سورية

الأمهات طالبن بإعادة بناتهن والإفراج عنهن … مظاهرة نسائية في عامودا ضد «تجنيد القاصرات» بصفوف «قسد»

| وكالات

طالبت مجموعة من أمهات الفتيات القاصرات اللواتي اختطفهن مؤخراً مسلحون تابعون لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بهدف تجنيدهن قسراً ضمن صفوفهم، بإعادة بناتهن والإفراج عنهن، وذلك خلال مظاهرة احتجاجية خرجن بها أمس في مدينة عامودا شمال محافظة الحسكة.
وذكرت مصادر محلية، أن مجموعة من أمهات وذوي فتيات قاصرات في مدينة عامودا على الحدود السورية- التركية، نفذن وقفة احتجاجية طالبن خلالها بإعادة فتياتهن القاصرات من مراكز ما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لـ«قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية.
والأحد الماضي اختطف مسلحو «الشبيبة الثورية» ثلاث قاصرات بهدف تجنيدهن، وهن: هدية عبد الرحيم عنتر (15 عاماً)، أفين جلال خليل (15 عاماً)، إيانا إدريس إبراهيم (15 عاماً)، واقتادوهن إلى معسكرات تابعة لهم.
وأوضحت المصادر المحلية، أن ميليشيا «الشبيبة الثورية» خطفت الفتاة أفين مع صديقتها، واقتادوهما إلى مراكز الميليشيا في مدينة عامودا التي تعتبر المعقل الرئيس للمسلحين الموالين للاحتلال الأميركي ومقر ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد»، ومن ثم تم نقلهما إلى مدينة القامشلي شمال الحسكة.
كما كشف تسجيل صوتي، نشره العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب فيه أفين إحدى المسؤولات في ميليشيا «الشبيبة الثورية» بإعادتها إلى المنزل، لأنها غير قادرة على الابتعاد عن والدتها، مهددة بأنها قد تموت إن أبعدت عن منزلها ووالدتها.
وقالت المصادر المحلية: إن مسلحي «الشبيبة الثورية» خطفوا أيضاً كلاً من إيانا وهدية وعبير كاسترو عبد العزيز (15 عاماً) من ريف مدينة المالكية شمال شرق الحسكة، وتم اقتيادهن إلى معسكرات الميليشيا، لافتة إلى أن مصيرهن لا يزال مجهولاً، وسط نداءات ذويهن والأهالي بإعادتهن إلى منازلهن.
وحسب «سبوتنيك»، قال ناشطون من مدينة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي: إنَّ «ما تسمّى «الشبيبة الثورية» خطفتْ الفتى عصامَ محمد عيسى (13 عاماً) من مدرسته في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، واقتادتهُ إلى جهة مجهولةٍ بهدف تجنيدِه في صفوفها ، وينحدر الطفلُ من قرية قطمة في منطقة عفرين، ليكونَ الحالةَ السابعة خلال أسبوعٍ واحد.
من جهته، أصدر ما يسمى «المجلس الوطني الكردي» الممثل فيما يسمى «الائتلاف المعارض الذي يتخذ من تركيا مقراً له بياناً قال فيه: «منذ سنوات خطفت وجندت هذه المنظمة (الشبيبة الثورية) مئات الأطفال القُصر وزادت وتيرة هذه الجرائم منذ بداية العام الجاري وتلقت عوائل الفتيات المخطوفات اتصالات من مسؤولي هذا التنظيم تؤكد تجنيد أطفالهم في صفوف القوات العسكرية وأنهن سيخضعن لدورات تدريبية عسكرية لمدة ستة أشهر ولن يتمكن من التواصل خلال هذه الفترة مع عوائلهم».
وأدان البيان، جرائم وانتهاكات هذه الميليشيا وخاصة خطف وتجنيد الأطفال القُصر وحمّل «قسد» المسؤولية الكاملة بسبب منعها محاسبة مرتكبيها وعدم حل هذه الميليشيا، ولا سيما أن مكتب «حماية الطفولة» الذي أسسته «قسد» غير قادر على إعادة الأطفال المخطوفين لذويهم.
وناشد البيان، الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المعنية بحماية حقوق الطفل، وقوات «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، القيام بمسؤولياتهم والضغط على «قسد» لإعادة عشرات الأطفال القُصر المخطوفين لدى «الشبيبة الثورية».
يذكر أن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يؤكد أن «تجنيد الأطفال إلزامياً أو طوعياً» في القوات أو الجماعات المسلحة يشكّل جريمة حرب في الحروب الدولية وغير الدولية.
و«الشبيبة الثورية» هي مجموعة تتألف من شبّان وشابات – معظمهم قاصرون – لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات «الإدارة الذاتية»، ولا سلطة للمؤسسات الأمنية عليها، وتتركز مهمتهم في عمليات قمع وخطف وقتل المعارضين لـ«الإدارة الذاتية»، إضافة إلى تجنيد الأطفال والقاصرين ضمن ميليشيات «قسد».
يشار إلى أن جرائم ميليشيات «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي مستمرة في مناطق سيطرتهما بالجزيرة السورية، وتتركز على سرقة النفط والغاز والقمح وفرض الأتاوات والضرائب وحملات التجنيد الإجباري والاعتقالات العشوائية، بما في ذلك مسلسل خطف القصر والقاصرات رغم الوعود المتكررة التي تقدمها الميليشيات للحد من هذه الظاهرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن