سورية

«با يا دا» يؤكد الجاهزية للحوار على أساس وحدة البلاد و«قسد» تزعم استغلال الحكومة للتهديدات التركية!

| موفق محمد

في وقت أكد فيه مسؤولون في «حزب الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» الكردي، الجاهزية للحوار مع الحكومة السورية على أساس وحدة سورية واستقلالها وسيادتها ودخول الجيش العربي السوري إلى المناطق التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، تراجعت الأخيرة في ظل ارتهانها للقرار الأميركي عن تأكيدات أطلقتها منذ أسابيع قليلة بجاهزيتها للحوار والاستعداد لتقديم ضمانات للحكومة السورية بشأن وحدة البلاد وسيادتها وحدودها وحفظ العلم الوطني.
وفي تصريح لـ«الوطن»، كشف أمين عام «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة، المرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، محمود مرعي، أن لقاء تم عقده أمس في دمشق بين الجبهة ووفد من «با يا دا»، ضم قياديين «ليس من الصف الأول»، وهم مظلوم يوسف ومصطفى درويش وعبد القادر المحمد ومحمد الأبش المقيم في دمشق.
وتعد ما تسمى «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع المسلح لـ«با يا دا»، والوقت نفسه تشكل العمود الفقري لـ«قسد»، واستغل «با يا دا» الأحداث التي اندلعت في سورية منتصف آذار 2011 وقام في بدايتها مع عدد من الأحزاب الكردية الأخرى بتشكيل ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، ومن ثم ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» الذي يسيطر بدعم من الاحتلال الأميركي على مناطق شاسعة في شمال وشمال شرق سورية ويعتبر الواجهة السياسية لـ«الإدارة الذاتية»، في حين تعد «قسد» الذراع المسلح للاثنين معاً وتسيطر عليهما.
وأوضح مرعي في تصريحه، أن وفد «با يا دا» أكد خلال اللقاء «الجاهزية للحوار مع دمشق على أساس وحدة سورية واستقلالها وسيادتها ودخول الجيش العربي السوري إلى المناطق التي تسيطر عليها «قسد» وحل المشاكل العالقة».
وأشار إلى أنه تم بحث ضرورة توحيد رؤى المعارضة الوطنية الداخلية تمهيداً للتحضير لمؤتمر سوري – سوري بدمشق.
ولفت مرعي إلى أن الجبهة على تواصل مع «با يا دا» منذ إطلاق عضو هيئة الرئاسة فيه، آلدار خليل، في الثالث من الشهر الحالي، تصريحات أكد فيها استعداد الحزب للدخول بعملية حوار نهائية مع الحكومة السورية، وتسليم حقول النفط الواقعة في مناطق سيطرة «قسد» لها، مشيراً إلى أن هذا اللقاء هو الثاني مع وفد «با يا دا» بعدما حصل الأول قبل نحو 20 يوماً، وتم خلال الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة لدراسة قانون الإدارة المحلية رقم 107، وكذلك لجان لدراسة لإعادة قراءة الدستور الذي تم إقراره في العام 2012 والتحضير لمؤتمر سوري- سوري في دمشق.
وعلى النقيض مما تم نقله عن مسؤولي «با يا دا» خلال اجتماعهم مع «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة زعم «المجلس العسكري» لـ«قسد» في بيان ختامي أصدره عقب اجتماعه الدوري الذي عقده، أمس، ونشرته وكالة «نورث برس» التابعة لـ«الإدارة الذاتية» الكردية، أن الحكومة السورية تستغل التهديدات التركية لبسط سيطرتها على شمال شرق سورية وأنها ليست لديها جاهزية لأي تسوية سياسية في سورية، علماً أن تحشيدات الجيش العربي السوري في الشمال هي من ساهمت في لجم تهديدات النظام التركي بشن عدوان جديد على شمال سورية، لكن خطر التهديد التركي بشن عدوان عاد في اليومين الماضيين إلى الواجهة، في ظل بروز معطيات ميدانية جديدة في تلك المناطق غير بعيدة عن تمسك وارتهان «قسد»، للقرار والأجندة الأميركية في المنطقة.
وتأتي مزاعم «قسد» بعد أن أبدى متزعمها مظلوم عبدي في العاشر من الشهر الماضي مع زيادة التحشيد العسكري للنظام التركي على خطوط التماس مع مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وتهديده بشن عدوان جديد عليها، استعداد «قسد»، لتقديم ضمانات للحكومة السورية بشأن وحدة سورية وسيادتها وحدودها وحفظ العلم الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن