دعت الأطراف الأخرى للحضور إلى فيينا بإرادة جادة ونية طيبة … إيران: هدفنا رفع الحظر وعلى الأميركيين إعطاء ضمانات ملموسة
| وكالات
أكدت إيران، أمس، أنها ستتوجه بفريق كامل إلى اجتماع «4+1» في فيينا بإرادة جادة لرفع الحظر المفروض على الشعب الإيراني، وأنها بحاجة إلى ضمانات ملموسة، مشددة على أنه من الأفضل على الأميركيين حينما يأتون إلى فيينا أن يدركوا بأنه يجب إعطاء هذه الضمانات، داعية الأطراف الأخرى أن تكون المفاوضات جادة، وأن تأتي إلى فيينا بإرادة جادة ونية طيبة للوصول إلى اتفاق عملي وشامل بدلاً من إثارة شبهات إعلامية وحروب نفسية.
ونقلت وكالة «أنباء فارس» عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحفي،: «المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، سوف يصل طهران، وأجندة اللقاء واضحة، ونأمل أن تكون زيارة بناءة»، مؤكداً أن أجندة طهران في فيينا واضحة، ولديها نية جادة للتوصل إلى الاتفاق، وتأمل أن تملك الأطراف الأخرى هذه الإرادة أيضاً.
واضاف: «لقد نصحنا الوكالة دوما بأن تبقى في مسار التعاون الفني وألا تسمح لبعض الدول بأن تحقق أغراضها باسم الوكالة، سنتخذ القرار اللازم في إطار التطورات وعلى أساس الظروف»، مشيراً إلى أن موعد الزيارة كان محدداً من قبل وهنالك قضايا بين إيران والوكالة، ولها جدول أعمال محدد من جانب إيران والوكالة.
وأكد زادة أن الوكالة تعلم جيداً بأن جميع أعمال التخريب والأعمال الإرهابية التي جرت من الكيان الصهيوني في إيران والتي ترافقت مع صمت بعض الدول المدعية قد تركت تأثيراً ملحوظاً على بعض الأبعاد الفنية وأن هذه القضية تمت متابعتها وستتابع في إطارها بين إيران والوكالة.
وشدد زادة على ضرورة أن تكون مفاوضات 4+1 المقرر عقدها في فيينا جادة، مبيناً أن تركيز إيران ينصب على رفع العقوبات الظالمة المفروضة عليها، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خرج من البيت الأبيض، لكن ماكينة تزييف الأخبار في الولايات المتحدة ما زالت تعمل.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن طهران تطالب بضمانات لرفع العقوبات، وأنه يتعين على واشنطن أن تقدم هذه الضمانات، قائلاً: «نحن وكذلك مجموعة «4+1» بحاجة إلى ضمانات ملموسة ومن الأفضل على الأميركيين حينما يأتون إلى فيينا أن يدركوا أنه يجب إعطاء هذه الضمانات».
وأوضح زادة أن ما يجري في فيينا هو التركيز على رفع الحظر المفروض بصورة أحادية وعابرة للحدود الوطنية وظالمة وغير قانونية على إيران.
وبين أن إيران ستتوجه بفريق كامل إلى فيينا بإرادة جادة لرفع الحظر المفروض على الشعب الإيراني، مضيفاً: «نأمل من الأطراف الأخرى أن تأتي أيضاً إلى فيينا بإرادة جادة ونية طيبة للوصول إلى اتفاق عملي وشامل حول رفع الحظر الظالم المفروض على الشعب الإيراني بدلاً من إثارة شبهات إعلامية أو حرب نفسية ربما يستطيعون بزعمهم مع اقتراب مفاوضات فيينا الصيد من خلالها في المياه العكرة».
من جهتها نقلت وكالة «إرنا» عن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية علي باقري كني إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تحافظ على طبيعتها الفنية وألا تخضع لأي ضغوط سياسية.
وأضاف: لا سبب يدعونا للتراجع عن سياستنا النووية ما لم يلتزم الطرف الآخر ولا خيار أمام الولايات المتحدة سوى تقبل الواقع الجديد بشأن الاتفاق النووي، مشدداً على أن تركيز إيران في محادثات فيينا ينصب على رفع العقوبات الجائرة.
وفي السياق اعتبر النائب في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين رئيسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحولت إلى أداة بيد الصهاينة، مشيراً إلى أنه كلما تحركت إيران في طريق المفاوضات مع الغرب سعت الوكالة لعرقلة ذلك على الفور عبر تقديم تقرير غامض وغير حقيقي، حسبما نقلت وكالة «فارس».
وقال رئيسي: إن الحكومة الجديدة اتخذت إستراتيجية جيدة في مجال السياسة الخارجية ولم تربط قضايا البلاد بالمفاوضات.
وأكد أن حقيقة السياسة الخارجية للدول الغربية هي أنها تستغل أي أداة لتحقيق أطماعها، لافتاً إلى أنه وفي الوقت الذي لا تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأدنى رقابة على ترسانة الأسلحة النووية الصهيونية، تبادر على الفور لفتح ملفات عمياء ضد إيران لتمنح الغربيين اليد العليا على أعتاب المفاوضات مع إيران في فيينا.
واعتبر رئيسي أن هذه المؤسسة الدولية تحولت إلى أداة بيد الصهاينة والأميركيين ولا توفر مصالح الدول الأعضاء فيها.
وتابع: «المفاوضات بين إيران ومجموعة «4+1» ستحقق النجاح حينما يقلعون عن مطالبهم الإضافية وليعلموا بأنه لا شعب يفاوض حول قدراته الدفاعية ليقوم بتقييدها كي تصبح مكتوفة الأيدي ولا تتمكن بعد أيام من التصدي والدفاع عن نفسها أمام حفنة من الإرهابيين العملاء في أطراف حدودها».
وفي سياق متصل نقلت قناة «روسيا اليوم» عن صحيفة «نيويورك تايمز» إن واشنطن حذرت إسرائيل من أن مهاجمة المنشآت الإيرانية غير مفيدة وقد تؤدي إلى رد فعل مبالغ فيه من طهران، إلا أن إسرائيل رفضت الطلب الأميركي بوقف الهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تغلبت بسرعة على كل عمليات المساس بمنشآتها النووية، وحتى حسنت قدراتها في الأماكن التي تضررت، كما أن تحسين إيران لدفاعاتها، خصوصاً في المجال السيبراني، زاد الأمور تعقيداً، ما يعني أن شن هجمات إلكترونية مثل هجوم «ستوكسنت» المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل الذي شل أجهزة الطرد المركزي في موقع تخصيب «نطنز» النووي منذ أكثر من عام، لم يعد فاعلاً.