سورية

روسيا مارست ضغوطاً لعودته.. و«المبادرة الوطنية الكردية» لازالت قائمة … مصادر مطلعة لـ«الوطن»: لا استئناف قريب للحوار بين دمشق و«مسد»

| دمشق- سيلفا رزوق - حلب- خالد زنكلو

نفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الوطن»، قرب استئناف الحوار بين الحكومة السورية و«مسد» في دمشق برعاية روسية.

وأشارت إلى أنه لم يتم الحديث حتى الآن عن أي استئناف للمفاوضات ولا تحديد مواعيد بهذا الخصوص، مبينة أن هذه المفاوضات لا يبدو أنها ستستأنف في الوقت القريب.

وحسب معلومات حصلت عليها «الوطن»، فقد شهدت الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» وترأسته رئيسة الهيئة التنفيذية لـ«المجلس» إلهام أحمد إلى موسكو، ضغطاً روسياً باتجاه الدفع بالحوار مع دمشق درءاً للمخاطر المحدقة بالمنطقة، مبينة أن موسكو طرحت ورقة تتضمن عدة بنود، ولافتة إلى أن قيادات ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الذراع المسلحة لـ«مسد» والتي تلعب منذ نحو عامين على ورقة الخلافات الروسية الأميركية يبدو أن سياستها وصلت اليوم لطريق مسدود، لاسيما مع التسريبات حول تقارب روسي – أميركي بخصوص الورقة الكردية.

وأشارت مصادر «الوطن» إلى أن الاتجاه الغالب لدى القوى الكردية هو نحو الحوار مع الحكومة السورية الشرعية في دمشق، ولاسيما مع الأخطار المحدقة نتيجة الأطماع التوسعية للنظام التركي باتجاه الشمال السوري، وعدم إبداء داعمتهم واشنطن أي معارضة لهذا الحوار.

ولفتت المصادر إلى المبادرة التي كشف عنها مؤخراً رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي لحل الخلافات الموجودة بين الأطراف الكردية والحكومة السورية، مبينة أنه جرى تقديم هذه المبادرة للقيادة السياسية السورية بدمشق، كما جرى التواصل مع قيادات الصف الأول في «قسد» التي أبدت جدية بالتعاطي مع المبادرة، لافتة إلى أن هذا التواصل لازال قائماً والاشتغال جارٍ لتفعيلها على الأرض، علماً أن هذه المبادرة وقع عليها خمسون شخصية وطنية منهم أطباء ومحامون ومهندسون وفنانون ورؤساء عشائر، وهؤلاء ينتمون للجغرافية السورية الممتدة من ريف حلب إلى عين عرب إلى شرق الفرات إلى الجزيرة السورية ويضمون كافة أطياف النسيج السوري في هذه المنطقة.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التقى في وقت سابق هذا الشهر وفداً من «مسد» برئاسة إلهام أحمد، وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إنه أعير اهتمام خاص لمهمة تفعيل التسوية السياسية في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، كما أكد الجانب الروسي استعداده لمواصلة الجهود للمساعدة في توصل السوريين لاتفاقات بمختلف الصيغ، من أجل استعادة سيادة ووحدة أراضي سورية بالكامل بأسرع ما يمكن.

من جهته اعتبر مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف خلال جلسة حوارية على هامش انعقاد اجتماع الهيئتين التنسيقيتين السورية- الروسية في دمشق في السابع عشر من الجاري، أن محاولات إنشاء «شبه دول» غير مقبولة بالنسبة لروسيا ولايجوز السماح بتجاوز الخطوط التي تمنع المحافظة على استقلال وسيادة سورية.

إلى ذلك، قالت مصادر متابعة للوضع في شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»: إن دعوة متزعم «قسد» مظلوم عبدي، أول من أمس، الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل التوسط في إتمام عملية السلام مع العدو اللدود التركي عبر مفاوضات بين الفريقين، وفي هذا التوقيت بالذات، تندرج في إطار رفع سقف توقعات «قسد» من المفاوضات المرتقبة مع الحكومة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن