رياضة

لهذه الأسباب خسرنا أمام كازاخستان وغداً الإثنين لقاء الأمل بالتعويض … عزف النشيد الوطني الإيراني بدل السوري دون إدارك اللاعبين

| مهند الحسني

ستكون صالة الفيحاء بدمشق في الساعة السادسة من مساء يوم غد الاثنين مسرحاً حياً وشاهداً قوياً على اللقاء الدولي الأول منذ عشر سنوات في دمشق عندما يتجدد اللقاء مع منتخب كازاخستان في لقاء الإياب ضمن مباريات الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم بكرة السلة للرجال.

عناوين اللقاء صعبة وفوق ذلك هي مرشحة لاحتمالات كثيرة بين منتخبين طموحين للخروج بنتيجة إيجابية.

المنتخب الكازاخستاني الذي فاز في لقاء الذهاب، يدرك أن مهمته ليست سهلة في الفيحاء لكونه سيواجه منتخباً قوياً ومقهوراً وسيلعب على أرضه وأمام جمهوره الكبير المتوقع حضوره من جميع المحافظات لمساندته ومؤازرته على أمل الخروج بنقاط الفوز وإنعاش آماله بالبقاء ضمن دائرة المنافسة في مجموعته.

منتخبنا الذي ظهر بصورة جيدة في الربعين الأول والثاني من لقاء الذهاب وكان نداً قوياً وتمكن من التفوق أداء ونتيجة على نظيره المنتخب الكازاخستاني، لكن لا نعرف ما الذي حصل في الربعين الأخيرين حيث شهد مستواه تراجعاً غير مبرر وكثرت أخطاء لاعبيه وغلب الطابع الفردي على أدائه، ولم يتمكن مدربه الأميركي جوزيف ساليرنو من وضع حد لحالة الشطط وإضاعة أسهل السلات وإعادة الفريق لانضباطه الفني والتكتيكي، وبدا واضحاً ضعف اللياقة البدنية للاعبين وافتقادهم للحلول الهجومية وسط دفاع هش وغير منضبط وظهر جليا اعتماد لاعبي المنتخب في الربع الأخير على جهود اللاعب المجنس أمير جبار الذي سجل ٣٣ نقطة لقلة حيلتهم وعدم وجود حلول جديدة.

حقيقة يجب قبولها

سنخسر يوم غد الاثنين مجددا أمام كازاخستان إن بقينا نخاف من الخسارة، ونلعب من أجل تجنبها فقط، وسنخسر إذا بقي تفكيرنا محصوراً بإذكاء السيرة الشخصية للأفراد بعيداً عن المصلحة العامة للمنتخب، وسنخسر إذا حافظنا على أميتنا في قراءة المباريات بطريقة متسرعة لا سريعة، وسنخسر إذا لم نمتلك روح المجازفة دون أن يتحول ذلك إلى فوضى وعشوائية.

وعلينا أن نضع المحسوبيات جانبا وتكون مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار.

وممكن أن نحقق الفوز بفارق كبير إذا تذكرنا أننا منتخب يمثل بلداً وليس مزرعة خاصة للبعض، وسنفوز إذا امتلكنا ثقافة الفوز الحقيقية، وسنفوز إذا احترمنا منافسنا جيدا، وممكن أن نتفوق إذا امتلك مدربنا الأميركي ساليرنو الجرأة الكافية لزجّ من يستحق أن يحضر بعيداً عن الأسماء (الطنانة) والمحسوبيات.

لماذا خسر منتخبنا؟

لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع ظهور منتخبنا بهذه الصورة دون هوية وضياع كامل في مباراة الجمعة، حيث بدا الضعف بالتحضير الذهني قبل بداية المباراة، بعدم إدراك اللاعبين سوى انطوني بكر لعزف النشيد الوطني الإيراني بدلاً من السوري وذلك دون وعي اللاعبين ودون اعتراض منهم، الأمر الذي يحتاج إلى تحقيق في الاتحاد الرياضي العام لمعرفة سبب عدم اعتراض الفريق وبدء المباراة وكأن خطأ لم يحصل.

نجحت الروح القتالية للفريق بالربع الأول بفرض السيطرة على إيقاع المباراة هجومياً، وتناوب بالتسجيل بين أفراده وبمستوى مقبول دفاعيا لينتهي بنتيجة ٢٣-١٧.

ورغم عمليات الإطباق والدفاع القوي لمنتخب كازاخستان في الربع الثاني استمر منتخبنا بالتفوق عبر تألق اللاعب المجنس بالاختراق والتسجيل وينهي الربع الثاني سوريا ٣٨-٣٣.

بربع المدربين (الثالث) بدأت الكارثة وظهور الضياع الذهني دفاعياً، وارتكب لاعبونا العديد من الأخطاء التي أعطت التقدم للمنتخب الكازاخستاني وهذا سببه يعود إلى استخدام اللاعبين بمراكز غير مناسبة لم يعتدوا عليها والإصرار على إعطاء الوقت للاعبين لم يكونوا موفقين على حساب لاعبين أكثر تركيزا، ودخول أولي لعملاقنا الحموي بعد مضي ٢٦ دقيقة ولوقت قليل كونه لم يتم تحضيره قبل دخوله ولم يدخل بالفورمة، والأسوأ عدم قدرة الكادر الفني على إيجاد حلول لإيقاف التسديد من خارج القوس ليستفيد منها الخصم بحسم الربع الثالث لمصلحته.

بالربع الأخير صعقنا جميعا بالأسلوب البدائي الذي ظهر فيه المنتخب بالاعتماد على تمويل اللاعب المجنس أمير جبار ما أفقد المنتخب هويته وقوته وأصبح الفريق الكازاخستاني يطبق عليه والاستفادة من المرتدات لخلق فارق وصل لست نقاط، وعجز مدربنا عن إجراء أي تغيير مهم للعودة إلى المباراة، ولولا اعتماد المجنس على الرميات الحرة لتوقف تسجيلنا لدقائق فرض فيها المنتخب الكازاخستاني إيقاعه حتى الثواني الأخيرة التي حملت النقطة ٨٤ لهم وفوزه بفارق عشر نقاط.

لم نحزن على الخسارة بقدر حزننا أننا فنيا مكانك راوح، بل خسرنا الروح القتالية التي يعرف بها منتخب النسور، «عشرون تورن أوفر» وإهدار رميات حرة، وعدم وجود لاعب مسدد لنسب عالية يجعلنا نفكر مرتين قبل المطالبة بفوز على أي فريق، من غير المنطقي أن يأتي مدير فني ويصبح مدربا خلال ٤٨ ساعة حتى لو كان على تواصل عبر الميديا والنتيجة شاهدناها بضياع خياراته وتبديلاته قبل أن نشاهد ضعف الأداء الفردي والجماعي للاعبين.

نحترم عمل الاتحاد ورأي أي مدرب وفكره وإستراتيجيته، ولكن غياب العربشة والجابي والعيسى والجليلاتي والمرجانة أمر غير مقبول وغير منطقي.

أخيراً وليس آخراً ما نستطيع قوله قبل لقاء الفيحاء المرتقب وسط الجمهور الكبير، هاردلك لمنتخبنا الذي لم يرتق للمستوى الفني الذي نعهده أو ننتظره من المعنيين عليه بظل الدعم المقدم بقدوم لاعبين مغتربين ومجنس ومعسكرات.

التدريب عن بعد

فلسفة التدريب عن بعد لم تنجح مع منتخبنا، ونتمنى من اتحاد اللعبة إجراء جردة حساب لقراراته بما يخص منتخبي السيدات والرجال، حيث التحضير الإعلامي واللوجستي للقاء الإياب كان أفضل ولاقى اهتماما أكبر من التحضير الفني الجيد للمنتخب وسط تقلبات لم تخلق توليفة مناسبة حتى الآن، والإجابة على السؤالين لو لم نتمكن من التعاقد مع مجنس كالجبار، أو لو كان الفريق الكازاخستاني كامل الصفوف ومدعماً بمجنس، لكان الأداء ذاته بنتيجة كارثية.

ثقتنا نحن بلاعبينا لا تتزحزح ولن نقول، أعطوهم الثقة والوقت الكافي وأعطوهم الحلول الدفاعية المهمة جدا لأنها تخلق حالة إيجابية لهجوم أفضل خصوصا بوجود لاعبين مختصين بالارتداد السريع الفاست بريك.

كل التوفيق لمنتخبنا بالمباريات المقبلة التي تحتاج بدون شك لتغيير تكتيكي دفاعي وهجومي والاستفادة من اللاعب المناسب بمركزه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن