رياضة

نسور قاسيون في نهائيات كأس العرب … تعددت الأسباب والمركز الثاني مكتوب علينا (1)

| محمود قرقورا

تعد مشاركات منتخب سورية فاعلة عموماً في كأس العرب، ففي النسخ الثلاث الأولى التي شاركنا بها كنا قريبين من الزعامة.

في النسخة الأولى انتزعنا المركز الثاني، وتكرر السيناريو في النسخة الثالثة وكان ممكناً جداً التتويج لولا عوامل عديدة أهمها محاباة أصحاب الأرض العراقيين تحكيمياً!

ولم تكن النسخة الخامسة في الأردن لتختلف عن سابقاتها.

وعندما استضفنا البطولة في النسخة السادسة (دورة عربية وكأس عرب 1992) حللنا رابعاً، ثم جاءت المشاركات المخجلة بممارستنا دور تأدية الواجب في نسختي 1998 في قطر و2002 في الكويت، مع الإشارة إلى أننا لم نشترك في النسخة الثانية 1964، والرابعة 1985، والتاسعة 2012.

«الوطن» تستعرض المشاركات بالتفصيل:

وصافة جديرة 1963

جرت البطولة الأولى على أرضية ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في العاصمة اللبنانية بيروت برعاية وزير الأشغال العامة بيار الجميل ممثلاً للرئيس اللبناني وقتها فؤاد شهاب، وجرت البطولة دون تصفيات ووجهت الدعوة للدول المنضوية تحت كنف الجامعة العربية، ولكن المشاركة اقتصرت على خمسة منتخبات لعبت فيما بينها بطريقة الدوري من مرحلة واحدة وهي: سورية وتونس والكويت والأردن إضافة للبنان المستضيفة.

وكانت منتخبات السعودية ومصر والمغرب قد اعتذرت قبل فترة وجيزة من انطلاق البطولة.

وحلّ منتخبنا المتعطش للمشاركة بعد استئثار مصر بالكعكة كلها زمن الوحدة في المركز الثاني الذي عُد جديراً بنسور قاسيون الذين اصطدموا بقوة منتخب نسور قرطاج، لكن ما هو مؤكد أن منتخب سورية كان صاحب هيبة وشخصية وحضور وامتاز بوجود أسماء لامعة، وقدم لاعبوه مستويات جيدة بشهادة نقاد اللعبة على رأسهم الكابتن أفاديس كولكيان الذي سجل في ثلاث من المباريات الأربع..

بداية نارية

البداية جاءت لاهبة من منتخب سورية الذي اعتاد الفوز على الأردن في مباراة اتخذت صفة الافتتاح فكرّس ذلك للمباراة الرسمية الثالثة على التوالي بين المنتخبين، وتلك كانت المباراة الأولى لنسور قاسيون بعد خمس سنوات من المباراة الدولية الودية الأخيرة أمام المغرب يوم 16 شباط 1958 قبل إعلان دولة الوحدة مع مصر، فكان الفوز المبين المستحق برباعية دون رد مع ثلاث كرات ردتها الأخشاب، وكان لهدافنا أفاديس نصفها، وصاحب الهدف الأول هو أفاديس كولكيان الذي مازال حتى يومنا هذا هداف نسور قاسيون في مسابقة كأس العرب بثمانية أهداف بمعدل هدف في كل مباراة، وبدأنا البطولة بالتشكيلة التالية:

محمود رزق للمرمى، حافظ أبو لبادة وفيليب الشايب وعزمي حداد ومحمد بنقسلي للدفاع، وائل عقاد وموسى شماس وآغوب هاروتيان ماركاريان للوسط، حنين بتراكي وأفاديس كولكيان ويوسف محمود )يحيى حجار( للهجوم.

مباراة المسمار

كان لاعبونا ومدربنا عالمين علم اليقين أن النتيجة العريضة أمام الأردن لا تعني الفرح الكامل ولكنها مطلوبة كزاد معنوي للقاء المسمار مع تونس، وفيه سجل نسور قرطاج ما سجلوه في نهائي الدورة العربية 1957 وهو الهدف اليتيم في المباراة وجاء بعد عشرين دقيقة من بداية المباراة بتوقيع رؤوف بن عمر.

بينما عجزنا عن تسجيل ولو هدفاً من الأهداف الثلاثة التي غازلنا فيها شباك التوانسة قبل ست سنوات، والخاسرون يومها بينهم أربعة كانوا حاضرين في الفوز بمباراة ذهبية الدورة العربية 1957 على تونس وهم: حافظ أبو لبادة وحنين بتراكي ويحيى حجار وأفاديس كولكيان، وربما كان سبب الخسارة جاهزية تونس بدنياً أكثر من منطلق أننا كنا نلعب المباراة الثانية بعد 48 ساعة بينما كان الأشقاء يخوضون المباراة الأولى وهذا يصب بمصلحتهم، والتشكيلة الكاملة كانت كالتالي:

محمود رزق للمرمى، حافظ أبو لبادة ومحمد بنقسلي وعزمي حداد وفيليب الشايب للدفاع، وائل عقاد ومحمد عزام وأحمد عليان وحنين بتراكي للوسط، يحيى حجار وأفاديس كولكيان للهجوم.

ديربي بلاد الشام

بقي أملنا معلقاً بالفوز على لبنان والكويت وانتظار خسارة تونس أمام لبنان وعندها تقام دورة فاصلة بين المنتخبات المتعادلة بالنقاط حسب نظام البطولة، ولكن تلك الخدمة الجليلة لم تسدَ لنا وهي لم تكن متوقعة حقيقة.

وبالتأكيد الوصافة بعد الفوز على الأردن ثم لبنان والكويت لم تكن لترضي غرورنا ذاك الوقت فقبلناها على استحياء، وبالعودة لديربي بلاد الشام حينها بين سورية ولبنان فقد فاز نسور قاسيون بصعوبة بعد مباراة حماسية أثارت أعصاب المشاهدين، علماً أن التقدم كان لبنانياً عند الدقيقة التاسعة ولكن الرد السوري جاء بعد سبع دقائق فقط، وتلك المباراة كانت وما زالت الوحيدة التي قلب فيها نسور قاسيون النتيجة في كل مبارياتهم بكأس العرب، ويعود الفضل في الفوز للحارس محمود رزق الذي تألق في رد أكثر من هدف لدرجة أن مندوبي المنتخبات المشاركة هنؤوا الحارس ورئيس وأعضاء البعثة السورية على الفوز ولعب أساسياً كل من:

محمود رزق للمرمى، حافظ أبو لبادة وفيليب الشايب ومحمد بنقسلي وعزمي حداد للدفاع، آغوب هاروتيان ماركاريان وموسى شماس وحنين بتراكي للوسط، أفاديس كولكيان ويوسف محمود وإبراهيم مغربي.

حصة تدريبية جديدة

جاء الختام أشبه بالحصة التدريبية كالتي حدثت في الافتتاح بمواجهة الأردن فزرنا شباك الكويت أربع مرات، وتلك النتيجة كانت الأفضل لنا في تاريخ مواجهاتنا مع الأزرق بصفه الأول، واللافت أن الكويت كانت طرية العود فقد تلقت ستة أهداف من الأردن وخمسة من تونس، ولم أصل إلى التشكيلة الرسمية لتلك المواجهة لكن قبل المباراة ورد في الصحف المواكبة التشكيلة المتوقعة وتضم: محمود رزق للمرمى، حافظ أبو لبادة وعزمي حداد ومحمد بنقسلي وفيليب الشايب للدفاع، آغوب هاروتيان ماركاريان ووائل عقاد وأحمد عليان وحنين بتراكي للوسط، يحيى حجار وأفاديس كولكيان للهجوم.

سجل النتائج

31/3/1963: سورية × الأردن 4/صفر سجلها أفاديس كولكيان هدفين وآغوب هاروتيان ماركاريان ويحيى حجار.

2/4/1963: سورية × تونس صفر/1.

4/4/1963: لبنان × سورية 2/3 وسجل أهدافنا إبراهيم مغربي وأفاديس كولكيان وموسى شماس.

7/4/1963: سورية × الكويت 4/صفر سجلها حنين بتراكي من جزاء وآغوب هاروتيان ماركاريان وفيليب الشايب وأفاديس كولكيان.

التحكيم حرمنا الزعامة 1966

بعد فترة تخبّط في اتحاد اللعبة، وبعد الخروج صفر اليدين من الدورة العربية بمصر في أيلول 1965 وبعد المد والجزر بشأن المشاركة بدورة دولية في ليبيا وقتها، وجاء الاعتذار في اللحظات الأخيرة، وجاء معه قرار حلّ اتحاد كرة القدم، إذ كانت وزارة التربية هي المخولة ذلك.

فعُيّن في منتصف شهر آذار 1966 المدير العام لرعاية الشباب الراحل طيّب صفوة رئيساً ومساعد قدسي نائباً وفاروق بوظو أميناً للسر وخليل مهير أميناً للصندوق، وأولى خطوات الاتحاد المُنتخب قرار المشاركة في بطولة كأس العرب الثالثة على الأراضي العراقية وإقامة دوري كرة قدم منتظم..

جرت فعاليات النسخة الثالثة على أرضية ملعب الكشّافة في العاصمة بغداد باستثناء مباراتين جرت إحداهما في الكوت والثانية في الحبانية، وقادنا المدرب الوطني لمعت قطنا بعد انتهاء عقد الروماني دراكوشين كورنيل، وكان الإداري مخلف العمر.

حصة تدريبية

البداية كانت أشبه بحصة تدريبية كما كان عليه الحال بمواجهة الأردن والكويت في النسخة الأولى، وخصمنا الافتتاحي منتخب اليمن الشمالي الذي كان يتعلم ألف باء اللعبة حينها فخرجنا بميزتين تاريخيتين..

الأولى أننا فزنا بسبعة أهداف دون رد ليكون الفوز الأعلى لمنتخب سورية في كأس العرب حتى يومنا هذا.

والثانية تسجيل خمسة لاعبين سوريين أسماءه  بلائحة المسجلين كرقم قياسي ما زال صامداً حتى اللحظة.

ولعب في تلك المباراة كل من:

فارس سلطجي للمرمى.

حافظ أبو لبادة وعزمي حداد وطارق علوش وأحمد جبان للدفاع.

وائل عقاد وآغوب هاروتيان ماركاريان للوسط.

نور الدين إدلبي وأحمد عليان ويوسف تميم (غسان كزبري) وموسى شماس للهجوم.

تعادل سلبي

في المباراة الثانية أثبتنا تطورنا الملحوظ، إذ إننا تعادلنا مع ليبيا سلباً وهي التي غلبتنا قبل سبعة أشهر فقط بستة أهداف لثلاثة ضمن الدورة العربية على أرض الكنانة، وتحدث الجميع بأن مستوى المنتخب السوري هو الذي تطور وليس مستوى المنتخب الليبي هو الذي انخفض.

وكما تألق السلطجي في الدورة العربية بمصر أمام ليبيا بالذات قبل خروجه مصاباً، تألق في هذه المباراة شأنه شأن الحارس الليبي الذي أجهض انفرادة أحمد عليان بأعجوبة، وكانت المباراة بحق أقوى نزالات الدور الأول وأكثرها ندية وتوازناً والنتيجة لا تعكس حرص المنتخبين على الفوز بعد مباراة هي الأروع في دور المجموعات بنظر الصحف العراقية، فارتفعت المعنويات وكيف لا يكون ذلك ولاعبونا وجدوا ذاتهم، والإعلام تحدث عنهم صراحة بأنهم أفضل تشكيلة سورية خلال عقد الستينيات، وبدأنا تلك المباراة بكل من:

فارس سلطجي للمرمى.

أحمد جبان وطارق علوش وعزمي حداد وحافظ أبو لبادة للدفاع.

وائل عقاد وآغوب هاروتيان ماركاريان للوسط.

أحمد عليان ويوسف تميم ونور الدين إدلبي وأفاديس كولكيان للهجوم.

هاتريك أفاديس

في المباراة الأخيرة بدور المجموعات حققنا فوزاً صريحاً على فلسطين التي لعب لها عدة لاعبين ينشطون في الملاعب السورية والمصرية، وتلك المباراة شهدت الهاتريك من أفاديس لنتصدر المجموعة ونضرب موعداً متجدداً مع الجارة لبنان التي لا بد من لقائها في كل البطولات العربية حتى ذلك الوقت باستثناء الدورة العربية 1965، وحدث في تلك المباراة حدث لم يتكرر في ميادين كأس العرب وهو أن مسجل هدف فلسطين إبراهيم مغربي الذي سجل لمنتخب سورية بمرمى لبنان 1963 ليكون اللاعب الوحيد بتاريخ البطولة الذي سجل مع منتخبين مختلفين.

وفرساننا أمام الجار الفلسطيني هم:

فارس سلطجي للمرمى.

حافظ أبو لبادة وعزمي حداد وطارق علوش وموريس فقس للدفاع.

وائل عقاد وآغوب هاروتيان ماركاريان للوسط.

نور الدين إدلبي وغسان كزبري ويوسف تميم (أحمد عليان) وأفاديس كولكيان للهجوم.

هدف يكفي

مباراة نصف النهائي كانت قوية بمواجهة الجار الآخر منتخب لبنان الذي سبق له التعادل معنا في الدورة العربية الأولى بالإسكندرية والثانية بلبنان، كما كان الند للند في مباراة المنتخبين ضمن النسخة الأولى لكأس العرب بلبنان يوم فاز منتخبنا بثلاثة أهداف لهدفين.

ووصول المنتخبين كان جديراً لهذا الدور، فمنتخب الأرز حقق ثلاثة انتصارات وتعادلاً وفرض التعادل على المضيف العراقي.

ومنتخب نسور قاسيون حقق فوزين وتعادلاً وفرض التعادل على المنتخب الليبي.

وبالفعل جاءت المباراة متكافئة حسمها الهداف أفاديس الذي سبق له التسجيل بمرمى الجيران بعقر دارهم قبل ثلاث سنوات ومثّل سورية:

فارس سلطجي للمرمى.

أحمد جبان وعزمي حداد وطارق علوش وحافظ أبوز لبادة للدفاع.

آغوب هاروتيان ماركاريان ووائل عقاد للوسط.

أحمد عليان وموسى شماس (يوسف تميم) وأفاديس كولكيان ونور الدين إدلبي للهجوم.

ظلم تحكيمي

أسباب تحكيمية حالت دون تتويج نسورنا الذين ظلّوا متقدمين حتى الدقيقة الثامنة والسبعين، فخسرنا عنوة للمرة الأولى أمام الأشقاء في ظروف غير عادلة.

فهدف الترجيح للعراق جاء من تسلل واضح كما قرأنا في الصحف الصادرة وقتها، وكما قال لنا اللاعبون الذين مازالوا على قيد الحياة، فضلاً عن أننا سجلنا هدفاً ثانياً في منتصف الشوط الثاني بتوقيع أفاديس ألغاه الحكم الأردني ممدوح خورما بداعي التسلل بناء على راية الحكم المساعد العراقي سعدي عبد الكريم!

وللعلم أيضاً لم يأخذ الحكم الأردني خورما برأي المساعد الثاني السوري رشاد حواصلي الذي أشار إلى التسلل في الهدف العراقي الثاني!

ولتأكيد الظلم الذي حاق بمنتخبنا فقد بيّن أفاديس بأخلاقه العالية ذلك عندما تقدم من كابتن العراق قائلاً له: الهدف جاء من تسلل ولكن لن ننسحب حرصاً على نجاح البطولة، وتشكيلة النهائي هي:

فارس سلطجي للمرمى.

أحمد جبان وطارق علوش وعزمي حداد وحافظ أبو لبادة للدفاع.

آغوب ماركاريان ووائل عقاد للوسط.

غسان كزبري ونور الدين إدلبي وأحمد عليان وأفاديس كولكيان للهجوم.

سجل النتائج

2/4/1966: سورية × اليمن الشمالي 7/صفر سجلها أحمد عليان وآغوب هدفين وعزمي حداد وغسان كزبري هدفين ونور الدين إدلبي.

4/4/1966: سورية × ليبيا صفر/صفر.

6/4/1966: سورية × فلسطين 4/1 سجل أفاديس كولكيان هاتريك وعزمي حداد الهدف الرابع.

9/4/1966: سورية × لبنان 1/صفر سجله أفاديس كولكيان.

10/4/1966: العراق × سورية 2/1 وسجل هدفنا نور الدين إدلبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن