انعقدت الجلسة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني ببكين في الفترة ما بين يومي 8 و11 تشرين الثاني، حيث تم تبني «قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمئة عام» (المشار إليه فيما يلي بالقرار).
أكد القرار أنه يجب على جميع أعضاء الحزب أن يتذكروا بشكل جيد «ما الحزب الشيوعي الصيني وما رسالته»، ويعتبر ذلك مسألة جوهرية، وأجاب عن السؤال المهم «لماذا نجحنا في الماضي؟ وكيف نواصل النجاح في المستقبل؟».
يعبر القرار عن الغاية الأصلية لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني ورسالتهم المتمثلة في النهضة العظيمة للأمة الصينية وسعادة الشعب الصيني، ويعد بياناً سياسياً لمواصلة تطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وخطة عمل لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
إن التاريخ خير معلم لتقدّم البشرية، يهتم الحزب الشيوعي الصيني باستخلاص التجارب التاريخية والاستفادة من الخبرات الناجحة والاتعاظ بالعبر السابقة، وجسّد القرار الحكمة الجماعية للحزب، واستعرض المنجزات والإصلاح التاريخي الذي تحقق في العصر الجديد من 13 ناحية، وهي: التمسك بالقيادة الشاملة للحزب وإدارة الحزب بانضباط صارم، والبناء الاقتصادي وتعميق الإصلاح والانفتاح على نحو شامل، والبناء السياسي وسيادة القانون على نحو شامل، والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي، وبناء الحضارة الإيكولوجية، والبناء الدفاعي والعسكري، والدفاع عن أمن الدولة، والتمسك بمبدأ «دولة واحدة ذات نظامين»، إضافة إلى دفع توحيد البلاد والأعمال الدبلوماسية.
في غضون ذلك، يستطيع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف القوميات الشعور بالمزايا الواضحة لقيادة الحزب الشيوعي الصيني ونظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، خاصة في التجارب العظيمة المتمثلة في حسم معركة مكافحة الفقر والانتصار في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، والتباين الكبير بين «الاستقرار في الصين» و«الاضطراب في الغرب» والنتائج المختلفة في أعمال الوقاية والسيطرة على الجائحة.
لخص وحلل القرار الخبرات التاريخية القيمة التي اعتمدت الصين عليها لتحقيق المنجزات والانتصارات منذ مئة عام من فترة الثورة والحرب وفترة البناء الاشتراكي، وفترة الإصلاح والانفتاح، وفترة التحديث الاشتراكي، وخاصة الفترة بعد المؤتمر العام الثامن عشر للحزب، حيث يمكن استخلاصها بـ«التمسك بعشرة مجالات»: وهي التمسك بقيادة الحزب، ووضع الشعب فوق كل اعتبارات والابتكار النظري والاستقلال وسلك الطريق الصيني، ووضع العالم كله في اعتباره، وشق طريق للابتكار والجرأة على النضال والجبهة المتحدة والثورة الذاتية.
إن هذه الخبرات ثمينة، غير أن ما أثمن هو التزام الشيوعيين الصينيين بالحقائق والحلم والسعي وراء الهدف الأصلي وتحمّل المسؤولية.
لا يوجد في العالم حزب آخر مثل الحزب الشيوعي الصيني الذي لم يغير غايته الأصلية أبدا، رغم كل الصعوبات والمشقات والمخاطر والاختبارات والتضحيات والعطاءات، ويدل تاريخ الحزب الشيوعي الصيني على أنه حزب يحمل حلماً عظيماً وغاية أصلية ورسالة مهمة، يقدر على تقوية نفسه حتى يتغلب على كل الصعوبات ويهزم كل خصم في هذا السياق، من الطبيعي أن يلتزم بالاتجاه السياسي الصحيح من دون أي زعزعة.
أثبت التاريخ والتجارب الممتدة لمئة عام للحزب الشيوعي الصيني حقيقة ثابتة وهي أنه لا يمكن للحزب ولجنته المركزية تثبيت السلطة وحشد القوة إلا بعد تحديد نواتها.
الحزب الشيوعي الصيني بعد مؤتمره العام الثامن عشر قاد أبناء الشعب في كل أنحاء البلاد في مكافحة الفقر على الأراضي الصينية بشكل تاريخي، وحقق معجزة بشرية مرموقة واحدة تلو الأخرى، يكمن السبب الرئيسي في القيادة الشاملة والحازمة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ، والإرشاد العلمي بفكر شي جينبينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
إن الحزب الشيوعي الصيني، حزب كبير يتكون من 950 مليون عضو في الصين الدولة الكبيرة ذات الـ56 قومية و1.4 مليار نسمة، بوجه صراعات مفصلية متسمة بصفات تاريخية جديدة، لا بد له من الحفاظ على نواته الوحيدة وسلطة لجنته المركزية.
أشار القرار إلى أن « إقرار الحزب مكانة الرفيق شي جينبينغ باعتباره نواة للجنة المركزية وللحزب كله، ومكانة أفكار شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد كمرشد، يعكس الرغبات المشتركة لكل الحزب والجيش وأبناء الشعب بمختلف القوميات في كل أنحاء البلاد، ويتحلى بأهمية حاسمة بالنسبة لقضايا الحزب والدولة في العصر الجديد ودفع العملية التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية».
يمر العالم حالياً بتغيرات غير مسبوقة منذ مئة عام، حيث تتسارع تطورات الأوضاع، وعلى هذه الخلفية، دخلت الصين المرحلة الحاسمة للنهضة العظيمة، وتحملت مهام صعبة وشاقة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، وتواجه مخاطر وتحديات معقدة وخطيرة للغاية في الطريق إلى الأمام.
فلا بد من دعم وصيانة مكانة الرفيق شي جينبينغ كنواة للجنة المركزية وللحزب كله، ومكانة أفكار شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد كالمرشد، في هذا الحال، ويمكن لسفينة «النهضة» الصينية التمتع بقائد قوي وحكيم، ويمكن للحزب الشيوعي الصيني الالتزام بالاتجاه الصحيح ومقاومة الأعاصير والأمواج العاتية في الظروف المعقدة التي تتشابك فيه عملية النهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات غير المسبوقة منذ مئة سنة في العالم.
سيعقد الحزب الشيوعي الصيني المؤتمر العام العشرين في العام المقبل، ويعتبر ذلك معلماً مهماً آخر لإطلاق مسيرة جديدة نحو بناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل وتحقيق الهدف المئوي الثاني.
يضع الحزب الشيوعي الصيني كل العالم في اعتباره دائماً، ويحرص على بذل جهود مشتركة مع سورية وغيرها من الدول والأحزاب المحبة للسلام لتكريس القيم المشتركة للبشرية التي تتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتقديم مساهمة جديدة وأكبر للدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية القائمة على التعاون والكسب المشترك.