سورية

في اليوم العالمي للتضامن مع شعبها.. الرفاعي: نعرف تماماً أن بوصلتها لن تنحرف.. ناجي: وقفت تاريخياً مع قضايا الأمة لإيمانها بانتمائها لها … الجعفري لـ«الوطن»: الوقوف إلى جانب قضية فلسطين من ثوابت سياسة سورية الخارجية

| منذر عيد - تصوير طارق السعدوني

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين، بشار الجعفري، أمس، أن من ثوابت السياسة الخارجية السورية الوقوف بقوة إلى جانب القضية فلسطين، والتي هي قضية سورية، في حين أكد سفير فلسطين لدى دمشق، سمير الرفاعي، أن سورية دفعت ثمن موقفها من القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني يعرف تماماً أن البوصلة السورية ستبقى ثابتة باتجاه فلسطين ولن تنحرف أبداً.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، قال الجعفري خلال مشاركته في حفل استقبال أقامته سفارة دولة فلسطين بدمشق بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: «هذه المسألة ثابتة في سياسة الخارجية السورية، منذ بداية القضية الفلسطينية، منذ بداية عام 48، وحتى قبل لكن عندما ذهب عز الدين القسام من مدينة جبلة السورية ليقاتل في فلسطين كان مؤشراً على أن هذا يعني قراراً من الشعب السوري للوقوف إلى جانب إخوته في فلسطين، هذا الموقف هو من ثوابت السياسة الخارجية»، مشيراً إلى أنه لا توجد ضرورة لإعادة تأكيد هذا الموقف، إلا في مناسبات كما هي اليوم.

وأكد الجعفري، أن الموقف السوري في العمق هو أكثر من تضامن، لافتاً إلى أنه قد تتضامن الدول الأخرى مع الشعب الفلسطيني إيماناً منها بعدالة القضية الفلسطينية، إلا أن الوضع في سورية ليس من باب التضامن، فالقضية الفلسطينية هي قضية سورية، باعتبار أن فلسطين كانت في يوم من الأيام جزءاً من سورية، مشدداً على إيمان سورية بعدالة القضية، وتعتبرها جزءاً من قضاياها الوطنية.

وأضاف: «عندما يقف معظم شعوب العالم مع القضية الفلسطينية، البعيد منهم جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً وثقافياً فأولى بالقريبين من الشعب الفلسطيني أن يقفوا معه وبقوة ومن بينهم سورية.

وبخصوص حضور سورية القمة العربية المقبلة في الجزائر، لفت الجعفري إلى أن سورية تتابع الأمر، وهناك تحركات دبلوماسية راسخة وقوية بالاتجاه الصحيح.

وفي كلمته خلال الحفل، جدد الجعفري موقف سورية المبدئي والثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس مع ضمان حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 باعتباره حقاً لا يسقط بالتقادم وليس محل تفاوض أو تنازل وذلك استناداً لقدسية الحقوق الفلسطينية المشروعة والقانون الدولي وجميع المواثيق الدولية ذات الصلة.

وبين، أن سورية اعتبرت على الدوام أن القضية الفلسطينية قضيتها بامتياز، كما أن السوريين جميعاً يعتبرونها قضية تخصهم، محملاً الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استمرار جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

ولفت الجعفري إلى قدسية الحقوق الفلسطينية والتي لم تأت من فراغ وإنما من عدالة القضية الفلسطينية، هذه العدالة التي تجسدت بقرارات منظمة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أصبح منصة عالمية تعمل على إبقاء هذه القضية حية وماثلة في الأذهان وخاصة مع استمرار المخاطر التي مازالت تحدق بها وتهددها.

ونوه إلى أنه لم يتم لغاية اليوم إحراز أي تقدم من قبل ما يسمى المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ولم تتم مساءلة سلطات الاحتلال عن احتلالاتها وانتهاكاتها وازدرائها وخرق القوانين الدولية وميثاقها.

الرفاعي

وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أكد سفير فلسطين لدى سورية، أن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني هو بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن يكون التاسع والعشرون من تشرين الثاني من كل عام يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف هذا اليوم مع ذكرى تقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني عام 1947.

وقال الرفاعي: «هذه المناسبة تعيد إلى الذاكرة، المأساة التي ما زال الشعب الفلسطيني يعيشها، إلا أن هذا اليوم وكأنه شبه اعتذار عن خطأ تاريخي اتخذ بحق الشعب الفلسطيني».

وأشار إلى أن ما يجري حالياً من ذهاب باتجاه التطبيع، لا يخدم القضية العربية والقضية الفلسطينية، مضيفاً: «لاحظنا مؤخراً أن بعض العرب ذهب إلى عقد اتفاقيات عسكرية وأمنية مع العدو الإسرائيلي، وهذا عكس اتجاه هذا اليوم الذي نحن بصدد إحيائه وهو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني».

وأوضح الرفاعي، أن هناك طعنات في ظهر الشعب الفلسطيني، ولكن هذا الشعب صامد وصادق ومستمر في مقاومته حتى دحر الاحتلال، مؤكداً أن سورية دفعت ثمن موقفها من القضية الفلسطينية، وطبعاً هي ثابتة في موقفها، ونحن نعرف تماماً أن البوصلة ستبقى ثابتة باتجاه فلسطين ولن تنحرف ابدا.

واستعرض الرفاعي في كلمة له ممارسات سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل وإجراءاتها المسعورة لتهويد مدينة القدس وترحيل أهلها بهدف توسيع المستوطنات داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وفق قرارات الأمم المتحدة.

وأكد الرفاعي أن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته حتى إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق من الأمم المتحدة مواقف أكثر من يوم عالمي للتضامن معه.

ناجي

من جهته أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة طلال ناجي في تصريح لـ«الوطن»، أن الشعب الفلسطيني يكافح ويناضل ويصمد منذ قرن من الزمان، ولم يتوان ولم تفتر همته في مقاومة الاحتلال الصهيوني رغم عتي القوى التي يواجهها.

وأوضح أن العالم كله عدا أميركا والعدو الصهيوني وبعض التابعين لهما يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ويؤمن بحقه في العودة إلى وطنه وفي استقلاله في أرضه وإقامة دولته الوطنية وعاصمتها القدس.

وقال: «ليس غريباً على سورية أن تقف مع الشعب الفلسطيني، فسورية عبر التاريخ وقفت مع الشعب الفلسطيني لكون فلسطين جزءاً من سورية، وتعرضت لمؤامرة كبرى خلال العشر سنوات الماضية بسبب احتضانها للقضية الفلسطينية، ووقوفها تاريخياً مع قضايا الأمة، لأنها تؤمن بانتمائها لهذه الأمة».

وأعرب ناجي عن اعتزازه بموقف سورية، منوهاً إلى رفض الرئيس بشار الأسد لشروط الإدارة الأميركية ووزير خارجيتها آنذاك كولن باول بإغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية وإبعاد قادتها من سورية، حين قال: هؤلاء مناضلون شردوا من ديارهم بفعل الاستعمار البريطاني والغزوة الصهيونية لفلسطين واحتلال أرضهم ولا مكان يذهبون إليه إلا المكان الذي جاؤوا منه.

الجهاد الإسلامي

في السياق دعا ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سورية إسماعيل السنداوي في تصريح لـ«الوطن» الأمم المتحدة بإعطاء الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير على كل فلسطين من البحر إلى النهر، وليس تقسيم فلسطين، مضيفاً إنه رغم الظروف الصعبة التي مرت بها سورية خلال عشر سنين عجاف، فإنها استمرت في دعم فلسطين ودعم القضية والحق الفلسطيني وتحرير فلسطين وعودة اللاجئين واعتبار القدس عاصمة للشعب الفلسطيني.

الجبهة الشعبية

بدوره أكد مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر في تصريح مماثل لـ«الوطن» أن القضية الفلسطينية هي أعدل قضية في هذا العصر، مؤكداً أن موقف سورية المبدئي الثابت تجاه القضية الفلسطينية عرضها لمخاطر كبيرة، مضيفاً: لن نُسقط الراية وسنواصل الكفاح والمقاومة حتى تحرير كل ذرة من تراب فلسطين.

منظمة التحرير

في الأثناء، دعت منظمة التحرير الفلسطينية – الدائرة السياسية في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه إلى ترجمة هذا التضامن بخطوات عملية وتنفيذية من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي أصدرتها الجمعية العامة ذاتها، وفي مقدّمتها حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم بموجب القرار الأممي 194.

وقال البيان: ندعو مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي، والدول الراعية لعملية السلام، إلى اتخاذ قرارات حازمة وصارمة بإنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث، والاعتراف الكامل بحقوق شعبنا الفلسطيني بموجب القرار الذي اعتمدته الأمم المتحدة، ويحمل الرقم 3236 في 22 تشرين الثاني 1974 الذي أكد الحقوق الثابتة لشعب فلسطين، وضرورة التوصّل إلى حل عادل لمشكلة فلسطين وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، الذي يؤكِّد حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين، غير القابلة للتصرّف، وخصوصاً، الحق في تقرير مصيره والحق في الاستقلال والسيادة، وحق الفلسطينيين، غير القابل للتصرف، في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا واقتلعوا منها، ويطالب بإعادتهم وفق القرار 194».

وأشار البيان إلى أنه وعلى الرغم من كل محاولات العدو الصهيوني إلغاء وجود الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه، وبتمثيله السياسي الذي جسّدته منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن هذه المحاولات جميعها باءت بالفشل، وتمكَّن الشعب الفلسطيني عبر تضحياته الجسام ونضاله وكفاحه الطويل والمستمر من فرض حضوره على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، ومن تعزيز مشروعية نضاله وحقوقه الوطنية في أرضه ووطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن