كم كانت قاسية تلك الليلة التي انكسر فيها خاطر الجمهور السوري بأكمله، وكم كانت مؤلمة وهو يجد الخطأ أمام عينه من اعتبروا أنفسهم القمة في العمل.
مرارة الخسارة أمام كازاخستان زادت كونها تحدث في أرضنا وأمام جمهورنا المتلهف لرؤية منتخب وطنه وهو يلعب في أرضه وسط أجواء حضارية عالية، ومعايير دولية متكاملة، لتأتي الصدمة القاسية.
الصدمة كانت لأن منتخبنا في كازاخستان كان أفضل من دمشق.
والصدمة كانت لتعرضنا للخسارة وبالفارق نفسه الذي آلت إليه مباراة الذهاب، مع فقدان للتوازن خصوصاً في الربع الأخير.
والصدمة لعدم مقدرة المدرب معالجة الوضع، أو عدم نجاحه في العلاج، فالفريق الكازاخستاني حافظ على منسوب تسجيله من النقاطـ وبقي سكوره فوق الـ 80 نقطة، وكذلك فريقنا الذي تراجع سكوره وبقي بالسبعينات، والثلاثيات الكازاخستانية بقيت حاضرة ولم تنفع معها محاولات دفاع المان، بل إنها أعطت الفرق المنافس فرصة الخرق والتسجيل من تحت السلة.!
والصدمة بفقدان الحلول الدفاعية مع غياب أطول لاعب بتاريخ سلتنا..! والصدمة برؤية الفريق الضيف وهو يفرض علينا إيقاعاته في الملعب وكأنه هو الذي يلعب على أرضه وأمام جمهوره. والصدمة بحدوث بعض التجاوزات لبروتوكولات المباريات الدولية الرسمية، رغم كل الجهود المبذولة، والإجراءات المتخذة، والمعايير المطبقة، لكن يبدو أن الطبع غلب التطبع.! والصدمة برؤية منتخبنا قابعاً في المركز الأخير في مجموعته، بعد عجزه عن تحقيق أي نقطة، في تصفيات كان الهدف فيها الوصول إلى كأس العالم.!
والصدمة بالصورة الهزيلة التي ظهرت على شاشتنا الوطنية التي دفعت آلاف اليوروهات لشراء حقوق نقل هذه المباراة، متأملة إهداء الفرح للجمهور السوري.
والصدمة بعدم ظهور لاعبينا بمستواهم المعروف، وهذا يعود للإدارة الفنية للفريق وعدم التوظيف المناسب لكل لاعب بالطريقة الصحيحة، ناهيك عن الخفايا الموجودة، والخلل في التماسك والترابط.
والصدمة في المشاكل المتتالية والمتراكمة التي ترافق كل منتخب في معسكراته ومشاركاته، وكان التعتيم عليها هو سيد الحل، والحديث فيها يعتبرونه من باب التفشيل لمسيرة المنتخب، ولكن حان وقت الكلام، وحان وقت العلاج الجذري والحاسم للخلل الإداري والفني الذي عاشه المنتخب خلال المراحل الماضية، وكان الفوز والتأهل يغطي على أمور كثيرة حان موعد مراجعتها ومعالجتها, فالعمل القادم يجب أن يكون بعقلية أخرى، وبنفسية مختلفة، وأسلوب مختلف.