السلة السورية تكسر الحصار وتعود للعب رسمياً على أرضها وأمام جمهورها … البداية ستكون من تصفيات المونديال بمواجهة كازاخستان … أنور عبد الحي: لن نقبل إلا أن تمتلئ مدرجات الفيحاء.. وأبو هيلانة: المعايير الدولية متوافرة
| مالك حمود
حدث دولي مهم طالما انتظرته سلتنا التي أنهكها اللعب في الغربة، فنجحت بانتزاع موافقة الاتحاد الدولي ومكتبه الإقليمي لقارة آسيا بالسماح لها في اللعب رسمياً على أرضها في البطولات والمسابقات المنبثقة من الاتحاد الدولي لكرة السلة (الفيبا)، ولكن بعد باقة كبيرة من المتطلبات التي يجب توافرها في صالة الفيحاء لإمكانية استضافتها للمباريات الدولية، والأمر لم يكن مستحيلاً رغم تفاصيله المكلفة، ويبدأ العمل بطريقة مختلفة وعالية وتنقلب صالة الفيحاء لتغدو صالة أخرى بمرافقها وإمكاناتها وتجهيزاتها، وبشكل لا تقل فيه عن أي صالة في الدول المتطورة.
كيف حصلت سورية على موافقة الاتحاد الدولي، وما المستجدات التي طرأت على صالة الفيحاء للاستضافة، وكل ما يدور حول المباراة تتابعونه من خلال الحوار المطول مع مدير المباراة أنور عبد الحي، ومدير الصالة خلال المباراة الحكم الدولي ورئيس لجنة حكام سورية ماهر أبو هيلانة.
تحديثات غير مسبوقة
ماهر أبو هيلانة يقول: قرار عودة كرة السلة السورية للعب على أرضها ما كان ليتم لولا الدعم الكبير من القيادة الرياضية، من الجانبين المادي والمعنوي، وبصراحة فالتعديلات الكبيرة التي شهدتها صالة الفيحاء كلفت مبالغ كثيرة، وهذا يحملنا مسؤولية كبيرة لإنجاز الحدث بنجاح تام، والحفاظ على ما وصلنا إليه من تجهيزات وتقنيات.
التعديلات بدأت من خارج الصالة ومداخلها وصولاً إلى داخلها وفي كل تفاصيلها ومرافقها وخدماتها، والعمل بدأ منذ أسابيع بوتيرة عالية، وذلك بعد زيارة وفد المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي في آسيا وتحديد المعايير المطلوبة لإقامة مباراة دولية رسمية على أرضنا، وبدوري كمدير للصالة خلال هذه المباراة التي ستقام الساعة السادسة من مساء اليوم فإنني أتابع كل خطوات ومراحل التنفيذ من خلال ورشات العمل المتنوعة، وقمت باستلام الصالة يوم السبت الفائت للتأكد من تأمين وتنفيذ كل المطلوب، علماً أن التحديثات على الصالة لم تقتصر فقط على ميدان اللعب بل طالت المدرجات، حيث خصصت السدة الرئيسية للشخصيات الشرفية المدعوة، بينما تم تحديد المكانين الجانبيين للسدة للجلوس ببطاقة سعرها عشرة آلاف ليرة سورية، والمنطقة المقابلة للسدة في المدرج المواجهة لها سوف يكون سعر التذكرة فيها خمسة آلاف، وبالتالي فإن هذين المكانين عدد مقاعدهما (144) مقعداً، وفيما عدا ذلك من الأماكن في مدرجات الصالة فهي متاحة للجمهور بقيمة ألفي ليرة سورية.
تقنيات وتسهيلات
يتابع مدير الصالة: تسهيلاً لدخول الجمهور فقد تم تخصيص إشارات وأسهم للدلالة لتحديد مكان جلوس كل متفرج، كما سيتم فتح ستة أبوب من كل جنبات الصالة، وهذا أمر لم يحدث منذ سنوات، والهدف تسهيل وتسريع دخول الجمهور، وفي الوقت ذاته فقد شملت تحسيناً في أرضية الصالة التي تم صقلها وإعادة الطلاء لها لتبدو في أحلى صورة، كما طالت التغييرات إضاءة الصالة واللوحة الإلكترونية وساعات التوقيت، كما تم اتخاذ كل التدابير لعدم انقطاع الكهرباء خلال المباراة، وللمرة الأولى في صالاتنا سوف يستخدم جهاز الإعادة الفورية، كما تم استقدام سلات (بانيهات) جديدة للصالة، إضافة لوجود سلة ثالثة من باب الاحتياط لو تعرضت إحدى السلتين لعطل طارئ.
تجريب واختبار عالٍ
يضيف أبو هيلانة: الصالة كانت متوقفة عن الخدمة خلال فترة التجديد المطلوب، وحرصنا على إقامة مباراتين تجريبيتين فيها خلال الأسبوع الأخير للتأكد من نجاح الأرضية والتجهيزات الخاصة والملحقة بالصالة لتخديم المباراة، وكل الأمور على ما يرام، وبخصوص اللوحة الإلكترونية فهي من أهم اللوحات الأربع المعروفة عالمياً والمعتمدة دولياً، وهي لوحة تقدم الخدمات الرقمية والمعلوماتية المطلوبة خلال المباراة بطريقة جميلة، كما يمكنها التحول لشاشة عرض رسمية لعرض بعض المشاهد عليها، ويمكن أن يتم ذلك على شاشة واحدة، أو شاشتين.
ولأول مرة سوف تظهر في صالاتنا لوحات إعلانية إلكترونية من خلال شاشات وضعت حول أرضية الصالة بطريقة حضارية وجميلة قادرة على تقديم إعلانات بشكل متتال وجميل.
وطاولة الحكام بقيت على حالها، وسوف يجلس عليها 6 أشخاص مكلفين المهام التحكيمية.
وجلوس الإعلاميين سيكون أرض الملعب من خلال طاولة مخصصة لهم في زاوية الصالة، وذلك بعدما تم تنظيم اعتمادية الإعلاميين الراغبين في التغطية من خلال تسجيلهم عبر الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي، وهو الذي سيقوم باعتمادهم للمباراة ومنحهم بطاقة الإعلام الخاصة بها، والجلوس على الطاولة المخصصة لهم، علماً أن الطاولات والخشبيات الموجودة ضمن الصالة لن تبقى بلونها الحالي، فالتعليمات تفرض تغطيتها ببوسترات خاصة بالاتحاد الدولي، وتحمل شعاره وشعار التصفيات.
تفاؤلنا مشروع
عن نسبة النجاح يقول: نحن متفائلون ومتشوقون لهذا الحدث ورهاننا على جمهورنا الذي نسعى لتخديمه وإسعاده بمباراة تاريخية، وقد تكون الصالة ليست الأكبر عربياً وآسيوياً، لكن جمهورنا رقم (1) في هذه المساحة الكبرى، ورهاننا عليه وعلى حضوره وتشجيعه الجميل وأن تكون مباراة للذكرى ولوحة تحمل رسالة إلى العالم أجمع، وأعود للتذكير بتعليمات الاتحاد الدولي بخصوص إنارة الصالة، فالمطلوب ألا يرى اللاعب ظله بأرض الملعب، وهذا يتطلب إضاءة قوية ومدروسة وموزعة بترتيب معين، ويقود المباراة الكويتي محمد العميري والعراقي أحمد شولي واللبناني بول إشحيم، ويراقبها الأردني فادي الصباح، والمراقب سيستلم الصالة قبل المباراة بفترة كافية وهو مسؤول عن كل ما يتعلق بالحكام، والتعديلات الأخيرة شملت التدفئة، وسوف نتحكم بها، وتجهيزات التدفئة والتبريد ستكون جاهزة، ولدى امتلاء الجمهور بالصالة يجب ألا تقل درجة الحرارة عن 26، وفي حال كانت باردة سوف تتم تدفئتها، وفي حال كانت حارة يمكن تبريدها، والمهم أن تكون ضمن الحدود الطبيعية.
دقة في كل شيء
على الجميع التقيد بالتعليمات، فالحكام يجب أن يكونوا في أرض الملعب قبل ثلث ساعة من المباراة، وقبل 11 دقيقة على الفريقين التوجه نحو كراسي التبديل لأخذ التعليمات من المدربين والعودة للملعب، وإجراء الإحماء النهائي، وقبل 3 دقائق يعزف النشيد، وبتمام الساعة 6 ترفع كرة البداية، وهذه التفاصيل بأذهاننا لتكون بداية مرحلة جديدة لنا في تنظيم مبارياتنا المحلية، وهناك قاعة لفحص المنشطات تقام لأول مرة في صالاتنا بطلب من الاتحاد الدولي.
وتم تركيب أبراج جديدة لتقوية الإنترنت في الصالة كي لا تقل عن 90 ميغا لخدمة العمل في الصالة، وتأدية المطلوب بأقصى سرعة حيث يمكن للإعلامي تحميل الخبر والصورة والفيديو بسرعة، وفي الوقت ذاته فالأعمال الجديدة شملت المشالح أيضاً، وباتت ضمن المواصفات الدولية بكل تفاصيلها بين (المنطقة الجافة والمنطقة الرطبة) فالمعايير القادمة من الاتحاد الدولي تدخل في كل التفاصيل والجزئيات لدرجة فرض وجود لوحة القواطع الكهربائية للمشلح على بعد سنتيمترات من الباب الأول للمشلح الذي يجب أن يتضمن كراسي لائقة وخزائن ملابس للاعبين، ولوح (شريطة أن يكون متحركاً) لشروحات المدربين، مع ضرورة ألا يقل عدد الحمامات عن 8 وأيضاً بالنسبة (للدوش) فيجب ألا يقل ارتفاعه عن (240 سم).
«ميكس زون» إعلامي
يقول أبو هيلانة: بعد المباراة تمنع اللقاءات الإعلامية ضمن الصالة، علماً أن حقوق نقل المباراة حصرية، ولن يكون أرض الملعب سوى كاميرات الجهة الناقلة وكاميرا التصوير الفوتوغرافي للاتحاد الدولي، وبعد المباراة يتجه الإعلاميون إلى قاعة المؤتمرات خلف الصالة وقد أعدت لهذا الغرض، وهي تضم طاولة للمتحدثين ومقابلها منصة لتموضع الكاميرات، إضافة لكراسي للإعلاميين، ويمنح كل فريق عبر ممثليه بالتحدث لمدة 20 دقيقة.
والمقابلات مع اللاعبين وبقية أعضاء الفريق محصورة ضمن منطقة (ميكس زون) وهي مساحة موجود بين مشلحي الفريقين، وتوجد فيها بوسترات كبيرة خاصة بالحدث وتحمل شعارات الاتحاد الدولي والبطولة، وأمامها يمكن إجراء كل اللقاءات، ولا يمكن إجراء اللقاءات خارج هذه المنطقة.
الصالة الموجودة تحت المدرجات والخاصة بلعبة المصارعة تم تحويلها إلى صالة للإحماء قبل المباراة، علماً أنها أساساً كانت صالة مخصصة لهذا الغرض وضمنها سلتان مثبتتان في السقف، واليوم بعد عشرات السنين تعود إلى الخدمة.
فريق عمل كبير
الكابتن أنور عبد الحي يقول: شكراً لاتحاد السلة بتسميتي مديراً للمباراة، وفي هذه الصالة التي عشت فيها أحلى ذكرياتي كلاعب، واليوم أعود إليها من باب التنظيم، ويشرفني أن أكون مديراً لحدث كهذا، من خلال فريق عمل مؤلف من (10) أشخاص وكل يعمل ضمن اختصاصه ومعرفته وخبرته الكبيرة لإنجاح الحدث، وبالنسبة لمهامي فأنا مطالب بتفقد الصالة بكل تفاصيلها من تجهيزات ومدرجات وإمكانات، مع الأخذ بالحسبان الحرص على راحة الجمهور، وتسهيل دخوله وجلوسه بشكل لائق، والحفاظ على البروتوكول الصحي والسلامة للجمهور الحاضر، فالمطلوب ممن عمره فوق 18 إبراز بطاقة أخذ لقاح كورونا (بغض النظر عن نوعيته) ولو كان اللقاح قبل 48 ساعة.
وتشجيعاً لجمهورنا العاشق لدعم منتخبه من خلال الحضور المباشر، فإننا سنفتتح مركزاً لأخذ اللقاحات في مجمع صالة الفيحاء، وبالتالي فالجمهور القادم يجب أن يأخذ طريقه إلى الدخول والاستمتاع بالمباراة التي تعتبر امتحاناً دولياً كبيراً لنا في تنظيم المباريات الدولية، فكيف لو كانت ضمن تصفيات كأس العالم، وكسراً للحصار المفروض على سلتنا لتعود للعب على أرضها وهذا حقها، ولذلك سنعمل على أن تكون الأمور نموذجية في كل جوانبها، والمطلوب من الجميع التعاون معنا في تنفيذ التعليمات المطلوبة ومنها الحضور بأرض الملعب.
بصراحة مسألة الوجود بأرض الملعب قضية شائكة ومن أهم عيوب مبارياتنا عادة حيث تجد (الحويصة) يملؤون جنبات الملعب في مختلف صالاتنا، لكن في المعايير الدولية لن يكون مكان لأي شخص غير أعضاء الفريقين وطاقم التحكيم والإعلاميين المصرح لهم بالجلوس في مكانهم المخصص، وحتى هؤلاء لن يكونوا كلهم بأرض الملعب، فالأماكن المخصصة للإعلاميين يستحيل أن تتسع لكل الإعلاميين الحاضرين للمباراة، وبالتالي فالأفضلية ستكون للإعلاميين المتخصصين.
شركات وطنية داعمة
يضيف الكابتن أنور: سبق لي أن كنت مؤخراً مديراً لبطولة كأس السوبر بتكليف وتشريف من الاتحاد السوري، وهذه التجربة عرفتني على أرض الواقع بأمور تنظيمية كثيرة ومهمة، ولا أخفيكم أنني تلقيت حينها الكثير من الاتصالات، والكل يطلب مني إمكانية الجلوس بأرض الملعب، وهنا الغرابة..! وفي الوقت ذاته فإن عملي لمدة سنة كاملة كسكرتير للاتحاد القطري لكرة السلة منذ سنوات أفادني كثيراً واكتسبت منه الكثير من خبرة العمل التنظيمي الدولي.
وتتعزز مسيرة عملنا بوجود عدة شركات وطنية داعمة للحدث من خلال مشاركتها في خط التنظيم مثل (شركة بصمة – شركة إيلا – أكاديمية فارس الشام – شركة جبل – شركة أجنحة الشام للطيران) وبوجود هذه الشركات تزداد البطولة قوة ونجاحاً، وعلينا تشجيع هذه الفعاليات على دخول المجال الرياضي والتشاركية معه، فالرياضة في بلدنا لن تتطور ما لم تتحقق التشاركية مع الشركات الداعمة، علماً أن شركة بصمة التي كانت راعية لبطولة كأس السوبر التي جرت مؤخراً خسرت الملايين لكونها التجربة الأولى لها، لكنها لا تزال متحمسة للدعم الرياضي وعلينا تفعيل حماسها وكسبها، وفي الوقت ذاته تجدر الإشارة إلى الدور المهم والإيجابي لشركة طيران أجنحة الشام الراعي لمنتخب سورية بكرة السلة، فالشركة أبدت دعماً كبيراً وتعاوناً مطلقاً لإنجاح مسيرة المنتخب في خطوة تستحق الشكر والتقدير.
المدرجات لنا والجمهور عزنا
يتابع الكابتن أنور: بقدر ما عملنا على إنجاح الجوانب التنظيمية واللوجستية للمباراة، فإننا عملنا على تعزيز الجانب الجماهيري من خلال تأمين متطلبات الجمهور والتواصل مع روابط المشجعين والألتراس، واللافت الحماس الكبير من هؤلاء للحضور ودعم المنتخب، وهناك من سيقوم بتوزيع بطاقات مجانية على غير القادرين على دفع ثمن التذكرة، وهناك من سيقوم بتوزيع قمصان خاصة بالمباراة على المشجعين، إضافة للأعلام ومتطلبات التشجيع، ولن نقبل إلا أن تكون مدرجات الصالة التي تتسع لـ (7500) متفرج ممتلئة عن بكرة أبيها، وثقتنا كبيرة بجمهورنا الوفي والعاشق للرياضة.
ولجمهورنا أقول: منتخبنا جاهز والمستوى متقارب بين منتخبنا وكازاخستان، لكن ترجيح الكفة في مباراتنا بالفيحاء هو بأيديكم وبتشجيعكم الرائع والحماسي، في يومكم الذي يجب أن تطلقوا فيه رسالتكم إلى العالم أجمع، فنحن نملك الجمهور الأحلى والأغلى والأوفى، وهو مفتاح النصر، ونحن واثقون من الفرح الكبير.