وارسو انتقدت سياسة استيعاب اللاجئين الألمانية ولم تستبعد الحرب مع مينسك … زاخاروفا: الغرب يعمل على زعزعة بيلاروس داخلياً
| وكالات
مع استمرار أزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية – البولندية، تواصل بولندا والحلفاء لها، الاستثمار في بورصة آلام اللاجئين، بهدف تغيير الحقائق، حيث تسدد تصويب الاتهامات باتجاه بيلاروس، بينما الهدف روسيا، التي أدركت طبيعة المخطط الذي يحاك ضدها وضد بيلاروس، إذ قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الغرب سيساعد بيلاروس ليس بالاستثمارات، وإنما بالتدخل لزعزعة البلاد من الداخل.
ونقل موقع «روسيا اليوم» قول زاخاروفا في بيان نشرته على صفحتها في «تلغرام»: «إن حدثاً مهماً وقع في فيينا مؤخراً، حيث ناقشت ألمانيا والنمسا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وزعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، كيفية تجهيز إعادة بناء بيلاروس، وهو إضفاء الطابع المؤسسي للتدخل في الشؤون الداخلية لبيلاروس، الدولة ذات السيادة». مشيرة إلى أن الاجتماع المذكور خلا من الصحفيين.
وأضافت قائلة: «ما من شك في أن الدول الأجنبية ستساعد البيلاروسيين ليس بالاستثمارات، ولكن من خلال زعزعة البلاد من الداخل، نحن نعلم ماهية هذه المساعدات»، موضحة أن فكرة المشاركين في الاجتماع سهلة القراءة، وهي لإقناع البيلاروسيين بالحكمة القديمة القائلة بأن الخارج سيساعدهم، وفي الوقت نفسه لإظهار أن تبديد المال على الديمقراطية ليس مؤسفاً.
ولفتت زاخاروفا إلى أنه يمكن معرفة المساهمين ومقدار مساهمتهم في «الاستثمار بالمشروع المناهض لبيلاروس» من مصادر عديدة، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي عن استعداده لتخصيص 53 مليون يورو لـ«شعب بيلاروس»، وألمانيا 21 مليونا لـ«تنمية المجتمع المدني» في بيلاروس.
كما أشارت زاخاروفا إلى الوعود الغربية بتقديم مساعدات مالية ومساعدات أخرى من بولندا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى وكندا وهولندا وجمهورية التشيك وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.
وعقد الإثنين الفائت ما يسمى المؤتمر الدولي حول بيلاروس الذي نظمته وزارة الخارجية النمساوية بشكل افتراضي، وخلف الأبواب المغلقة وبعيداً عن الصحافة، ناقش فيه وزير الخارجية النمساوي مايكل لينهارت، والمستشار النمساوي ألكسندر شالنبرغ، والمرشحة الرئاسية البيلاروسية السابقة سفيتلانا تيخانوفسكايا، الوضع السياسي الداخلي في بيلاروس مع ممثلين أوروبيين آخرين عبر الإنترنت.
وأجرت بيلاروس في 9 آب من العام الماضي الانتخابات الرئاسية، فاز فيها الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو، أمام منافسته ممثلة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي لم تعترف بنتائج الانتخابات، لتبدأ بعدها موجة الاحتجاجات في معظم أنحاء البلاد، ترأستها المعارضة البيلاروسية.
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي إنه لا يستبعد انجرار التصعيد على الحدود مع بيلاروس إلى حرب.
وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، قال مورافيتسكي إن «روسيا تحاول زعزعة استقرار الغرب على نحو واضح، فضلاً عن تحييد النظر إلى عملية عسكرية ممكنة ضد أوكرانيا.
وانتقد مورافيتسكي سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في احتضان المهاجرين، مؤكداً أن بولندا اليوم تدافع عن كل أوروبا ضد هجمات المهاجرين، على حدّ تعبيره.
وكان الرئيس البولندي أندريه دودا ناقش أزمة المهاجرين على حدود بلاده مع أمين عام حلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، وطلب من «الناتو» زيادة الجهوزية في شرق أوروبا.
وقبل أيام، حذّرت بولندا من أن الأزمة مع بيلاروس، «قد تستمرّ أشهراً إن لم يكن سنوات».
وكانت ردود الفعل الدولية بشأن الأزمة الإنسانية عند الحدود بين بيلاروس وبولندا، قد توالت، بينما أعلنت روسيا أنها مستعدّة لتقديم المساعدة.
وناقشت المستشارة الألمانية في وقت سابق مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تقديم مساعدات إنسانية، وحذّر الأخير من أنه جاهز للردّ إذا نفّذت بروكسل وعيدها، مؤكِّداً، في الوقت نفسه، أنه يريد تجنّب أن تتحولّ أزمة المهاجرين إلى «مواجهة».