سورية

أهالي «حامو» منعوا رتلاً للاحتلال الأميركي من المرور … النظام التركي يواصل التصعيد في عين عيسى وروسيا تكبح تهوره في عين العرب

| حلب- خالد زنكلو

في مسعى لكبح لجام تهور النظام التركي في منطقة شرق الفرات والذي واصل تفجير وتفخيخ جهود التهدئة فيها، غازلته روسيا في منطقة عين العرب عند الحدود مع بلاده شمال شرق حلب من خلال تسيير دورية عسكرية مشتركة، في وقت منع فيه أهالي قرية حامو بريف القامشلي رتلاً لقوات الاحتلال الأميركي من المرور على أطراف قريتهم.
وبدا أن مناطق شمال شرق وشمال غرب البلاد مقبلة على موجة من التصعيد الممنهج على يد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الذي يستهدف اقتطاع أراضٍ سورية جديدة باختلاق ذرائع حفظ أمن حدودها التي ينتشر على طولها مسلحو تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، في حين تسعى روسيا إلى نزع فتيل المواجهات والحفاظ على التهدئة مع توجيه رسائل بضرورة التقيد بتطبيق بنود الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وواصل جيش الاحتلال التركي ولليوم الثالث على التوالي أمس، مدعوما بميليشيا ما يعرف بـ«الجيش الوطني» التابع له، قصفه المدفعي جنوب الطريق الدولية المعروفة بـ«M4»، في محيط اللواء ٩٣ وقرب قريتي الخالدية والدبس التابعتين لناحية عين عيسى شمال الرقة، والتي يضعها النظام التركي ضمن أجندته لاحتلالها مع مدينة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، حسب قول مصادر أهلية في عين عيسى لـ«الوطن».
وشهدت أمس منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، والتي لا تزال محط استقطاب النظام التركي لاغتصابها، تسيير دورية عسكرية مشتركة روسية تركية هي الثانية في غضون يومين بعد توقفها أكثر من شهر منذ تهديد نظام أردوغان بغزو المنطقة والثالثة والسبعون من نوعها منذ تشرين الأول ٢٠١٩ إبان عدوان النظامي التركي الذي احتل خلالها مناطق هناك، وفق قول مصادر محلية في المدينة لـ «الوطن» أشارت إلى أن الدورية مؤلفة من سبع عربات جابت المناطق الحدودية برفقة مروحيتين لسلاح الجو الروسي.
وقالت المصادر: إن أنقرة استجابت، كما يبدو، للضغوط الروسية على تركيا لتهدئة الوضع في عين العرب والحفاظ على خطوط التماس كما هي لحين انتهاء زيارة وفد «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسية لـ «قوات سورية الديمقراطية- قسد» برئاسة الرئيسة المشتركة لـ«المجلس» إلهام أحمد إلى موسكو ومعرفة مخرجات مفاوضات الوفد التقني العسكري الروسي، الذي سيزور أنقرة عقب ذلك، مع نظيره التركي، وذلك بعد تداول أنباء عن طلب موسكو من «قسد» إدخال ٣ آلاف جندي من الجيش العربي السوري إلى المنطقة لتجنيبها الغزو التركي.
جاء ذلك، في حين كشفت مصادر محلية في تصريح نقلته وكالة «هاوار الكردية، عن قيام وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو بالتسلل إلى معبر قرية حمام التابعة لناحية جندريس التابعة لمدينة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي الغربي على الحدود السورية التركية، وسط حالة من الاستنفار الأمني من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين. وأكدت المصادر أن صويلو اطلع على الشريط الحدودي بين عفرين وتركيا.
وفي محافظة الحسكة، ذكرت مصادر محلية حسب وكالة «سانا»، أن رتلاً مؤلفاً من ثلاث مدرعات تابعة لقوات الاحتلال الأميركي ترافقها سيارة تابعة لـ«قسد»، حاولت عبور الطريق الدولية والمرور قرب قرية حامو بريف مدينة القامشلي الجنوبي، فقام الأهالي باعتراض الرتل ورشقه بالحجارة وطردوه من المنطقة.
في المقابل، قال المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي فيكتور كودينوف في تصريح نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن العسكريين الروس باشروا بتنفيذ دوريات على الخط الفاصل بين أراضي وجود القوات الروسية، ووجود «التحالف الدولي».
وأضاف: إنه يقصد، الخط الفاصل الذي يقسم المنطقة التي يسيطر عليها «التحالف الدولي»، وقطاعي «الشرق» و«الغرب» الخاضعين لسيطرة القوات الروسية.
وشدد على أنه، لم تكن هناك قبل ذلك، أي دوريات للعسكريين الروس في هذه الأراضي، مشيراً إلى احتمال وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش الإرهابي، واحتمال حدوث انتهاكات للقوانين السورية.
وأكد كودينوف، بأن المهمة الرئيسة لتسيير الدوريات في هذه المنطقة، هي استعراض وجود القوات المسلحة الروسية، وقال: «يجب أن نظهر للسكان أن الجيش الروسي موجود هنا، وعلى استعداد لتقديم المساعدة في المستقبل في ظل ظروف مواتية».
وأوضح الضابط الروسي، أن الدوريات في المنطقة كالمعتاد، هي وفق الخطة المحددة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن