رياضة

الحضارة المستدامة

| مالك حمود

سواء كانت التحديثات التي جرت على صالة الفيحاء الرئيسية مؤخراً طوعية أم إجبارية لكونها جاءت بطلب بل بشرط أساسي من الاتحاد الدولي لكرة السلة للسماح لسلتنا باللعب على أرضه، فإن ما حصل في الصالة هو مكسب مهم وكبير ويجب أن يكون نقطة انطلاقة جديدة لمرحلة قادمة مختلفة عما سبقها.

فما جرى يؤكد ويحدد أن صالة الفيحاء الرئيسية باتت مخصصة لكرة السلة حصراً، وهذه نقطة مهمة ما يجعلها قادرة على تخديم اللعبة باحتضانها للمباريات والتدريبات على مستوى المحافظات الثلاث دمشق وريفها والقنيطرة.

هذا الكلام قد لا يعجب بقية الألعاب لكنه حقيقة يعبر عن الحالة الصح، حيث التفرد والتفرغ لتخديم واحدة من أهم ألعابنا الجماعية، وفي الوقت ذاته فإنه يحمّل اللعبة والقائمين عليها والمعنيين فيها مسؤولية كبيرة بالحفاظ على ما توصلت إليه اللعبة من مكاسب.

فالصالة باتت ضمن المواصفات الدولية، وقادرة على استقبال المباريات العالمية بعدما ارتدت ثوبها الجديد وفق المعايير العالمية، وبالتالي علينا ألا نفرط بما وصلت إليه والحفاظ على ما صارت عليه، وحرام على مكان كهذا أن يوظف لمهام أخرى خارج نطاق الرياضة، وكرة السلة بشكل خاص، وفي الوقت ذاته التقنيات والخدمات التي تم تزويد الصالة بها، يجب الاعتناء بها، وألا تكون مخصصة فقط للحدث الدولي، فالمباريات المحلية يجب أن تستثمر هذه الخدمات وأن تكون حاضرة فيها بكل ميزاتها وتفاصيلها الفنية واللوجستية لسببين: الأول: نجاح المباريات بشكل كامل ومتكامل، الثاني: إبقاؤها على قيد الحياة، وعدم دخولها حالة السبات من باب الحفاظ عليها ليكسوها الغبار، ونكتشف بعد فترة بأنها صارت خارج الخدمة، وعلينا الاستفادة من الدروس الماضية في صالة الفيحاء بالذات التي فقدت الكثير من ميزاتها، وبالتالي الاستخدام يبقي التجهيزات والتقنيات على قيد الحياة، والأهم الأهم هو الإصلاح المباشر والملبي لأي عطل طارئ وعدم اللجوء إلى (طريقة الترقيع) وهذا ما جعل منشآتنا في حالة تراجع مستمر.

هذا الكلام ينجح في حالة (إعطاء الخبز لخبازه) والمتابعة الدؤوبة لكل تفاصيل الصالة ومؤهلاتها من تجهيزات وتقنيات وخدمات، والأجدر وضعها قيد الخدمة خلال مبارياتنا المحلية كي نستمتع بها ونرتقي بمذاقنا السلوي إلى مباريات متكاملة لا ينقصها شيء عن العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن