الحل بالحصادة المائية.. والحصّادة تحتاج إلى مناقصة.. والمناقصة.. زهرة النيل السامة تتمدد في حماة والغاب.. وزراعة حماة: المكافحة غير مجدية!
| حماة- محمد أحمد خبازي
بيَّنت رئيسة دائرة الوقاية النباتية بمديرية زراعة حماة رشا العلي لـ«الوطن»، أن زهرة النيل السامة التي ظهرت مؤخراً في نهر العاصي بمدينة حماة، قد تمت مكافحتها وأزيلت من قرب جامع أبي الفداء ومن خط حماة إلى كازو، مشيرة إلى أن اجتماعاً عقد بالمحافظة مؤخراً برئاسة المحافظ، لوضع خطة عمل لمكافحة هذه الزهرة.
وقالت: لقد طالبنا بحصادة مائية لمكافحة هذه الزهرة التي تتمدد، وقد أعلنت وزارة الزراعة مناقصة لتأمينها محلياً أو استيراداً، مبينة أن مكافحة هذه الزهرة بالطرق المتبعة حالياً الميكانيكية أو الكيماوية غير مجدية اقتصادياً، إذ يتم تعزيل البؤر التي تستشري فيها هذه الزهرة بالبواكر والزوارق، التي تحتاج إلى نفقات محروقات عالية.
وذكرت العلي أن البؤرة الرئيسية التي تنتشر فيها الزهرة، هي سد محردة، وقد تم في شهري شباط وآذار الماضيين تعزيل نحو هكتار فقط.
أما في منطقة الغاب حيث الانتشار الأوسع لهذه الزهرة السامة بالمسطحات والمصارف المائية، بيَّنَ المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، أوفى وسوف أنه تم في هذا الشهر تعزيل نحو 300 كم من مصارف الري من زهرة النيل في قطاع سهل الغاب، من شبكات المصارف المائية الحقلية في أقسام ودوائر عين الكروم وشطحة والجيد وقلعة المضيق ومحردة وسلحب، إضافة لتعزيل 25 حفرة سقاية.
وأوضح أن الهيئة عزلت كذلك نحو 10 كم من زهرة النيل، في القطاع الذي يقع تحت إدارة مديرية الموارد المائية في حماة، وهي من بلدة التريمسة حتى بلدة العشارنة.
وبيَّنت العلي أن الزهرة من النباتات المائية المعمرة الطافية، التي تستوطن التجمعات المائية الجارية منها والراكدة. وأن مجموعها الخضري ينمو بشكل كثيف كتجمعات من النموات الخضرية التي تغطي المساحات المائية بشكل تام في حال الإصابة الشديدة.
وأوضحت أن الزهرة سُجِّلتْ في سورية عام 2005 في منطقة الغاب في مصارف قلعة المضيق، وكانت تغطي المصرف بشكل كامل. وفي محافظة طرطوس عام 2008، وتطورت الإصابة لتشمل النهر الكبير الشمالي ونهر العروس ونهر الأبرش.
وعن معدل انتشارها كشفت المهندسة العلي، أنه قد يصل معدل انتشار الزهرة الواحدة، على مساحة تقدر بنحو 2500 م2 في الموسم الواحد كما في مصر مثلاً، ما يشكل خطورة بالغة على الوضع البيئي في المياه.
وعن أضرارها قالت: تسبب حاجزاً من البقايا المائية يعوق حركة جريان الماء في الأنهار وأقنية الري والصرف، وتصبح موطناً خصباً لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات الأخرى التي تهاجم الإنسان والحيوان. وتستهلك كمية كبيرة من الأوكسجين المنحل في الماء ما يؤثر في حياة الحيوانات المائية. وتحجب أشعة الشمس والضوء وتمنعها من الوصول إلى النباتات الأولية والأحياء الأخرى، ما يعني توقف دورة الحياة لهذه الكائنات. ويزداد فقدان الماء عن طريق النتح وخاصةً عند ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ويفوق معدل الفقد معدل كل الكائنات المائية حيث يفقد النبات الواحد نحو ليتر واحد يومياً. كما تسبب ضغطاً كبيراً على الجسور العائمة المنصوبة على الأنهار، ما يؤدي إلى إزاحتها كما حدث في العراق.
وفي المكافحة الحيوية تعد «سوسة زهرة النيل» من أهم الأعداء الحيوية المستخدمة لمكافحة الآفة عالمياً. وتم استيراد 1000 حشرة من العدو الحيوي من مصر وأطلقت في سد محردة بتاريخ 11/7/2011، وقد لوحظ الانتشار الكبير للعدو الحيوي على زهرة النيل بتاريخ 10/11/2015، وشوهدت أعراض الإصابة بالعدو الحيوي التي تسببت بانخفاض في طول النبات من 150سم قبل الإطلاق إلى 50 سم بعد الإطلاق إضافة لتآكل الأوراق وصغر حجمها، ومهاجمة العدو الحيوي لقواعد الساق والأوراق والانتفاخات الموجودة أسفل الأوراق.
وأضافت العلي: تتم تربية وإكثار العدو الحيوي في مخابر وزارة الزراعة في حماة وطرطوس، ليتم إطلاقها في المواعيد المناسبة، وذلك في بداية نيسان وأيار، حيث يكون التعزيل الميكانيكي في هذا الوقت مكلفاً وغير مجد.