويض في المباريات حاضرة

| ناصر النجار

تستأنف مباريات الدوري الممتاز اليوم من بوابة الأسبوع السادس ثم يتوقف الدوري مرة أخرى بانتظار نهاية مشاركة منتخبنا الوطني ببطولة كأس العرب التي ستستضيفها قطر بدءاً من 30 الجاري ويلعب فيها منتخبنا في الدور الأول مع الإمارات ثم تونس وآخرها موريتانيا.

ويغيب في هذه المرحلة من لاعبي الدوري الممتاز مع المنتخب الوطني سبعة لاعبين فقط، وهم: إبراهيم عالمة (جبلة) طه موسى باشا- ضياء الحق محمد (الوحدة)- خالد حجي عثمان- محمد ريحانية (الاتحاد)، سعد أحمد (الوثبة)، كامل حميشة (تشرين).

وهذا الغياب كما يراه مراقبون غير مبرر لتوقيف الدوري، وكانت الاتحادات السابقة لا توقف الدوري لغياب لاعب أو اثنين، والفريق الذي له في المنتخب أكثر من لاعبين، ثلاثة فما فوق كانت مبارياته تؤجل، ومن هنا نجد أن توقيف الدوري في الشهرين السابقين غير مبرر، وكان يمكن تأجيل مباريات فريق أو اثنين على الأكثر حرصاً على تطبيق العدالة.

وهذا الأمر معمول به في الكثير من الدوريات التي تتوقف رسمياً في أيام الفيفا ولكن نجد أن كرتنا خارجة عن هذا الموضوع فالتأجيل مستمر لأي داع ولأي مباراة ودية أو رسمية للمنتخب الأول وللمنتخب الأولمبي وصحيح أن الاهتمام بالمنتخبات يجب أن يكون له الأولوية، لكن الاهتمام بالدوري له أولوية مماثلة فهو القاعدة التي تنطلق منها المنتخبات، وكما نرى فإن الدوريات العربية لا تسمح للاعبينا بالالتحاق مع المنتخب إلا في أيام الفيفا حرصاً على نشاطها المحلي، بينما نحن ليس لدينا القدرة على ضبط مسابقاتنا من أجل عدد من اللاعبين، وخير مثال بطولة كأس العرب، فالعديد من الأندية رفضت تزويد منتخبنا باللاعبين وفي مقدمتهم عمر خريبين وعمرو ميداني بحجة أن البطولة خارج أيام الفيفا ولا شيء يلزمها بإرسال لاعبيها: وعلمنا أن أندية أخرى بطريقها لمنع لاعبيها.

وهذا الأمر فرض على اللجنة المؤقتة رفع العقوبة عن محمد عثمان بعد إقرارها بـ48 ساعة لعدم وجود لاعبين يسدون الفراغ، واللائحة التي أصدرتها اللجنة المؤقتة هي المتاح من اللاعبين، وليس كما أشيع أنهم من اختيار المدرب الروماني تيتا، لأن الحقيقة أن المدرب الجديد غير مطلع بالتفاصيل على كرتنا ولاعبينا وهو مبتعد تماماً في موطنه ولا يدرب أي ناد في السنوات الأخيرة بعد فشله المتواصل مع الأندية العربية التي دربها ولم يحقق لها المطلوب.

وأمام هذا المشهد الضبابي فإننا سنشهد موسماً مضطرباً كروياً، قد يتم ضغط مبارياته وبكل الأحوال سيتأخر عن موعد نهايته شئنا أم أبينا، لنعود إلى قصة قدسية روزنامة المسابقات، وعدم تمكن اتحاداتنا المتعاقبة من ضبطها مع العلم أنها صارت من أساسيات العمل في كل الاتحادات الكروية وللعلم فإن الناس تضبط ساعاتهم وتواريخهم على موعد مباريات الدوري الأوروبي.

اللجنة المؤقتة فعلت خيراً بإدراجها مباريات الدور الثالث من كأس الجمهورية بدءاً من السبت القادم وحتى الثلاثاء حيث ستقام مبارياته وعددها 16 بمشاركة فرق الدرجة الممتازة.

مشهد ضبابي

مباريات الأسبوع الخامس حفلت ببعض المشاهد السوداء التي كنا نتمنى ألا نراها، والصورة القاتمة المهمة التي علينا مراعاتها والتدقيق بها هي موضوع الإصابات وطريقة الإسعاف، فالإصابات تعددت في المباريات ولاحظنا أن نصف التبديلات حدثت بسبب الإصابة، فكانت تبديلات اضطرارية وكان هذا واضحاً وجلياً بلقاء الكرامة مع حطين، وجبلة مع عفرين، وغيرهما من المباريات وإن كانت الإصابات فيها أقل سوءاً وتأثيراً.

الإصابة الأبرز تعرض لها هداف الكرامة أحمد العمير الذي تعرض للإغماء، ثم فقدان الذاكرة لساعات، وبعدها نجاه الله من أذية غير محمودة العواقب، الملاحظة المهمة في هذه الإصابة تمثلت بكيفية تصرف الطاقم الطبي، والصور الموزعة أثبتت أن طريقة نقله إلى سيارة الإسعاف كانت خاطئة ومن الممكن أن تزيد من خطورة الإصابة، ما يدل على جهل القائمين على الطب الرياضي والإسعافي في أنديتنا، وهذا يجعلنا نلفت النظر إلى ضرورة وجود طبيب إسعاف في كل مباراة، فقد نخسر حياة لاعب في مباراة، وقد يخسر اللاعب كرة القدم من أجل إصابة قد تتفاقم إن لم يكن هناك أخصائي يتصرف بعلم وخبرة وخصوصاً في عملية نقل المصاب وطريقة الإسعاف الأولي وهي أهم من خطورة الإصابة.

على العموم هذه الإصابات يتحملها توقف الدوري والاستعداد السيئ للفرق، فالجاهزية البدنية على سبيل المثال كانت في أسوأ حالاتها، فلم تتمكن بعض الفرق من استكمال المباراة بالعزيمة نفسها في الثلث الأخير بعد أن خارت قواها، وقد يكون ذلك أحد أسباب تعادل جبلة مع عفرين بعد أن تقدم جبلة بهدفين، كما شاهدنا الكثير من اللاعبين وقد عانوا من الشد العضلي.

هذه الصورة السوداء تجعلنا نرفع العديد من إشارات الاستفهام حول طريقة إعداد الفرق وتهيئة اللاعبين بدنياً على الأقل لاستقبال المباريات التنافسية، وصدق أحد الأخصائيين في الإعداد البدني الذي قال: لا يوجد لدينا أي معد بدني مختص في الأندية، لأن الإعداد البدني علم قائم بذاته وليس (شوربة)!

المستوى الفني

قضية الجاهزية الفنية كانت متلازمة للجاهزية البدنية بالسوء، فلم نجد المستوى الفني لجميع الفرق في تصاعد، حتى التي حققت الفوز كانت أقل سوءاً من الخاسر، وهذا أيضاً سبب رئيس لتوقف الدوري، لأن هذا التوقف أبطل خطط المدربين، وباتت فترات التوقيف المتكررة تعوق أي خطة، فكل توقف بحاجة إلى عمل مستقل، وإذا نجح هذا العمل بهذه الفترة فإن الملل سيسود الفرق واللاعبين والمدرب بآن معاً، والخطط المفترضة في هذه الحالة غير موجودة في عالم كرة القدم الذي اعتاد على الاستمرارية، ولم يعتد أي دوري في العالم كله على مثل هذه التوقفات ليضع لنا جهابذة التدريب خططاً مناسبة لمثل هذه الحالة الفريدة.

المستوى الفني السيئ الذي قدمته الفرق في المرحلة السابقة تساوى فيه الغني مع الفقير، والعريق مع الجديد، فلم نجد الفوارق بين من دفع مئات الملايين على فريقه وبين من اقتصد لضيق الحال.

ومثالنا الحاضر حطين الذي استطاع بعفوية شبابه وحماستهم الفوز على الكرامة، وهذا النموذج يجب أن يعمم من باب دعم الدماء الشابة والاتجاه نحو أبناء النادي، وكم كنت أتمنى رؤية بعض اللاعبين الشباب الموهوبين في الأسبوع المنصرم، وخصوصاً أن دوري الشباب معطل.

الدوري الكروي بكل درجاته بحاجة إلى تجديد دمه بدماء شابة، ونحن نستغرب جداً ما قامت به إدارة نادي الاتحاد بإجراء تعاقدات كثيرة وجاءت بأكثر من عشرة لاعبين من كل حدب وصوب ولديها كنز من اللاعبين من المواهب الشابة.

خطة إدارة نادي الاتحاد فشلت بدليل أنها لم تحقق الفوز في خمس مباريات لعبها فريقها والمشكلة أن ثلاث مباريات من أصل خمس لعبها الفريق كانت مصنفة مع فرق المؤخرة التي ستحارب للهروب من الهبوط، ويعتقد المراقبون أن إدارة الاتحاد لو اعتمدت على لاعبي ناديها وشبابها لما حققت نتائج أسوأ مما حققته هذا الموسم وعلى العكس كانت كسبت لاعبين شباناً لمواسم قادمة.

وضرورة رفد الأندية والدوري الممتاز بالشبان نجدها واضحة في نادي الوحدة العريق، فالظاهر أن الفريق أهمل قواعده واعتمد على اللاعبين الجاهزين، لكن المشكلة أن كل اللاعبين الذين تعاقد النادي معهم من أصحاب الخبرة المخضرمين الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر وأكثر من نصفهم يحمل إصابة مزمنة قد لا تجعله جاهزاً.

الوحدة يدفع اليوم ضريبة إهمال قواعده باهظة الثمن، فشبابه عانوا الموسم الماضي من خطر الهبوط، وهذا الموسم سيعانون أيضاً، وبقية الفرق حسب مشاركتها ببطولات دمشق ليست بأفضل، لذلك لابد من العودة إلى القواعد ليستعيد النادي ألقه ويستغني عن عقود لا طائل منها إلا هدر مال النادي.

ضرورة الاعتماد على الدماء الشابة فرضتها مباريات الأسبوع الماضي حيث وجدنا أن أكثر من نصف أهداف المرحلة البالغة 14 هدفاً سجلها لاعبون مخضرمون ممن تجاوز عمرهم الثلاثين، بينما لم نجد اللاعبين الشبان قد سجلوا أكثر من ثلاثة أهداف وهم لاعب النواعير سعد قطرميز ولاعب تشرين أحمد الدالي ولاعب حطين محمد زين خديجة.

مواقف محرجة

أغلب مباريات اليوم تقام تحت عنوان (المواقف المحرجة) فمن فاز الأسبوع الماضي مطالب هذا الأسبوع باستمرار انتصاره وخصوصاً المتمتعين بمراكز القمة، والمتربصين بهم، أو المهددين بمواقعهم المتأخرة.

تشرين المتصدر يواجه عفرين في حلب، نظرياً من المفترض أن يحسم البحارة المباراة وخصوصاً أن مستضيفه يقبع بالمركز الأخير دون أي انتصار، وعلينا ألا نُغفل الدفعة المعنوية التي نالها الفريق بتعادله مع جبلة فقد تجعله يبحث عن تعادل آخر.

الوحدة الوصيف يلعب مع الفتوة على ملعب تشرين بدمشق، المباراة متناقضة بين الوحدة الذي يريد العودة إلى الصدارة والفتوة الذي يبحث عن فوز آخر، المباراة تشبه مباريات الديربي وهي صعبة على الفريقين وإن كانت فرصة الوحدة للفوز أكبر.

جبلة الثالث على أرضه مرة أخرى يستقبل الكرامة، كلا الفريقين خرج من موقعة الأسبوع الماضي بخيبة أمل، لذلك سيكون اللقاء تصحيحاً لمسار الفريقين الطامحين بالصدارة أو بالبقاء قربها، قد يعاني جبلة من نقص صفوفه وهذا حتماً سيصب في ميزان الكرامة مع التأكيد أن التعادل ليس خياراً جيداً للفريقين.

الوثبة الرابع يشعر بمرارة الخسارة أمام تشرين لأنها جاءت في آخر دقائق المباراة بوقتها الضائع، الوثبة أحد الفرسان المرشحين هذا الموسم لنيل اللقب، ويجد فرصته على ملعبه في حمص وافرة لتحقيق الفوز على الاتحاد غير المتوازن، التوقعات كلها تصب في مصلحة الوثبة وموقف الاتحاد محرج للغاية.

الجيش الخامس بفارق الأهداف والطامح أيضاً للصدارة يحل ضيفاً على حطين العائد من غنيمة محرزة من الكرامة، هذا الفوز الكبير سيساهم بلا شك بتحفيز شبان حطين لتقديم أفضل ما لديهم، الفوز في المباراة بحاجة إلى جهد كبير وإصرار أكبر لتحقيقه.

النواعير يستقبل الشرطة بمباراة النقاط المضاعفة كلا الفريقين تعرض للخسارة الأسبوع الماضي وهما يبحثان عن التعويض.

النواعير لم يخسر على أرضه وهذه نقطة يجدر الإشارة إليها، كل أمنيات الشرطة تتلخص بنيل نقطة التعادل في هذه الرحلة.

آخر المباريات مسرحها الجلاء وفيها يستضيف حرجلة الطليعة، حرجلة هذا الموسم أفضل من سابقه لكنه يحتاج إلى نبذ الأخطاء الدفاعية القاتلة، أضاع في حلب فرصة الفوز بالتعادل وهو يهم لتصحيح المسار أمام منتش بفوز ثمين على الوحدة، كل التوقعات تصح لهذه المباراة، أخيراً جميع المباريات تقام في الثانية ظهراً باستثناء مباراة حطين مع الجيش ستقام في الخامسة مساء على مسؤولية الفريق المستضيف.

من الماضي

آخر لقاءين جمعا تشرين مع عفرين بالدوري موسم 2009- 2010، وفيهما فاز تشرين ذهاباً 2/1، سجل لتشرين عبد الرحمن عكاري وايفيه ولعفرين جاسم نويجي، وإياباً 4/2 سجل لتشرين: محمود خدوج وايفيه، وعبد الرحمن عكاري، وبلال مكاوي وسجل لعفرين رامي حميدة والمغربي يوسف حنتوش.

في الموسم قبل الماضي تبادل النواعير والشرطة الفوز ففاز النواعير في الذهاب 2/صفر وسجل له زاهر خليل من جزاء وعبد الهادي دالي وأضاع محمد قلفاط ركلة جزاء، وفاز الشرطة في الإياب 3/2 سجل للشرطة، محمد كامل كواية ومحمد البري، وحاتم نابلسي وسجل للنواعير زاهر خليل من جزاء وسعد الله قطرميز.

الطليعة فاز على حرجلة بذهاب الموسم الماضي بهدفي أحمد العمير وخالد مبيض، وتعادلا في الإياب بهدف أحمد العمير مقابل هدف ياسين سامية لحرجلة.

الوثبة والاتحاد تبادلا الفوز في الموسم الماضي ففاز الوثبة ذهاباً 2/1، سجل للوثبة سعد أحمد ورامي عامر وللاتحاد طالب عبد الواحد، وفاز الاتحاد في الإياب بهدف أحمد الأحمد.

لقاء الموسم الماضي بين الوحدة والفتوة كان من نصيب الوحدة في الذهاب 4/1 وسيطر التعادل السلبي على الإياب، أهداف الذهاب سجلها عدي جفال ومازن العيس وعبد الرحمن بركات ومدافع الفتوة الليث علي بأقدام صديقة، بينما سجل هدف الفتوة الوحيد أسعد الخضر من جزاء.

بهدف وحيد انتهى لقاء الجيش مع حطين في الموسم الماضي، هدف الذهاب كان من نصيب حطين وسجله مرديك مردكيان، وهدف الإياب للجيش سجله مؤمن ناجي وشهدت مباراة الذهاب طرد لاعب الجيش خطاب مشلب.

مباراة الذهاب بين جبلة والكرامة انتهت إلى التعادل السلبي، بينما تقاسم الفريقان أهداف مباراة الإياب الستة فسجل لجبلة محمود البحر (هاتريك) منها هدفان من ركلة جزاء والثانية أدرك فيها التعادل القاتل د 94.

وسجل للكرامة شادي الحموي هدفين وميلاد حمد الهدف الثالث.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن