موسكو تدفع «مسد» للحوار مع دمشق وأميركا تسعى لحرف المسار! … الجيش يرد بقوة غرب حلب والاحتلال التركي يصعد في «خفض التصعيد»
| حلب- خالد زنكلو
ردّ الجيش العربي السوري بقوة على خروقات إرهابيي النظام التركي لوقف إطلاق النار بريف حلب الغربي، في وقت صعد جيش الاحتلال التركي وميليشياته وتيرة التصعيد في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب.
وبينت مصادر ميدانية في ريف حلب الغربي لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري كبدت أمس إرهابيي ميليشيات النظام التركي خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات العسكرية خلال ردها على تعدياتهم على نقاطه المتمركزة غرب حلب، حيث أطلقت عشرات القذائف المدفعية باتجاه مواقع انتشار الإرهابيين في محيط بلدتي تديل وكفر تعال وحققت إصابات مؤكدة.
في الأثناء، واصل إرهابيو ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تتزعمها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» وتضم ميليشيات ممولة من النظام التركي، اعتداءاتهم على نقاط تمركز الجيش بريف إدلب الجنوبي الشرقي والجنوبي «M4»، ما استدعى رد الجيش العربي السوري على مصادر إطلاق النار في الفطيرة وسفوهن والبارة بجبل الزاوية جنوب إدلب ومجدليا بريفها الشرقي.
يأتي ذلك في وقت تواصلت فيه ردود الفعل والتكهنات بشأن نتائج اللقاء الذي جمع أول أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الرئيسة التنفيذية في «مسد» الهام احمد والوفد المرافق لها.
وقالت مصادر متابعة للوضع شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»: إن فحوى لقاء وفد «مسد» مع لافروف ومع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف وممثل وزارة الدفاع ومسؤولين روس، تركزت على الجهود الروسية المتواصلة مع واشنطن وأنقرة التي تستهدف خلق تهدئة مستدامة في المناطق التي تقع تحت نفوذ «قسد» لإيجاد تسوية تضمن وحدة الأراضي السورية وعودة المؤسسات السورية إلى تلك المناطق بفعل حوار جدي مع دمشق يأخذ بالحسبان مطالبها المشروعة.
ورجحت المصادر زيارة وفد رفيع المستوى من «مسد» إلى دمشق خلال الفترة المقبلة القريبة لإعادة تفعيل الحوار الذي انقطع مع الحكومة السورية، على خلفية ارتهان الأولى للقرار الأميركي الرافض لمثل هذا النوع من الحوار على الرغم من نية واشنطن الانكفاء عن المنطقة التي لم تدرجها تصريحات مسؤولي الصف الأول من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضمن أولوياتها.
إلى ذلك، أشارت مصادر كردية في «قسد» لـ«الوطن» إلى أن اللقاء الذي جمعها أمس مع مسؤولين في «مسد» وما يسمى «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية»، تناول مخرجات زيارة الرئيسة التنفيذية لـ«مسد» إلى موسكو ومتطلبات عمل المرحلة المقبلة في إطار المساعي الروسية للحوار مع دمشق وأسس التسوية المرتقبة التي تحول من دون قضم نظام رجب طيب أردوغان لمزيد من الأراضي السورية.
بدورها قالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية: إنه وخلافاً لما أظهرته من تردّد وضبابية منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، ألقت الولايات المتحدة، خلال الأيام القليلة الماضية، بثقلها في الشرق السوري، في محاولة لحرف مسار التطوّرات التي كانت تتّجه نحو تسوية تستعيد بموجبها الحكومة السورية مناطق خاضعة لسيطرة «قسد»، مشيرة إلى أن اللقاءات التي قادها مؤخراً نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولديريتش مع قيادات «قسد» و«مسد»، وأخرى مع ممثّلين عن «المجلس الوطني الكردي» المدعوم تركياً والذي حمل وعوداً أميركية باستمرار الغطاء على «الإدارة الذاتية»، وضمان كبح جماح أنقرة، بالإضافة إلى العمل على فتح المعابر مع العراق، وتوفير دعم مالي لبناء هيكل اقتصادي، والبحث عن حلول يمكن من خلالها تجاوز عقوبات «قيصر».