بيلاروس أكدت تهرب «الأوروبي» من حل مشكلة اللاجئين والأخير أعلن بدء المفاوضات … بيسكوف: الغرب يقوم بحملة لتصوير روسيا كتهديد للتسوية
| وكالات
تتفاعل قضية اللاجئين على الحدود البيلاروسية البولندية، ليس بخصوص تقديم المساعدات للاجئين أو إنهاء قضيتهم، بل لجهة تقاذف المسؤوليات والتهم، وتحويلها من قبل البعض «الأوروبي» إلى ورقة سياسية وحرب إعلامية ضد كل من بيلاروس وروسيا، لتصويرهما على أنهما جهتان مهددتان لتسوية الأزمة.
قناة «روسيا اليوم» نقلت عن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، أمس، قوله إن الاتحاد الأوروبي ما زال يمتنع عن إجراء اتصالات بشأن مشكلة اللاجئين.
وذكر لوكاشينكو أنه ينتظر رد الاتحاد الأوروبي على سؤال حول 2000 لاجئ لدى بلاده، مشيراً إلى أنه طلب من الاتحاد الأوروبي، وبالذات من ألمانيا أن يأخذوهم، مبيناً أن المستشارة أنجيلا ميركل وعدته بأنه سيتم النظر في هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الأوروبي، لكن «الاتحاد» لم يقم بذلك حتى الآن، وانه رغم وعوده بتحديد شخصيات للاتصالات، لم تتم هذه الاتصالات، مضيفاً: إن وزير خارجية بيلاروس فلاديمير ماكي حاول الاتصال بهم للعمل، لكنهم تهربوا بذرائع مختلفة.
وشدد على أن بلاده لا تريد أي مواجهات على الحدود مع بولندا، وحذرها من عواقب التهديد بإغلاق الحدود، قائلاً: «ليغلقوها إذا كان الأمر يلائمهم، كيف سيتواصلون مع روسيا والصين وبشكل عام مع الشرق».
في أثناء ذلك واصلت بيلاروس تقديم المساعدات الإنسانية لمئات المهاجرين الموجودين في مركز الإيواء المؤقت الذي أقامته لهم قرب الحدود مع بولندا.
في السياق قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن روسيا تسجل حملة إعلامية تنطلق من دول غربية، بهدف تقديم موسكو كتهديد لعملية التسوية في أوكرانيا.
وأضاف: «نرى وجود حملة إعلامية تستهدفنا، ويتم استخدام وكالة أنباء «بلومبرغ» كبوق لبث التضليل، ونحن نسجل كذلك أن بعض الصحف الأميركية تشارك في ذلك، ويهدف تأجيج التوتر هذا إلى تقديم روسيا كجهة تهدد عملية التسوية».
وذكرت «بلومبرغ» في وقت سابق نقلاً عن عدة مصادر، أن ممثلي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواصلوا مع زملائهم الأوروبيين، وأعربوا خلال ذلك عن مخاوفهم بشأن استعداد روسيا المحتمل لغزو أوكرانيا.
ونوهت الوكالة إلى أن التقييم الأميركي لخطط روسيا يستند إلى معلومات سرية تحتفظ بها الولايات المتحدة فقط.
من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال منتدى الخبرة الإعلامية الروسي البيلاروسي، إن ما يحدث على حدود بيلاروس هو مثال لحرب إعلامية، لأنه لا يتم نشر إحصاءات تدفقات الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل علني وكامل.
وأضافت زاخاروفا: «ما نراه الآن على الحدود البولندية البيلاروسية، هو نموذج ومثال توضيحي للحرب الإعلامية، يزعمون بأن ثلاثة آلاف عراقي باتوا يشكلون تهديداً شاملاً لوجود الاتحاد الأوروبي».
وبينت زاخاروفا أن السلطات البيلاروسية كانت وعلى مدار ستة أشهر تدعو المجتمع الدولي إلى بدء اتصالات بهدف منع تطور الأحداث وفقاً للسيناريو السيئ وتعرب عن استعدادها لتقاسم معلومات وتنتظر ردوداً من الشركاء الغربيين على مقترحها، لكن هؤلاء تجاهلوها بل رفضوا الدخول في أي اتصال معها من عدمه، لافتاً إلى أنه وفي ظل هذه الحقيقة يبدو الوضع واضحاً تماماً ومن الواضح من هو المسؤول.
وأكدت زاخاروفا أن سبب الاتهامات الغربية الموجهة إلى موسكو على خلفية أزمة المهاجرين هو تأكيد موسكو على وجود علاقة بين تدفقات المهاجرين وتبعات تدخلات عسكرية غربية ضد دول سيادية، ومنها حملتان غربيتان في ليبيا والعراق، إضافة إلى الدعم المقدم من الغرب في سورية لتنظيمات مصنفة غربياً بـ«المعتدلة».
من جهته قال المتحدث باسم حكومة بولندا بيتر مولر، إن رئيس وزراء بلاده ماتيوش مورافيتسكي، دعا لاجتماع مجموعة فيشغراد التي تضم هنغاريا وبولندا وسلوفاكيا والتشيك، لبحث الوضع على الحدود مع بيلاروس.
بدوره قال المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي للأمن والسياسة الخارجية بيتر ستانو، في بيان: إن المفوضية بدأت مفاوضات فنية مع بيلاروس.
وقال ستانو: «أقمنا اتصالات مع بيلاروس، وقد أجرى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالفعل محادثات مرتين في الأيام الأخيرة مع وزير خارجية بيلاروس فلاديمير ماكي، والمشاورات جارية على مستويات أخرى».
وشدد على أن الغرض الوحيد منها، هو تسهيل العودة الآمنة لمن تقطعت بهم السبل في بيلاروس.
على خط مواز أوضح ممثل مكتب الصحة العالمية في مينسك أوليغ دوبوفيك، أن المنظمة نقلت أول مساعدة إنسانية إلى مركز «بروزغي» على الحدود البيلاروسية-البولندية، حيث تم إيواء المهاجرين.
وذكر دوبوفيك أن الدفعة تتضمن مواد للنظافة الشخصية والصحة العامة منها: مواد معقمة لليدين وكمامات واقية للوجه، وصابون سائل ومعجون أسنان، ومناديل رطبة، وورق تواليت، وهي ضرورية ومفيدة بما في ذلك للوقاية من «كوفيد-19»، إضافة إلى توفير الأدوية اللازمة لحالات الطوارئ.